صارع الحياة 40 عاما حتى عاد إلى تعليمه مرة آخرى، بعد أن خرج منه صغيرا بسبب 9 جنيهات، ولم يكتف بذلك فقط بل يطمح فى تحقيق حلم يراوده على مدار سنوات عمره وهو أن يصبح مستشارا حتى جاءته الفرصة ليتشبث بها.
حسن محمود، قال فى لقاء خاص لموقع «أهل مصر»: «أبلغ من العمر 63 عاما، ولدي 8 أبناء، وأقيم بمركز جهينة محافظة سوهاج، تركت التعليم بعد حصولي على الشهادة الإبتدائية، حيث أصيب والدى بمرض جعله طريح الفراش عاجزا عن العمل، ولم يكن لدينا عائلا غيره، مما جعلنى لا أستطيع مواصلة طريقي في التعليم، وكان ذلك إثر عدم امتلاكي 9 جنيهات وهى الرسوم الواجبة لانتقالي إلى الإعدادية».
وأضاف: «لم يكن هذا المبلغ باليسير فى ذلك الوقت فهو ثمن 10 فدادين وقليل من المواطنين الذين يملكون هذا المبلغ المالي فى تلك الحقبة، توجهت إلى زراعة بعض القراريط التى نملكها بالخضروات حتى أوفر قوت يومنا، ثم التحقت بالعمل فى الإدارة التعليمية كعامل فى سن العشرين ولم يتجاوز راتبي 6 جنيهات وهى ليست كافية لأسرة مكونة من 7 أفراد، ومرت الأيام سريعًا إلى أن حان وقت الزواجهط وتكوين أسرة».
وتابع: «عندما بلغت 55 عاما من عمري عاد يراودني حلمي القديم وعشقي للتعليم الذى لم ينتهى أو يموت بعد، فالتحقت بالمرحلة الإعدادية وتفوقت فيها ثم الثانوية العامة وقد واصلت الليل بالنهار فى استذكار دروسي بجانب المسؤلية الكاملة تجاه أسرتي، والتي كانت أكبر محفز لى طوال سنوات الدراسة».
واستطرد: «اعتمدت في مذاكرتي على الكتب القديمة والمذكرات مع العلم أننى كنت على نظام المنازل لم الجأ يوما إلى الدروس الخصوصية، وعندما أجد بعض الصعوبات أتوجه لبعض الأصدقاء من المعلمين ليشرح لى تلك الأجزاء، وجدت الدعم والتشجيع من أهل بلدتي حتى زاد طموحي وحصلت على الثانوية العامة شعبة علمى علوم بمجموع 78%، وتمنيت الالتحاق بكلية الحقوق جامعة أسيوط، وأشعر هذا اليوم وانا على أعتاب الحلم أننى قد ولدت من جديد وهذا يوم ميلادي».