يجلس في شارع جانبي، وأمامه مكتب خشبي صغير، وُضعت عليه أختام نحاسية متنوعة، وبعض الأدوات التي يستخدمها في نحت هذه الأختام يدويا خلال دقائق معدودة.
'فن ما اتعلمناهوش بالساهل'، بهذه العبارة البسيطة وصف ولاء العبسي، ابن مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، مهنته التي توارثها أبًا عن جد، معبرًا عن حبه الكبير لها، للدرجة التي جعلته يفضلها عن مهنة المحاماة.
ولاء العبسي صانع أختام
ولاء العبسي صانع الأختام
ولاء العبسي.. 37 سنة في صناعة الأختام النحاسية
وقال ولاء العبسي: 'ورثت هذا المجال عن أسرتي، منذ 37 عامًا، وأعمل بها منذ سن السابعة، حيث أحب المجال كثيرًا، لما تتطلبه هذه المهنة حرفية وأمانة عالية.ولاء العبسي صانع الأختام
ولاء العبسي صانع الأختام
وتابع في حديثه الخاص لـ'أهل مصر': 'أعمل من الساعة الثامنة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا، في نحت الأختام النحاسية يدويًا، حيث يستغرق صنع الواحد منها دقيقتين فقط، لبراعتي في المهنة، التي جعلت الزبائن يأتون إلي من مختلف المحافظات'.
ولاء العبسي صانع الأختام
ولاء العبسي صانع الأختام
وأكمل: 'تخرجت في كلية الشريعة والقانون، ورفضت العمل محاميا، من أجل أن أعمل بمهنة والدي'، موضحًا أن من يعمل بهذه المهنة لا بد أن يحبها، إذ إنه من الصعب أن ينجح فيها شخص لا يحبها ولم يتعلمها منذ.
ولاء العبسي صانع الأختام
ولاء العبسي صانع الأختام وأشار إلى أن الإقبال على صناعة الأختام النحاسية، كان كبيرًا، أما الآن فالمهنة في طريقها إلى الاندثار، لافتا إلى أنه لم يعلِّم ابنه المجال، لأنه لا يمكن الاعتماد عليها وحدها ماديا حاليا.
واستطرد: 'كلفة صناعة الختم 50 جنيها، ولكي أصنع ختما كمبيوتر أتأكد أولًا من وجود تصريح مع الشخص، وقبل ذلك كان صناعة الختم النحاسي يتطلب صورة البطاقة الشخصية، مع وجود شهود، أما الآن فلا يمكن للشخص إنهاء أي أوراق بالختم فقط، بل لا بد من بصمة الإصبع، لذلك حتى وإن فقد الشخص الختم النحاس الخاص به، لا يمكن لغيره أن يصنع به شيئًا'.