'مهنتى مثل مهنة الترزى تماما، فهى تحتاج إلى صبر وقوة ملاحظة، وارتباطى بالبحر مثل ارتباطى بأولادى، فهو بالنسبه لي حياة، ونطلق على البحر لقب الملك الطاهر'.. هكذا بدأ الريس غريب البصراطي، الصياد البورسعيدي ٦٥ عاما، حديثه لـ'أهل مصر، متحدثا عن عمله بخياطة غزل الصيادين على شاطئ بورسعيد ومدى ارتباطه بالبحر.
الريس غريب
الريس غريب صانع شباك الصيد ببورسعيد
وقال الريس غريب: 'البحر هو الصديق الوفي رغم وصف الكثيرين له بأنه غدار، مجرد أن أرى مياه البحر ألقى فيه بهمومي لدرجة أن القسم المفضل لنا كصيادين هو (وحياة الملك الطاهر) والمقصود البحر، فهو مصدر الرزق ومصدر الحياة'.
الريس غريب
الصيد في اليونان
وأضاف الريس غريب: عملت بالصيد منذ كان عمري ١٦ عاما، وقتها كنت طالبا، ونزلت مع والدي للعمل في وقت فراغي لكن تطور الأمر وأصبح الصيد هو مهنتي، تزوجت من فتاة بورسعيدية، وانتقلت من محافظة السويس إلى بورسعيد، وسافرت إلى اليونان، عملت في جميع جزر اليونان، والصيد هناك لا يحتاج إلى مجهود بدني، لأنني عملت على أسطول صيد كبير، فيه أدوات صيد حديثة.
الريس غريب
خيط الغزل حرير
وتابع الصياد البورسعيدي: بعد عودتي من اليونان عملت صيادا ببحر بورسعيد، وعندما كبرت في السن وأصبحت لا أستطيع بذل مجهود في الصيد، قمت بخياطة غزل الصيادين، أترقب خروجها من المياه، أقوم بفحصها جيدا، ثم أحدد أماكن القطع، وأقوم بخياطتها بالألوان التي تناسبها، خيط الغزل من الحرير والإبرة من البلاستيك، والألوان المستخدمة حسب لون الغزل.
الريس غريب
ألف متر في البحر
واختتم الريس غريب حديث قائلا: مهنة خياطة الغزل تحتاج إلى صبر لأنني أعيد الشباك إلى طبيعتها بعد أن تقطع نتيجة اصطدامها بالصخور نتيجة وجودها على بعد ألف متر داخل المياه، أو تقوم سمكة الأرنب بقرض الشباك، والحمد لله أجلس بأدوات الخياطة على الشاطئ وأعيد الشيء لأصله، كل ما أطلبه من الله هو الستر والصحة.