تحل على المصريين تلك الفترة عدد من المناسبات الخاصة بـ المسيحين منهم، حيث ينتهى الصيام الكبير خلال أيام، حيث بدأ اليوم الأحتفال بـ'سبت لعازر'، والذى يستعد فيه الأقباط للاحتفال بـ 'أحد الشعانين'، والذي يمتاز بصقوس جدل الخوص 'سعف النخل' ، ليعلن عن أسبوع الآلام، الذى ينتهى بالجامعة العظيمة ويليها سبت النور وعيد القيامة.
جدل الخوص لأحد الشعانين
وفى تلك الأجواء الاحتفالية تحولت عدسة 'أهل مصر' بين المحتفلين من المسيحيين، وذلك أثناء جدل الخوص وتزينة استعدادا للقداس، وبجوار كاتدرائية الشهيد العظيم مارجرجس بالمحلة الكبرى، تتواجد عائلات بالكامل تتفنن في صنع الصلبان و الأقواس وغيرها، يقول 'مكارى': بدأت فى تعلم الجدل منذ أن كنت فى سن الخامسة، اى قرابة الـ60 عام، فكان والدى دائما ما يجمعنا أمام ورشته بمنطقة السوقية بالمحلة، و يبدء فى جدل الخوص الصغير، حتى اتقنته، و تفننت فى تشكيله، حتى انى علمت زوجتى وبناتى لمساعدتى، فتلك ليست مهنة ولكن طقس احتفال وبركة للعيد.
جدل الخوص لأحد الشعانين
وأضاف 'مكارى': عند قطع السعف من النخيل لابد من الرفق بالشجرة، لا نقتل فروعها، بل نختار الفرع الغض، والذى يمكن أن ينمو مرة اخرى، وتساعدنى فى تلك العملية ابنتى 'عايدة' وزوجها، حيث تبدأ تلك العملية قبل العيد بـ10 ايام، ومختار الغصن الاصفر الغض، ليسهل عملية تشكيله، أما بالنسبة لثمنه فهي هبة من المشترى وهدية من البائع.
جدل الخوص لأحد الشعانين
فيما قال 'مجدى' اكبر صناع الخوص المجدول بمنطقة السوقية: أن أصعب الاشكال هى 'الجحش'، ولا يصنع إلا يوم العيد صباحا، حتى لا تجف اغصانه، ويترك كل الخوص المجدول فى الكنيسة للصلاة عليه ورشه بالماء، ومن ثم يأخذه المصلين لبيوتهم كنوع من البركة، ومن أكثر الأشكال طلبا الصلبان و القوس ونصف القلب والتيجان.
جدل الخوص لأحد الشعانين
وأشار 'مجدى': أن أهالى اورشاليم استقبلوا السيد المسيح بسعف النخل و غصون الزيتون، لكن مع تطور العصور، و وصولا للوقت الحالى أصبحت تلك العملية احتفالية وطقس دينى ينشر البهجة فى البيوت ويعلن عن اقتراب العيد، حيث توضع الخوصة فى المنزل من العام للعام كنوع من البركة، وتزين صباح العيد بالزهور والورود.
وأضافت 'عايدة مكارى': علمنة والدى الجدل، فهي عملية بسيطة لكن تحتاج التركيز والابتكار، كما تعلمت القص، وأفضلها كثير عن الجدل ، واحاول تعليم اولادى من الان، الا انهم ما زالوا صغار، ولكن تتطور مهاراتهم كل عام.
أما بالنسبة الخوص لابد من الحفاظ عليه من الجفاف، يوضع وسط البرسيم، وذلك حتى القداس صباح غدا، ويفضل كبار السن شراء الخوص غير مجدول لصنعه فى منازلهم، أما الشباب يختاروا المجدول بأشكاله المختلفة، للاحتفال بالعيد.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
