كل شىء في غرفته يوحي بأن روحه ما زالت فيها ، ترك المصحف الذي كان ملازماً له على وسادته، والتابلت ، و فراشه مرتب كما اعتاد ان يرتب كل شىء قبل نزوله للكلية، زينة رمضان تعلو سقف حجرته ، شهادة تقدير من الكلية امام المرآه ، كل شىء في مكانه كما وضعه عمر ' بحطة يده، ولكن الشىء الوحيد الذي أصبح غير موجود هو عمر!.
تقول والدة عمر:' أنه كان طفل هادىء الطباع ، لم يكن اجتماعي ،أصحابه قليلون، طيب ، بعد وفاة والده ،منذ عامين ، حاولت أن اخرج ابني من وحدته ،قلت هو يحمل مسؤليتى و مسؤلية المنزل ، هو راجل البيت بعد وفاة والده'.
صورة عمر و هو طفل
كان متفوق فى دراسته
و أضافت والدة عمر:' اعتدنا عمل كل شىء في المنزل معا ، نطهو الطعام و نعيد ترتيب المنزل يومياً، كان يقوم بتحضير السحور، ويوقظني من النوم لنتناوله معا، مضيفة نجلي كان متفوق في دراسته، و محبوب من المدرسين ،و جاءوا للعزاء فيه، مشيدين بحسن خلقه .فراش عمر الام : كنت اشعر بشىء مخيف
و تابعت السيدة المكلومة:' قبل الحادث بساعات ، ايقظني عمر من النوم و قال لي: ' قومى يا ماما صلي التهجد،. و كان يبدوا عليه الإرهاق ، فطلبت منه أن ينام، و خاصة أنها كانت فترة امتحانات، حضرت السحور و صلينا الفجر، و دخل للنوم و ظللت أقرأ القرآن، و قبل نزولي العمل صباح يوم الحادث، دعوت له و كنت أشعر أن أمر ما سيحدث، و استودعته عند الله قبل نزوله.
زينة رمضان فى حجرة عمر انت عريس يا عمر
واستطردت ألام:' نخرج يومياً للتنزه معا، حباتنا كلها مع بعض، دعوت له و قولت له يا رب أرزقه بزوجة صالحة، و ذرية صالحة'.
وتابعت الأم:' يارب أنا رضيت بقضائك، و أنا أشعر بأن كرم الله واسع على، و عملت له زفة كبيرة أثناء الصلاة عليه بمسجد الحسين، و قولت له أنت عريس يا عمر، عمري ما كنت هعملك فرح مثل هذا الفرح ، و خاصة أنه وقع راكعا على الأرض أثناء الحادث'.
فراش عمر كما تركهزفاف عرسان الجنة
وأشارت والدة عمر:' نجلي كان مرتبط بزملائه الذين لقوا مصرعهم معه، 'كانوا شبه بعض،و طباع واحدة ' و عندما تأخر عمر في المستشفى وكانوا يستخرجون تصاريح الدفن له، في نفس الوقت وصل محمد خميس المسجد، فدعوت الله أن يصل سريعاً حتى يلحق بصديق عمره في المسجد، و بالفعل ، قامت الناس بالصلاة عليهم بآلالاف ، و كان حفل زفاف عرسان الجنة جميل'.
زينة رمضان لم اسمع منك غير كلمة حاضر
و واختتمت الأم:' أثناء عملي في أحد المصانع ، أخبرني أحد الزملاء أن عمر تعرض لحادث، و أنا في طريقي للمستشفى كان الطريق طويل جداً ، لأول مره أشعر بذلك، و عندما وصلت وجدت زملائي هناك قبل وصولي، كانت ساعة صعبة ، لكن كان يوم جميل ، نهايته حفل زفافه'.
و ببكاء شديد اختتمت الأم حديثها:' وحشتني قوى قوى يا ابني نفسى أخدك في حضني حبيبى يا ابني ما تزعلش مني ، عشت طول عمرك مطيع ،و لم اسمع منك سوى كلمة ' حاضر' ، أقسم بالله أنني رضيت يا ربي بما قسمته لي، بما كرمت به ابني، لأنني لم أرى فرح جميل مثلما رأيت جنازة عمر ، يا رب صبرني'.