توجهت الدكتور ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، يرافقها المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية؛ لزيارة أحد مواقع تجميع المخلفات الزراعية بمركز أبو حماد لمتابعة متعهدين تجميع المخلفات الزراعية وخاصة قش الأرز بالمحافظة، مؤكدة أن المواقع المنتشرة في محافظات منظومة قش الأرز هي ثمرة جهود وزارة البيئة بالتعاون والتنسيق مع وزارات الزراعة والتنمية المحلية على مدار عشرات السنين، والتي حولت المخلفات الزراعية إلى سلعة وقيمة مضافة تُدر دخل على المتعهدين والمزارعين، وسبباً في فتح أسواق عمل جديدة، للشباب كما أصبح مجالاً خصباً للاستثمار البيئي الذي تضعه وزارة البيئة ضمن أولوياتها.
جانب من زيارة وزيرة البيئة للشرقية
والتقت وزيرة البيئة مع عدد من المزارعين، وأجرت معهم حوارًا حول أهمية الإستفادة من قش الأرز وضرورة جمعه بدلاً من حرقه، واستخدامه كسماد عضوي وأعلاف، وأشار الأهالي إلى العائد من كبس وجمع وتدوير قش الأرز في توفير فرص عمل مستدامة لهم، حيث يوظف كل متعهد مجموعة من العمالة سواء باليومية أو بالإنتاج، في حين أكد عدد من المتعهدين أن عمليات جمع وكبس قش الأرز لا تقتصر على فترة نوبات تلوث الهواء الحادة، ولكن تمتد الإستفادة منها كمهنة طوال العام، من خلال عمليات التخزين والتسويق له كسماد وأعلاف، وفي مناقشتها مع بعض المزارعين افادوا أن بواقي قش الأرز المتخلفة في الأرض لا يتم حرقها حالياً، لأنها تكون مفيدة كسماد للأرض عند تقليبها مع التربة لتحضير الأرض للزراعة مرة أخرى.
جانب من زيارة وزيرة البيئة للشرقية
وقد أشادت الدكتورة ياسمين فؤاد بالدور الذى قامت به محافظة الشرقية من خلال تشكيل لجنة برئاسة المحافظ للتعامل مع منظومة السحابة السوداء، كما أشادت بتعاون الأهالي والمزارعين وإقبالهم على فرم وكبس قش الأرز وتدويره لعلف غير تقليدي وأسمدة عضوية، والذي كان نتيجة لزيادة وعى المزارعين بقيمة المخلفات الزراعية من خلال الحملات التوعوية التي تنفذها وزارة البيئة على مدار السنوات الماضية.
كما أكدت وزيرة البيئة على التعاون المشترك بين الوزارات المعنية لإنجاح منظومة مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة، ليس فقط لمواجهة تحدي محلي وهو الحفاظ على جودة الهواء، وأيضا مواجهة تحدي عالمي هو تغير المناخ لما ينتج عن الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية ومصادر التلوث كعوادم السيارات والمنشآت الصناعية غير المتوافقة بيئيا ومن مكامير الفحم ومصانع الطوب والمسابك، من انبعاثات تؤدي لحدة ظاهرة الاحتباس الحراري.
ومن جانبه أكد محافظ الشرقية أن المحافظة لا تدخر جهداً في التصدي للحرق المكشوف للمخلفات الزراعية والتوجه نحو إعادة التدوير لإنتاج الأسمدة والأعلاف وخفض إنبعاثات ملوثات الهواء، تنفيذاً للبروتوكول الموقع بين وزارتي الزراعة والبيئة للإستعداد لموسم قش الأرز ومواجهة السحابة السوداء والقضاء عليها نهائياً.
موسم حصاد الأرز
وأضاف المحافظ أن المساحة المزروعة أرز بالمحافظة تبلغ 249 ألف فدان و تم الانتهاء من تجهيز 30 موقع لتجميع قش الأرز، ومن المتوقع أن تصل إلى 150 موقع بمختلف مراكز ومدن المحافظة لإستقبال 500 ألف طن قش أرز طوال فترة موسم الحصاد، لافتاً إلى أنه أصدر القرارين رقم 3108 و 3109 لسنة 2024 م، بتشكيل لجنة لإدارة موسم حصاد الأرز وتحديد مهام كل جهة من جهات العمل المشتركة وكذلك حظر تشغيل مكامير الفحم والفواخير حتى نهاية موسم الحصاد منتصف نوفمبر 2024.
ثمن المحافظ مجهودات وزارتي البيئة والتنمية المحلية والتعاون الدائم والتنسيق لدعم منظومة النظافة والمخلفات الصلبة للإرتقاء بالمظهر الحضارى وتحسين البيئة والقضاء على ظاهرة السحابة السوداء بشكل كامل.
وجاء ذلك الجولة التفقدية لوزيرة البيئة بمدينتي بلبيس وأبو حماد للوقوف على استعدادات مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة لعام 2024م ومتابعة بدء منظومة العمل المتكاملة بين وزارات البيئة والزراعة والتنمية المحلية ووزارة الداخلية