والدة «عمر» ضحـية الدهس ببورسعيد: كنت بقول هيسندني مش أنا اللي أوصله لقبره

والدة عمر الطالب المتوفى امام كلية العلوم ببورسعيد
والدة عمر الطالب المتوفى امام كلية العلوم ببورسعيد

كل شىء في غرفته يوحي بأن روحه ما زالت فيها ، ترك المصحف الذي كان ملازماً له على وسادته، والتابلت ، و فراشه مرتب كما اعتاد ان يرتب كل شىء قبل نزوله للكلية، زينة رمضان تعلو سقف حجرته ، شهادة تقدير من الكلية امام المرآه ، كل شىء في مكانه كما وضعه عمر ' بحطة يده، ولكن الشىء الوحيد الذي أصبح غير موجود هو عمر!.

تقول والدة عمر:' أنه كان طفل هادىء الطباع ، لم يكن اجتماعي ،أصحابه قليلون، طيب ، بعد وفاة والده ،منذ عامين ، حاولت أن اخرج ابني من وحدته ،قلت هو يحمل مسؤليتى و مسؤلية المنزل ، هو راجل البيت بعد وفاة والده'.

صورة عمر و هو طفلصورة عمر و هو طفل

كان متفوق فى دراسته

و أضافت والدة عمر:' اعتدنا عمل كل شىء في المنزل معا ، نطهو الطعام و نعيد ترتيب المنزل يومياً، كان يقوم بتحضير السحور، ويوقظني من النوم لنتناوله معا، مضيفة نجلي كان متفوق في دراسته، و محبوب من المدرسين ،و جاءوا للعزاء فيه، مشيدين بحسن خلقه .

فراش عمر فراش عمر

الام : كنت اشعر بشىء مخيف

و تابعت السيدة المكلومة:' قبل الحادث بساعات ، ايقظني عمر من النوم و قال لي: ' قومى يا ماما صلي التهجد،. و كان يبدوا عليه الإرهاق ، فطلبت منه أن ينام، و خاصة أنها كانت فترة امتحانات، حضرت السحور و صلينا الفجر، و دخل للنوم و ظللت أقرأ القرآن، و قبل نزولي العمل صباح يوم الحادث، دعوت له و كنت أشعر أن أمر ما سيحدث، و استودعته عند الله قبل نزوله.

زينة رمضان فى حجرة عمر زينة رمضان فى حجرة عمر انت عريس يا عمر

واستطردت ألام:' نخرج يومياً للتنزه معا، حباتنا كلها مع بعض، دعوت له و قولت له يا رب أرزقه بزوجة صالحة، و ذرية صالحة'.

وتابعت الأم:' يارب أنا رضيت بقضائك، و أنا أشعر بأن كرم الله واسع على، و عملت له زفة كبيرة أثناء الصلاة عليه بمسجد الحسين، و قولت له أنت عريس يا عمر، عمري ما كنت هعملك فرح مثل هذا الفرح ، و خاصة أنه وقع راكعا على الأرض أثناء الحادث'.

فراش عمر كما تركهفراش عمر كما تركه

زفاف عرسان الجنة

وأشارت والدة عمر:' نجلي كان مرتبط بزملائه الذين لقوا مصرعهم معه، 'كانوا شبه بعض،و طباع واحدة ' و عندما تأخر عمر في المستشفى وكانوا يستخرجون تصاريح الدفن له، في نفس الوقت وصل محمد خميس المسجد، فدعوت الله أن يصل سريعاً حتى يلحق بصديق عمره في المسجد، و بالفعل ، قامت الناس بالصلاة عليهم بآلالاف ، و كان حفل زفاف عرسان الجنة جميل'.

زينة رمضانزينة رمضان

لم اسمع منك غير كلمة حاضر

و واختتمت الأم:' أثناء عملي في أحد المصانع ، أخبرني أحد الزملاء أن عمر تعرض لحادث، و أنا في طريقي للمستشفى كان الطريق طويل جداً ، لأول مره أشعر بذلك، و عندما وصلت وجدت زملائي هناك قبل وصولي، كانت ساعة صعبة ، لكن كان يوم جميل ، نهايته حفل زفافه'.

و ببكاء شديد اختتمت الأم حديثها:' وحشتني قوى قوى يا ابني نفسى أخدك في حضني حبيبى يا ابني ما تزعلش مني ، عشت طول عمرك مطيع ،و لم اسمع منك سوى كلمة ' حاضر' ، أقسم بالله أنني رضيت يا ربي بما قسمته لي، بما كرمت به ابني، لأنني لم أرى فرح جميل مثلما رأيت جنازة عمر ، يا رب صبرني'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً