ترفع يديها إلى السماء في كل وقت، لا تكف عن الدعاء، تناجي ربها وتدعو: 'ربنا يخليك يا محمد يا أخويا، و يجعل يومي قبل يومك'، في منزل بسيط، لا تتوافر فيه أي مقومات الحياة الكريمة، يعيش شقيقان مسننان 'محمد وأمينة'، جمعهما الود والرحمة.
محمد» 70 عامًا ترك أسرته ووهب حياته لخدمة شقيقته القعيدة ببورسعيدحزنت على وفاة زوجي فضعف بصري و بتر قدمي
تروي الحاجة أمينة محمد عوض السيدة البورسعيدية المسنة 69 عاما، والتي تجلس على الفراش منذ 5 سنوات نتيجة بتر قدمها وضعف بصرها، تزوجت من رجل حنون، طيب القلب، كان يحب أشقائي وبارا بهم، كما أنني كنت بارة بوالدته، وعندما أصبت بضعف النظر لدرجة أنني كنت لا أعرف أن أخطو خارج المنزل، كان زوجي يقوم بخدمتي، لم يمل مني يوما، عشت معه أجمل أيام حياتي، وقبل وفاته أوصى شقيقي الوحيد 'محمد نجيب' أن يرعاني، خاصة أن أشقائي الثلاثة توفوا، وقال له 'حط أمينة في عنيك' حزنت جدا على وفاته، وكنت أعاني مرض السكر، تم بتر قدمي، وظل شقيقي مقيم معي بالمنزل، ترك زوجته وأولاده، وظل يرعاني.
محمد» 70 عامًا ترك أسرته ووهب حياته لخدمة شقيقته القعيدة ببورسعيد
شقيقى يرعاني
وأضافت الحاجة أمينة: أجلس على الفراش وهو يطهو الطعام، ويغسل الملابس ويرتب المنزل ويشتري جميع متطلبات المنزل، وأصبح هو الونيس والأنيس لي، ربنا ما يحرمني منه أبدا، فهو عيني التي أرى بها، وقدمي التي أمشي بها أيضا، يعاملني برفق وكأنني طفلته المدللة، لم يشكوا مني يوما.محمد» 70 عامًا ترك أسرته ووهب حياته لخدمة شقيقته القعيدة ببورسعيداختي الوحيدة .. نعمة كبيرة في حياتي
ومن جانبه قال محمد نجيب الرجل الذي يبلغ من العمر 70 عاما: شقيقتي أمينة طول عمرها حنينة علي كانت تخبأ الطعام والمال لي، كانت ترعاني منذ الصغر، ووالدتنا ربتنا على الحب والحنان، علمتنا أن نكون سند دائما لبعض وأنا والحمد لله ربنا بيرزقني بسبب خدمتي لها، رغم أن معاشي الشهري لا يتعدى الـ 700 جنيه لأنني كنت أعمل سائق نقل، ومعاشها 600 جنيه من تكافل و كرامة، لكن ربنا بيراضينا دائما، ويبعث لنا رزقنا من حيث لا نعلم، وأولادي يحبون عمتهم ويزوروها دائما وليس عيبا أن أقوم بخدمتها، ربنا يمنحني الصحة من أجلها هي نعمة كبيرة في حياتي.