ظل زوجها وأولادها ينفخون لها ببالون الأكسجين 22 ساعة، ويتبادلون ذلك، بعد أن وقعت في غيبوبة تامة، فاتحة عينيها فقط، ولم يتوفر لها عناية مركزة طوال ذلك الوقت، ومن ثم رقدت في العناية بين الحياة والموت، وذلك بعد حدوث نزيف لها إثر ترك جزء من دعامات الـ'بي سي إن' بالخطأ في جسدها.
الحاجة حُسنة مصطفى، 61 عامًا، تعاني من حصوة على الكلى، دخلت مستشفى جامعة الإسكندرية 'الأميري'، وقال ذووها إنها تعرضت للإهمال الطبي بالمستشفى، متكلفين 160 ألف جنيه.
دخلت المستشفى الجامعي لإجراء عملية تفتيت حصوات أُصيبت بغيبوبة تامة
وروى رمضان السيد، زوج الحاجة حُسنة، خلال لقائه مع 'أهل مصر'، وهو تنتابه حالة من الحزن ورعشة اليد، أنها دخلت المستشفى الأميري الجامعي بالإسكندرية يوم 22 أغسطس من العام الماضي، لإجراء عملية تفتيت حصوات، ووضعوهم على قائمة الانتظار إلى يوم 16 ديسمبر من العام الماضي، ثم قالوا لهم إنهم سيجرون العملية لها، ويحتاجون لـ36 صفيحة وحدات، واشتراها من الشرق الأوسط بـ7 آلاف و200، ليتفاجأ أنهم لم يقوموا بالعملية، بل ركّبوا دعامتين وأخذت علاجًا.
تقرير طبي
وتابع: أنه بعد 3 شهور قالوا إنهم سيقومون بالعملية، وخرجت من جديد، وجاء يوم 30 أبريل قالوا إنهم سيخرجون الدعامات منها، مضيفًا أن الممرضة هي من أخرجتها، وليس الطبيب حيث طلب من الطبيبة التي تعمل تحت منه أن تخرجها هي، ولكنها حولتها للممرضة لتقوم بذلك، ما نتج عنه أنها قطعت جزءا منها وتركت جزءا آخر بداخل المريضة.
تقرير طبي
زوج ضحية الإهمال الطبي بالمستشفى الجامعي بالإسكندرية: تركوا جزء من "البي سي إن" داخل معدتها
وأضاف: أنه حدث لها نزيف مفاجئ، بعد 3 أسابيع من خروجها من المستشفى، وعادوا بها مسرعين إلى الطوارئ، مردفًا: 'دكتور الإشاعات قالي أنه فيه جزء غريب في جسم الست بتاعتك مش بشوفه غير في الأطفال، ولما نزل دكتور المسالك لقوا إن البي سي إن متساب منه حتة داخلية، مقطوعة منهم وسابوها جواها'.
تقرير طبي
وأوضح: أنه من هنا بدأت الحالة تتدهور، بعد أن وصلت النسبة لديهم 72 صفيحة، وكان الأمر متوقفًا على تقرير طبيب أمراض الدم، ليأذن بالعملية، وبالفعل أذن مع زيادة عدد الصفائح، مشيرًا إلى أن التقرير والتحاليل التي تثبت ذلك موجودة، إلا أنهم في المستشفى ظلوا يؤجلون في العملية أسبوعا تلو الآخر.
زوج الحاج حسنة
ولفت إلى أنه منذ أن حدث لها النزيف ودخلت المستشفى وبدأت الكوارث تحدث من يوم 27 مايو ليوم 26 أبريل خرجوها، وكانت قد قامت بتحليل بذل نخاع اتضح من خلاله أنها تعاني من فشل في النخاع الشوكي، وأطباء الدم وصلوه لقرار على نفقة الدولة بصرف علبة بـ4 آلاف و300 جنيه كل شهر.
زوج الحاج حسنة
وذكر: '25 كيس دم من فترة مرضها لغاية اليوم الحاجة واخداهم و320 صفيحة من الشرق الأوسط من البنك بـ160 ألف جنيه، أنا غرمان مع الست بتاعتي، وأنا راجل محدود الدخل، معاشي ألفين و200 جنيه، بعت أساسيات في بيتي وبيت عيالي علشان نطلع من الأزمة دي، قالو عايزين نركب بي سي ان تاني 48 صفيحة، وبعدها قالوا عايزين نركب على الجنب اليمين جبنا 36 صفيحة وأخيرا الأشعة التطبيقية، والأطباء يختلفوا يعملو العملية أو لا'.
واستطرد: أنهم أدخلوها عنبرا كبيرا بعدما خرجت من العناية ونقلوها بعد أن أصيبت بمكروب منه، نظرًا لأن مناعتها ضعيفة، كما أصيبت بقرحة فراش، مؤكدًا أنه أرسل شكوى لوزارتي الصحة والتعليم العالي ومجلس الوزراء أمس، والذي تواصل معه ليتابع الحالة، وكذلك الصحة علمت بحالتها وتواصلوا معهم، كانوا أحيانًا يجهزون له صفائح من كوم الدكة.
زوج ضحية الإهمال الطبي بالمستشفى الجامعي بالإسكندرية: بطالب بمحاسبة المتورطين في تدهور حالتها
وطالب الزوج بمحاسبة كل من تواطأ في الموضوع، على حد وصفه، قائلًا: 'صرفت عليها 162 ألف جنيه وأنا مش لاقي جنيه، ومابحبش الفلوس لو كنت بحبها كان زماني عملت فلوس كتيرة من الحرام لكن أنا مابحبش الحرام، منظرها غير طبيعي ماقدرتش أبصلها عايش معها 42 سنة، الدكتور قالي كويسة عنيا ماقدرتش تيجي في عنيها من الموقف اللي هي فيه، عندي ولدين وبنتين والاتنين خدوا عدوى من المستشفى'.
والتقطت طرف الحديث أسماء رمضان، ابنة الحاجة حُسنة، قائلة: إن المستشفى به أقسام وأطباء جيدة وأخرى بها إهمال كبير منها قسم المسالك، مشيرة إلى أنها أصيبت بمكروب فيها، فكيف حال المرضى هناك في العنبر: 'حسبي الله ونعم الوكيل من كل إنسان ظلم أمي'.
رد المستشفى
وبدورها تواصلت محررة 'أهل مصر' مع الدكتور باسم نشأت، مدير مستشفى جامعة الإسكندرية 'الأميري'، والذي كان رده أن المريضة تتلقى العلاج والرعاية اللازمة في العناية المركزة بالفعل من كافة التخصصات الطبية المعنية، ونفى ما قاله الزوج عن قيام ممرضة بترك جزء من الدعامات في جسد المريضة، قائلاً إنه كلام غير صحيح.
وأضاف مدير المستشفى، لـ'أهل مصر'، أنه لا يستطيع التصريح بأي معلومات طبية تخص المرضى لديهم لأنها أسرار، وإذا وُجدت لدى زوج الحالة أية مشكلة يتجه إلى مكتب مدير المستشفى لاستيضاح أي معلومات أو شكاوي.