رصدت عدسة «أهل مصر» أكلة صعيدية من داخل أحد منازل قرى الأقصر، تميزت عن غيرها من الأكلات فى كونها صحية وتعالج أمراض خاصة أسرع من الأدوية الكيميائية، وينفرد بطهيها سيدات الصعيد الجواني عن غيرهم باستخدام أدوات معينة وطرق مختلفة وهي ما تسمى بـ«المُقه».
المش
وتقول «بخيتة»، إحدى سيدات قرية «الحميدات» مركز إسنا محافظة الأقصر: «نقوم بعمل 'مش المقه' منذ قديم الأزل حيث أننا توارثنا هذه الأكلة عن أجدادنا لإخبراهم لنا بأنها تتميز بفوائد لا تعد ولا تحصى»، لافتة إلى أنهن يطهين هذه الأكلة فى مدة قد تصل إلى 4 أيام وتستمر تحت الشمس لعدة أشهر.
لبن حليب البقرة
وأوضحت بخيته، أن عمل «مش المقه» ليس سهلا بل يمر بعدة مراحل حيث أنها تقوم فى البداية بسحب لبن الحليب من البقرة فى شفشف بلاستيك وتضعه بداخل الثلاجة، ثم تقوم بعد ذلك بوضع اللبن فى علبة معلقة وتضعه فى مكان دافئ خارج الثلاجة، وتتركها حتى تختمر لمدة يوم ونصف، وعندما تجدها تغير شكلها من اللبن إلى ما يسمى بـ 'الرايب' ثم ترجها جيدا داخل علبة كبيرة تسمى بـ 'الخضاضة' لمدة ربع ساعة أو أكثر ولا تترك الرج حتى تجد زبدة تخرج أعلا اللبن الحامض.
يتغير لونه من الأبيض إلى البني
وأضافت أنها تقوم بعد ذلك بسكبه في وعاء متوسط وتستخرج الزبدة منه وتضعها فى طبق وتحتفظ به فى مكان بارد حتى تعد منه سمن بلدي، ثم تعود للوعاء الذي به حامض يشبه اللبن وتضعه به فوق البوتجاز وتتركه حتى يسخن وقبل الغليان تطفئ من عليه النيران وتضعه فى مكان بارد لمدة ربع ساعة ثم بعد ذلك تضعه في «ملز» من الفخار وتقوم بتغطييته وتدخله فرن الحمية بعد انتهائها من خبيز العيش الشمسي، وتتركه عدة ساعات، حتى يتغير لونه من الأبيض إلى اللون البني الفاتح.
حيث
اعتصار الباطنة
وتابعت، أنها تقوم بعد ذلك بسكب ملز المش في داخل «جرة» من الفخار وتضيف عليها كمية من الملح، وتضعها فوق سطح منزلها، تحت الشمس لعدة أيام أو شهور، وبعد ذلك يتحول المش الأبيض إلى مش الموقه الذي يعالج بعض الأمراض، لافتة إلى أن هذا الطعام يعالج أمراض الباطنة كالإسهال الشديد، والمرضى الذين يعانون من إعتصار الباطنة وغيره.
الإسهال الشديد
وأكدت أن العديد من أهالي قريتها عندما يصيبهم مرض الإسهال الشديدة الذي يؤدي بهم إلى «عصرة» يأتوا إليها ويطلبون منها أن تعطيهم «مُقه» لكي يعالجوا بها مرضاهم، الذين عجزت الأدوية والأطباء عن معالجتهم، ولكن تجربتهم بالمُقه مجرد تناولهم إياها يتم شفائهم.