تحاول الدولة خفض استهلاك الطاقة الكهربية المستخدمة خلال فصل الصيف تحت مسمى 'تخفيف الأحمال'، والتى بحسب الاحصائيات توفر 35 مليون دولار شهريا، تستخدم لتصدير الغاز وإدخال عملة صعبة للبلاد.
إلا أنه فى خضم خطة التخفيف والادخار، سقط المستثمرين الصغار من الحسبان، إذ تكبدوا خسائر كبيرة تقدر بالملايين، على سبيل المثال لا الحصر مربو الدواجن، والضحية في النهاية المواطن.مزارع الدواجن بالغربية
يقول 'علاء غنيم' أحد مربو الدواجن بمدينة المحلة الكبرى: تسببت خطة تخفيف الأحمال التى اتخذتها وزارة الكهرباء مؤخرا فى خسائر وصلت لنصف مليون جنية واكثر، وذلك فى الفترة بين 2023 و2024، انقطاع الكهرباء عن العنابر لمدة 5 دقائق يعد كارثة بكل المقاييس، حيث يحتاج الدجاج لدرجة حرارة بين 21لـ24 درجة.مزارع الدواجن بالغربية
وتابع 'غنيم': عندما تقطع الكهرباء أعلم أنى سأجد دجاجات نافقة داخل العنابر، وذلك لأن الصيف يحتاج درجة حرارة أقل لإنتاج الدورة، فاضطررت تركيب شفاطات وأجهزة تبريد للعنابر، والتي كلفتني مبالغ طائله، إلا أن ذلك ليس ذا قيمة عند انقطاع الكهرباء، ولا أملك ما يكفي لشراء مولدات لتعويض انقطاع الكهرباء.مزارع الدواجن بالغربية
فيما أضاف 'السيد حرب': لا املك السيولة المطلوبة لتعويض انقطاع الكهرباء، تكلفة المولد الواحد يتخطى المليون جنيه، وحتى إذا استطعت الشراء بقروض 5%، المتوفرة من قبل الرئاسة لن تستطيع السداد، في الدورة مرهونة بالبورصة قد تتكبد خسائر فادحة لا تكفى المصروفات، فما بالك بالقروض.
وأشار 'حرب': الخسائر لا نتحملها وحدنا بل تنعكس على المواطن، فقبل انقطاع الكهرباء وخطة تخفيف الأحمال لم يتخط سعر كيلو الدجاج الـ50 جنيها، ووصل الأمر لـ100 وقد يتخطها فى بعض الأحيان، والعامل المؤثر بصورة كبيرة ارتفاع أسعار الأعلاف والتحصينات، بالإضافة إلى الخسائر أصبحت المهنة عالة على كاهلى بدلا من أن تكون مصدر رزق لى ولاولادى.
فيما قال 'كريم الحجة' أحد أصحاب بورصة البيض فى المحلة الكبرى: شكل انقطاع الكهرباء مشكلة كبيرة تواجه المربين والمزارع، وأثرت على بورصة البيض بدورها، ارتفع سعر طبق البيض من 70 جنيها لـ 160 جنيها، بسبب قلة الإنتاجية من المزارع، حيث يصيب الدجاج مرض 'ib'، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وهو مرض تنفسي يصيب الدجاج في الجهاز التنفسي العلوي، مما يؤثر على النمو وإنتاج البيض.
وتابع 'الحجة': أصيب سوق البيض بالعجز، في المعروض أقل من الطلب، إلى جانب ارتفاع تكاليف الانتاجية، فالمربى الصغير والتاجر لا يستطيع الصمود أمام كم المشاكل التى تقابلها من ارتفاع أسعار الأعلاف وفواتير الكهرباء وعدم التنسيق مع شركات الكهرباء، فيجد المربى فى النهاية حليم لا ثالث لهما إما الإفلاس وإغلاق مصدر رزقه أو رفع الأسعار والاستدانة على أمل تعويض الخسائر وهو ما لا يحدث.
وناشد مربو الدواجن وزارة الكهرباء بالتنسيق معهم، ومحاولة إنهاء تلك الفترة العصيبة كى يعود السوق كعهده السابق، وتنخفض الاسعار مرة اخرى، حيث وصل سعر الكتكوت الواحد 25 جنيها داخل المفرخة، والتى تحتاج للكهرباء وبدونها يفسد الكثير من البيض المخصب