تختلف سيوة في عيد الفطر المبارك، حيث يكون له مذاق خاص، بالنظر إلى المجتمعات ذات الأصول الأمازيغية ولها عادات وأنماظ تراثية عريقة، منها الملابس المطرزة التي تتزين بها النساء والجلباب والسروال كشيء أساسي صبيحة يوم العيد.
العيد في سيوة
واحة سيوة بقعة فريدة من أرض الوطن تحمل عبقا من التاريخ، وأجواء إيمانية قلما توجد في مكان آخر لوجود الطريقة الشاذلية والطريقة السنوسية ومزيج من الثقافة الأمازيغية والبدوية، ولكثرة المساجد والحشمة في الملابس.
واحة سيوة
أصول أمازيغية
يقول مسعود السيوي لــ'أهل مصر': أهالي سيوة يقومون في العيد بتجهيز الملابس وتتمثل في الجلابية والسروال، والسديري المطرز الجميل حيث تنتعش الأسواق قبيل العيد لتفصيل الملابس أو شراء الجاهز منها بينما ترتدى الفتيات والسيدات الملابس ذات التطريز الجميل المعبر عن جمال الواحة.
وأضاف: تهتم السيدات في واحة سيوة بنظافة البيوت وتجهيزها وقيام الصبية بنظافة وإزالة أية أتربة من أمام البيوت، وعند تجوالك بسيوة أيام العيد تجد الواحة كأنها عروس تزينت ليلة عرسها.
وتابع: من مظاهر الاحتفال بسيوة، أنه يتم الاحتفاء بالصائم لأول مرة من الشباب بإعداد المرجوة التي يتم صنعها من الخوص والجريد بشكل يدوي وتملأ بالمخبوزات والحلوى ويحملها شخص يسمى المنادى أو العم أو الخال أو الأخ الأكبر ويذهب بها إلى مصلى العيد وعقب خطبة العيد يتم توزيع المخبوزات على الحضور احتفالا بالعيد والشباب الصائمين للمرة الأولى.
واحة سيوة
النقش بالخضاب أو الحناء
ويضيف السيوي: في صبيحة العيد تتجهز الأسر الآسيوية ومع بزوغ شمس العيد يرتدون أفضل ملابسهم ويتزينون ويتعطرون ويخرج الرجال مع أطفالهم إلى الساحات والمساجد لأداء صلاة العيد فيما تنشغل النساء بتجهيز البيت، بعد أن يتزين بالكسوة الجديدة والنقش بالخضاب أو الحناء.
وتابع: في صباح العيد تقدم أنواع الحلويات وجعالة العيد وهي عبارة عن تمر وحليب وزبيب ولوز وفستق وكعك العيد، وبعد صلاة العيد تجهز النساء العيش المقطع وهو عبارة عجين مفرود ويقطع شرائح رفيعة، مكرونة اسباجيتي، وتسلق في الحليب وتقدم مع العسل الأسود والسمن البلدي، وتنشغل النساء على حد سواء في النجوع والقرى أو المدينة ليلة العيد بتهيئة بعض المأكولات التي ستقدم في صباح العيد للضيوف.
واحة سيوة
صلة الأرحام في العيد
ويكمل ابن سيوة: أمازيغ سيوة يحرصون في العيد على صلة الأرحام، وزيارة الأهل والأقارب، صبيحة العيد كواجب ديني يقبلون عليه، وذلك يجعلهم يحرصون أن يهل عليهم العيد وهم بين أهاليهم فتجدهم يعودون من المدن التي يقطنون فيها إلى القرى لقضاء عطلة العيد، ويأتي ذلك امتدادا للترابط الأسري القوي الذي شكل عامل الدفاع والمحرك الأول للعادات البدوية لاسيما، في فترة الأعياد
ويحرص أهالي سيوة على زيارة المرضى في المستشفيات، وفي المقابل يرفضون زيارة المقابر يوم العيد أو في كل المناسبات، ولكنهم قد يذهبون بعد العيد، في صبيحة العيد، وبعد انتهاء صلاة العيد، يقبل أهالي سيوة على بعضهم البعض فيتصافحون ويتعانقون وينسون خلافاتهم، بكل حب واحترام.
واحة سيوة
واحة سيوة