تعدى عمرها ال١٥٠ عاما ،تعتبر طابية عرابى بمنطقة الديبة غرب محافظة بورسعيد إحدى القلاع التحصينية التى قام بها الزعيم الوطنى أحمد عرابى، وتم إهمالها فأصبحت بيتا للأشباح ليلًا، فهى مهجورة يحيط بها بعض المنازل الصغيرة التى تقام من طابق واحد أرضى.
وحرص البعض ممن يعتدون على أراضى الدولة 'وضع يد 'على تقسيم المناطق التى تحيط بها من أجل البناء، وبالتالى إذا تم البناء ستختفى تلك الطابية تمامًا لأنهم يعتبرونها حجارة فقط لا تمثل تاريخا بالنسبة لهم.
طابية عرابى بقرية الديبة اهملها المسؤلين التهمتها عوامل التعرية.
طابية عرابى بالديبة غرب بورسعيد عمرها تعدى ال ١٥٠ عاما
قال محمد فويلة، عمدة قرية المناصرة، أثناء بث مباشر ل ' أهل مصر ' سمعت من والدى، روايات كثيرة عن طابية عرابى، و قرأت ايضا عنها فى كتب التاربخ، و ما زلت أتساءل لما لا يقوم المسؤولون بعمل تلك الطابية مزار سياحى، فهى اثر تاريخى تعدى عمره ال ١٥٠ عاما، فعندما لاح فى الأفق للزعيم المصرى أحمد عرابى وزير الحربية في ذلك الوقت، أن هناك احتلال بريطانى محتمل على مصر أصدر أوامره بتقوبة جميع الطوابى الموجودة على ساحل البحر الأبيض المتوسط من بورسعيد شرقًا وحتى طوابى الإسكندرية، وأشهرها طابية الماكس فى الغرب لصد العدوان وكان صائب الفكر وذو عسكرية قوية فى ذلك الوقت.
طابية عرابى بقرية الديبة تحولت إلى بيتا للأشباح
وأضاف 'فويلة': 'كان من ضمن تلك الطوابى، طابية الديبة التى تقع فى غرب بورسعيد على شاطىء البحر الأبيض المتوسط، والتى تم تقوية تحصينها لمواجهة الاحتلال البريطانى المحتمل على مصر بأوامر من الزعيم الوطنى أحمد عرابى، وبالفعل كان ذو نظرة بعيد لأنها أبلت بلاءًا حسنًا فى صد العدوان عام 1882عن بورسعيد لاحتلال القناة ومصر.
وكان قائد طابية الديبة، والذى رفض الاستسلام البكباشى بيادة مشاة 'محمد نجم' حيث أبلى بلاءًا حسنًا، وأظهر جسارة وولاء للعرابيين، ولم تتمكن القوات البريطانية من احتلال الطابية لمدة طويلة خوفًا من التسليح الشديد لهذه الطابية.
طابية عرابى بقرية الديبة تحولت إلى بيتا للأشباح
وطالب 'فويلة'، هيئة الآثار بالاهتمام بمثل تلك الطوابى التى كانت رافعة أعلام مصر، وهى آثار تحكى بطولات أبناء شعب مصر فى صد العدوان فى شتى ربوع مصر، وأصبحت الآن عبارة عن أطلال مجهولة مطموسة لم يسمع عنها الكثير من أبناء محافظة بورسعيد، ولم يعرفون أين تقع تلك الطابية، ولم يعرفون تاريخها الكبير.
وأكد أهالى القرى المجاورة لها، أن تلك الطابية موجودة منذ تواجدهم فى تلك القرى، ولكنهم لا يجدون من يقوم بزيارتها من المسؤولين، وبالتالى اعتبروها لا تمثل سوى إشغال للطريق أو شبح يظهر من بعيد عندما ينتشر الظلام فى القرية التى لا يوجد فيها عامود كهرباء واحد يضئ ليلًا.
وكان اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد، قام بجولة تفقدية بقرية الديبة منذ فترة وشاهد خلالها الآثر التاريخى الذى امتدت إليه يد الإهمال، وهو طابية عرابى وعنف الأهالى الذين قاموا بالبناء بجوار الطابية وأشار الغضبان بضرورة ترك مسافة 50 مترًا من جميع الجهات للطابية حتى لا يقوم الأهالى بالتعديات، والبناء بجوار تلك الآثر التاريخى مباشرة بعتباره سيكون مزارًا سياحيًا فى خطة تطوير القرية.