جلس أصدقاء محمد المسرى الشاب البورسعيدي الذى قتل غدرا على يد جاره مع والدته يواسونها بكلمات أبكتها، ويرون لها قصصا وحكايات تسمعها للمرة الأولى عن فقيدها.
أخبرها أحدهم بأنه رآه فى المنام يرتدى زيا أبيض اللون، و مبتسما، وكأنه يبعث له برسالة بأنه فى مكان جميل فى الجنة، حيث بكت الأم وهي تردد: 'يا عمرى يا إبنى، يا روحى يا حبيبي'.
ظل أصدقاء نجلها يقرأون آيات من القرآن الكريم يصبرون بها الأم، وكأنهم يواسون ويصبرون أنفسهم أيضا. أصدقاء محمد المسرى الشاب البورسعيدي يواسون والدتهاشتغل وعمره 16 سنة
قال محمود الملكى أحد أصدقاء محمد المسرى: *أنا أعمل معه فى المصنعين، حيث انه كان يعمل بمصنع اللوتس وردية ثالثة من الساعة ١١ ليلا حتى الساعة ٦ ونصف صباحا، وبعدها يذهب للمصنع الثانى يعمل فيه حتى الساعة الثالثة عصرا، أعرفه منذ سنوات، محمد استخرج بطاقة الرقم القومي و عمره ١٦ عاما، وذهب إلى مصانع الاستثمار للعمل، لم يعيش حياته ، لم يعيش طفولته ، و لا شبابه ، تحمل المسؤلية بعد وفاة والده منذ ٩ سنوات ، كان كل وقته فى العمل ، لم يرتاح الا اثناء تناوله الطعام فقط'.
وأضاف صديق فقيد بورسعيد: 'محمد اتبرع لمسجد بمنطقة الفيروز ببورفؤاد قبل وفاته بأيام ، و كأنه كان يعمل لاخرته ، وأى صدقة لله يكون أول المشاركين فيها ، لم يأذ أي أحد'.
بيشتغل 16 ساعة في اليوم
وقال أحمد عرفات صديق محمد: 'أي شيء فيه خير كان يسعى له، بيشتغل ١٦ ساعة فى اليوم حتى يوم الجمعة ، ويوم وفاته رجعنا من صلاة الجمعة معا، وأخبرنى بأنه يبحث عن سباك لتصليح مواسير الشقة ، ليس له نيه لاى مشكلة مع جاره ، حسبي الله ونعم الوكيل فى من غدره ، فهو انسان محترم ، يحافظ على الصلاة فى أوقاتها ، وعلى الزكاة'.
وقال صديق ثالث: 'محمد عمره ما فكر فى نفسه، كان كل همه أنه يجوز شقيقته، خاصة أنه تحمل المسؤلية بعد وفاة والده ، حتى أهله هم من فكروا فى أن يتقدم لفتاة و يخطبها ، لأنه نسى نفسه وسط التزماته بأسرته'.