تعد كنيسة السيدة العذراء والشهيد ابانوب النهيسى بمدينة سمنود، محافظة الغربية، من أهم محطات مسار العائلة المقدسة حيث بعد هروب السيدة العذراء والسيد المسيح ويوسف النجار من الرومان واتجاههم صوب مصر، كانت سمنود حد المحطات التي اقامت بها العائلة المقدسة حيث قضوا فيها 17 يوم، بعد هروبهم من محافظة الشرقية، واستقروا في مدخل البلد ويقال في بعض الروايات المسيحية أن المسيح نظر إلى أمه قائلا 'سيكون في هذه البلدة بيعه مباركه باسمي واسمك يذكر فيها اسمنا الى الأبد'، وبالفعل بنيت الكنيسة الاولى بتلك المنطقه و حاوطها سور يحوى القاعة، والبئر الذي شربت منه السيدة العذراء والسيد المسيح، كما مازال المأجور الجرانيتى، الذي عجنت به السيدة العذراء الخبز لولدها والرعاة الثلاث ويوسف النجار موجود حتى يومنا هذا، حيث يأتي إلى الكنيسة مئات الوفود سنويا لزيارتها والمباركة.
كنيسة السيدة العذراء والشهيد ابانوب النهيسى
ومن داخل الكنيسه الأثرية بدأت' أهل مصر' رحلتها داخل جدران الكنيسة، يقول القمص 'أبانوب' راعي الكنيسة: الجدران الموجودة حاليا تعد البناء الثالث بعد الكنيسه الأصلية، حيث كانت الاولى تحت الارض ينزل اليها المصلين بدرجات سلم، وبحكم طبيعة أراضى سمنود، كانت المياه تغمر المصلين أثناء صلاتهم، فتم بناء مبنى آخر فوق الأطلال، عام 1843 ميلادي، كما تم ترميم الكنيسة منذ 3 أعوام، واستخراج الباب الخشبى الخاص بالكنيسة الأولى والذى يعود عمره ل20قرن مضى ويتميز بكونه على طراز كنائس مصر القديمة.
كنيسة السيدة العذراء والشهيد ابانوب النهيسى
وأضاف ابانوب، أن الكنيسة تحوي بركات حوالي 8000 شهيد، استشهدوا على اسم السيد المسيح في القرن الرابع الميلادي وشجعهم على الاستشهاد من القديس ابانوب ومعجزات شفاؤه من آثار التعذيب بركة صلواتهم، كما تم تغطية بئر السيد المسيح والذي باركه لحمايته من التلوث حيث تضخ فيه المياه وترفع لتقديمها للناس للشرب منها.
كنيسة السيدة العذراء والشهيد ابانوب النهيسى
وتابع 'ابانوب' تتميز تلك الكنيسة بالروحانيات الشديدة، فبركة اب 'انا'، مازالت بداخلها وروح المسيح، وبالنسبة للزيارة لا تقتصر على المسيحيين فقط ولكن للجميع، حيث خلقنا جميعا من طين واحد وروح واحدة، وخلق لنا الله طعام واحد، مما يجعلنا نسيج متداخل، فالله محبة ومحبته تجتمع قلوب البشر.
كنيسة السيدة العذراء والشهيد ابانوب النهيسى
واختتم كلمته قائلا: يحتشد الإخوة المسلمين أمام الكنيسة للمشاركة والمساعدة، و حيث سعدنا بادراج تلك الكنيسة المهمة لمسار العائلة المقدسة، حيث قضت به 17 يوم، استقبل بحفاوة شديدة وترحاب.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
