تقف وسط لهيب درجة حرارة الطقس، ولهيب النار التي تخرج من قلاية الطعمية، وقدرة الفول، وكلها أمل في الله سبحانه وتعالى بأنه سيكلل مشوارها وسعيها من أجل لقمة العيش، وبحثها عن الستر بالنجاح، ودائماً ما يراودها الأمل بأن الله سيحقق حلم أسرتها، رغم كل ما تمر به من ظروف صعبة.
قصة كفاح الحاجة عفاف البورسعيدية وسط لهيب النيران
عفاف البورسعيدية صاحبة مطعم فول
بدأت 'الحاجة عفاف' السيدة البورسعيدية، تروي كيف تحولت أحلامها إلى واقع وأصبحت تملك محلاً لبيع الفول والطعمية بعد أن كانت تقف على فاترينة بأحد شوارع بورسعيد، تنادي على المارة لشراء كيس فول وقرطاس من الطعمية.وقالت الحاجة عفاف: 'بدأت مشوار كفاح مع زوجي منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وقفت بجواره في فاترينة في الشارع نبيع الفول والطعمية من أجل تربية أولادنا، وبدأت بقرض من جمعية تنمية المشروعات الصغيرة قدره 10 آلاف جنيه، اشتريت به الأدوات والمعدات البسيطة، وكنت أدخر مبلغاً بسيطاً كل يوم من دخل مبيعات الفاترينة، حتى أسدد قيمة القرض، ولم أيأس أبداً، وبداخلي ثقة كبيرة بأن الله سوف يكرمنا ويراضينا، لأننا نعمل طوال اليوم والليل'.
قصة كفاح عمرها ٣٠ عاما أمام قدرة الفول و مقلاية الطعمية
من فاترينة لمحل
وأضافت السيدة المكافحة: 'بمرور الوقت أصبح حلمنا أن يكون لدينا محلاً لبيع الفول والطعمية، وبفعل حصلنا على محل بسوق منطقة السيدة خديجة بحى الضواحى، وجددت قيمة القرض بعشرين ألف جنيه، توسعت في شراء مستلزمات المحل، ووقفت مع زوجي وأولادي في المحل، نقف دوريات ليلاً ونهاراً، وربنا رزقنا رغم أن السوق جديد ولم يكن عليه إقبال كبير، لكن أصبح لنا زبون خاص يأتى من الأماكن القريبة من السوق'.
كتفت بكتف مع زوجها..قصة كفاح عمرها ٣٠ عاما أمام قدرة الفول و مقلاية الطعمية
رزقك في زوجك وأولادك
وتابعت السيدة البورسعيدية: 'رزقك في زوجك وأولادك وعملك، فأنا شعرت بالمسؤولية منذ بداية زواجي، وقررت الوقوف مع زوجي كتفا بكتف، فأستيقظ من النوم فجراً لأداء الصلاة، ثم أقوم بإعداد كل ما يلزم العمل بالمحل، وأذهب لتحضير عجينة الطعمية وتجهيز الفول بنفسي، والمخللات أيضاً، أفضل أن يكون كل شيء بيتي، بصنع يدي، حتى ينال إستحسان الزبون، وأظل في المحل طوال اليوم، وأحياناً طوال الليل أيضاً إذا استدعى الأمر، حتى أصبح المحل بيتاً لي، وعلقت الحاجة عفاف: 'المكان اللي فيه رزقك ورزق عيالك هو بيتك'.
قصة كفاح عمرها ٣٠ عاما أمام قدرة الفول و مقلاية الطعمية
العطاء بقدر التعب والصبر
واختتمت السيدة حديثها: 'الشغل مش عيب، لكن العيب إنك تمد إيدك للناس' لابد أن يسعى الإنسان ويتحمل جميع الظروف الصعبة التي تمر عليه، وثقته بالله سوف تمنحه الأمل بالأفضل دائماً، وربنا يعطي كل إنسان بمقدار تعبه وتحمله وصبره.
قصة كفاح عمرها ٣٠ عاما أمام قدرة الفول و مقلاية الطعمية
تمكين اقتصادي للأسرة
ومن جانبها قالت سميرة فوزي مدير إدارة التوعية والإعلام بجمعية تنمية المشروعات الصغيرة بمحافظة بورسعيد: 'يعتبر مشروع الحاجة عفاف من المشروعات التي تستحق الدعم باستمرار، لأنه مشروع تمكين اقتصادي لاسرة بأكملها، ومشوار طويل من الكفاح والصبر، والجمعية تساند تلك المشروعات، وتمنحها قروض وتتابعها بإستمرار للتأكد بأن مبلغ القرض تم استخدامه بصورة إيجابية، وساعد على حياة كريمة للاسرة'.