راهن الكثيرون على فشلها ولكنها خيبت ظنونهم بإصرارها القوي على النجاح، اضطرها تعرض زوجها لحادث إلى النزول إلى سوق العمل لتتحمل مسؤولية أسرتها، لتكون بذلك خير مثال للمرأة المكافحة التي تقف سندًا لزوجها.
بدأت بأقل الإمكانيات المتاحة، وطورت من نفسها تدريجيًا إلى أن أصبحت من أشهر السيدات اللاتي عملن في مجال تنظيف وشوي الأسماك الذي امتهنته بمحافظتها، وحلمها أن تكمل ابنتها -بطلة المحافظة في الكاراتيه- تعليمها وتحقق ما لم تستطع هي تحقيقه.
قصة كفاح
وقال رانيا لـ أهل مصر: 'قررت العمل منذ 10 سنوات، وذلك بعد أن تعرض زوجي لحادث، ولقد عملت في أكثر من مجال لم أجده مناسبًا لي، لذلك قررت أن أبدأ في تنظيف وشي الأسماك كمشروع مستقل لي، لكي أستطيع الاهتمام بابنتي وبدراستها'.
وأضافت: 'أنا السيدة الوحيدة التي تعمل في هذا المجال بالسوق وسط الرجال، وكان الأمر صعبًا في البداية، لكني اعتدت الأمر حاليًا خاصة أن الجميع يساندوني، فالزبائن يشترون السمك ويحضرونه لي وأقوم بتنظيفه وشيه، وتجهيزه لهم، فيما أقوم بشراء السمك لبعض زبائني وتجهيزه وشيه لهم'.
وأردفت: 'بدأت بأقل الإمكانات وطورت من نفسي تدريجيًا، وأنا أعمل يوميًا من الساعة التاسعة صباحًا، وحتى الساعة الخامسة مساء، وراهن الكثيرون أنني لن أكمل في هذا المجال، ولن أتحمل العمل به، ولكنني خيبت ظنونهم، وزوجي فخور بي الآن'.
إصرار على النجاح
وأكملت: 'تلقيت العديد من التعليقات السلبية في بداية عملي بهذا المجال، لكني اتخذتها حافزا لأطور من نفسي، وأنا على يقين أن من يريد العمل سيفعل، ولن يختلق أعذارًا، فالعمل في هذا المجال يتطلب أن تكون السيدة لبقة في الكلام، وأمينة، وجريئة، وأن تكون حريصة على النظافة'.وتقول: 'شي الأسماك في الفرن يحتاج لبعض الفنيات، حتى تتم تسويته بالشكل المطلوب، وهناك زبائن يطلبون مني أن يكون السمك دون إضافات، وآخرون يطلبون أن يتم إضافة الملح والليمون إليه'.
موهبة الطبخ وحلم امتلاك مطعم
واستطردت: 'أمتلك موهبة الطبخ، وأعد وجبات، مثل: الفسيخ، والسمك السنجاري، والبوري، والسردين، وأحلم بأن أفتح مطعمًا في المستقبل، أعد فيه الكثير من الوجبات'.
وتابعت: 'ابنتي بطلة المحافظة في الكاراتيه، وأنا أتمنى أن تكمل تعليمها، وأن تكون أفضل مني، فأنا أتحمل كل ذلك من أجلها، ورسالتي لأي سيدة أن تبدأ مشروعها بالمتاح معها وسيوفقها الله'.