بأمنيات يضعونها أمام أعينهم وآخرى فى قلوبهم يأتوا من بلادهم خلال زياراتهم للأماكن الأثرية بالأقصر قاصدين الحجر الأثري المتواجد أمام البحيرة المقدسة داخل معابد الكرنك، للطوف حوله سبعة أشواط اعتقادا منهم بأنه سيحقق آمالهم، ويجلب إليهم الحظ السعيد فى الخطوبة والزواج والحمل.
الطواف
ويقع الجعران الأثري المقدس، أمام البحيرة المقدسةوتحديدًا في البهو الرئيسى لمعبد الكرنك، وهو جعران حجري مرصع بنقوش وتعويذات فرعونية تعود لعهد الملك أمنحتب الثالث، ويبلغ طوله نحو 190 سنتيمترًا وأول من انشأه هو الملك أمنحتب الثالث بالأسرة 18، ويعد هو الهدية التي قدمها الملك امنحتب الثالث لزوجته الملكة 'تي' ونقش على هذا الجعران اسمه واسم زوجته، ليدل لها على مدى حبه، ولذلك انتشر بين الناس أن هذا الجعران يجلب الحظ ويبطل السحر والحسد، وأصبح الزائرين يطوفون حوله سبع مرات لتحقيق أمنياتهم.
ورصدت عدسة ' أهل مصر' ازدحام السائحين حول الجعران المقدس، بصور مختلفة، وعندما تساءلت على سبب ذلك علمت بأنهم يعتقدون أن طوفانهم حوله سبعة أشواط يحقق لهم ما يتمنونه منذ أعوام وهذا بناءا على اعتقاداتهم، حيث أخذت مسنة عجوز فرنسية تركض وتجري حول الجعران سبع مرات من أجل أن تحمل، كما قامت آخرى بالدوران حول الجعران واضعة أمنيتها أمام عينيها طالبة من الجعران أن يحققها لها.
ولم يقتصر الأمر على السيدات فقط بل تعدى إلى الرجال أيضا وأخذوا يطوفون سبع مرات فى عز حرارة الشمس، معتقدين أن هذا الجعران يساعدهم على تحقيق أمانيهم، لسماعهم بأن هذا الجعران متواجد لجلب الحظ وتيسير ولادة الحوامل، وأمور الزواج بالنسبة للشاب، وتحقيق الهدف المعين الذي يريده، لذلك يتوافد مئات السائحين من كافة دول العالم على هذا المكان يوميا وخاصة فى فصل الشتاء.
ويذكر بأنه لم يقم بهذه العادة الزائرين المواطنين فقط بل قام بفعلها أيضا الرئيس الفرنسى الأسبق ساركوزى، وزوجته، ومبعوثة الاتحاد الأوروبى، كاثرين أشتون، ورئيس وزراء بريطانيا السابق، تونى بلير، والممثل الأمريكى، دانى جلوفر، ومنتج فيلم تايتنك، لتحقيق أمنايتهم عقب الطوفان حول جعران الأقصر الأثري.
ويعد الجعران المقدس أحد الرموز المقدسة لإله الشمس وكما ذكرت الجداريات الفرعونية الإله 'خابير' وهو تميمة حظ لجميع طوائف للمصريين القدماء سواء كان كبير أو الصغير أو الأمير والفقير الذين كانوا يحرصون علي ارتداء تمائم الجعارين الوشم بها تعلقًا منهم لاعتقاد بجلبها الحظ والسعادة والتوفيق في حياة وإنجاز الأعمال، وتحول اهتمام الزائرين بالجعران المقدس إلى موروث شعبى لدى عدد من السائحين من مختلف دول العالم، كما أن الإعتقاد بأنه يجلب الحظ أصبح لا يقتصر على جنسية بعينها ولكن هناك جنسيات أكثر اهتماما وزيارة للجعران المقدس فنجد أن بعض السائحين يكرر الزيارة سنوياً من أجل هذا الجعران، وأكثر تلك الجنسيات الروسية والألمانية والأمريكية والصينية، وأوروبا الشرقية، ولهم طقوس خاصة، وأبرز تلك الطقوس تتلخص فى الطواف 5 مرات حول الجعران المقدس، من أجل الحصول على الحظ السعيد، والطواف 3 مرات حول الجعران من أجل الحصول على الثراء السريع، والطواف 7 مرات للنساء العقيمات من أجل الحصول على حمل ميسر، الطواف 6 مرات حول الجعران المقدس من أجل الحصول على زوج مناسب.
وأوضح مرشد سياحي أن الطواف حول الجعران المقدس ليس له أى أساس فرعونى علمى بل هو موروث شعبى مستحدث لدى عامة السائحين تحول لمعتقد أسهم فى نشره بعض الأثريون الأوروبيون الأوائل وبعض المتأخرين من جمهور المرشدين السياحيين من أجل خلق حالة من المرح والفكاهة لدى السائحين بنهاية الجولات السياحية بالكرنك، وأخذ سمعة عالمية.
وتشهد معابد الكرنك هذه الأيام إقبالا كثيفا من سياح العالم تزامنا مع الموسم السياحي الشتوي الذي قامت سلطات المحافظة بوضع خطط واستعدادات مكثفة لجلب أكبر عدد من السياح من كافة دول العالم.
الطواف حول الجعران