داخل ورشة قديمة بحي الضواحي تتواجد سيدة بورسعيدية في الخمسينات من عمرها، تجلس وسط عشرات الأنواع من آلة 'السمسمية'، ممسكة بالخيوط والأخشاب لصناعتها بدقة، وحرفية شديدة، وكأنها جراح يمسك بمشرطه داخل غرفة العمليات.
من طبيبة هياكل وتشريح لأشهر صانعة آلة للسمسمية
تقول أسماء حمودة أو كما تلقب في بورسعيد 'دكتورة أسماء' أنا طبيبة هياكل وتشريح بجامعة عين شمس دفعة 1986، تنقلت ما بين عين شمس والقصر العيني، حيث كنت أقوم بالتدريس لطلاب الفرق الأولى بكلية الطب وعلى مدار رحلة عمل حكومية استمرت 19 سنة قررت في عام 2011 تسوية معاش مبكر للتفرغ لصناعة آلة 'السمسمية' التي أعشقها منذ طفولتي، ولم أندم يومًا على ترك الطب من أجل 'السمسمية'.' فحققت لوالدي حلمه بأن أكون طبيبة، والآن أحقق حلمي في تطوير وصناعة آلة السمسمية.
بدايتي مع صناعة ألة السمسمية عندما كنت طفلة
وأضافت عشقت آلة السمسمية وأنا عمري 9 أعوام عندما كنت راقصة فنون شعبية بفرقة قصر ثقافة بورسعيد، وبدايتي مع صناعة ألة السمسمية عندما كنت طفلة، وقتها قمت باستخدام طبق من الصاج لعمل السمسمية من جلد الأرنب ومن قفص الخضار واستخدام أدوات أخرى كأوتار، وأثناء تواجدي في فرقة فنون شعبية تعلمت شد جلد الماعز من (عم رفعت) مسئول الديكور بقصر الثقافة'.
تنظيم أول متحف لعرض أنواع آلة السمسمية
وتابعت:'كنت أثناء دراستي أشد الجلد على الطبق الصاج وأصنع آلة السمسمية وأبيعها لزميلاتي في المدرسة مقابل 5 جنيهات وكانوا بيبعونها في هذا التوقيت بـ35 جنيهًا'.
وأضافت:'بعد ترك الطب قمت عام 2012 بتنظيم أول متحف لعرض أنواع آلة السمسمية بمنطقة القنال الداخلي، ومع تطوير المنطقة قمت بتأجير ورشة لصناعة آلة السمسمية والطنبورة وبدأت رحلة التجهيز والصناعة وشراء الخشب من محافظة دمياط ثم إلى المخرطة وشراء الطبق الصاج وجلد الماعز وكافة مستلزماتها'.
وأكدت على أنها نجحت في جذب عشاق ومحبي السمسمية والطنبورة، ليس فقط في بورسعيد أو داخل مصر ولكن إلى دول: الأردن واليونان وفرنسا والسعودية والكويت، لافتة أن أسعار آلة السمسمية تتراوح ما بين 150 إلى 1000 جنيه وهناك أنواع أغلى من ذلك.
أول سيدة مصرية تصنع آلة السمسمية والطنبورة
واختتمت حديثها قائلة:'الحمد لله حققت حلمي أن أكون أول سيدة مصرية تصنع آلة السمسمية والطنبورة، وسعيدة لأنني حققت ذاتي، وليس كل شىء الوظيفة الحكومية ولست نادمة أبدًا لأني نجحت وأبدعت من تصنيع آلة السمسمية، وقد حصلت على قرض من جمعية المشروعات الصغيرة ليساعدني في تصنيع كميات من آلة السمسمية وتطويرها بإطارات من الخشب الجذابة.