شاهدت زميلي يجري بكبده أمام ناظري عقب قيام العدو بإطلاق الرصاص عليه، بهذه الكلمات المعبرة، يروي الحاج 'عبد الرازق النمر' أحد أبطال حرب أكتوبر لـ'أهل مصر' كواليس يوم الكرامة في ذكرى العاشر من رمضان.
النمر
ويقول صاحب الـ 75 عاما المقيم بإسنا جنوب محافظة الأقصر، وأحد المقاتلين بحرب أكتوبر، أننا خرجنا فى هذا اليوم منذ طلوع الفجر ومعنا أسلحتنا، وصاورخنا وكل معدات الحرب، ولم نعلم بأننا ذاهبين لنحارب، لم يخبرنا أحدا خوفا من أن يكون بيننا خائن ويبلغ العدو، ومع الثانية ظهرا وعندما وجدنا الطائرات تحاصر المكان، وتتردد عليه، أدركنا أن الحرب قائمة.
وأشار المقاتل الأقصري إلى أنه حدث يوم السادس من أكتوبر حدث غريب لم يذهب من ذاكرته منذ أكثر من 45 عاما، وهو عندما ذهب زميلهم لقضاء حاجته بأعلى الجبل، من أجل التيمم والإستعداد لصلاة العصر فشعر بطائرة تابعة للعدو بالأسفل، فترك ما كان عليه وذهب جاريا يبلغ زملاؤه ولم يكن أمامهم وقت لاستهداف الطائرة ففكر بسرعة البديهة وتركهم وحمل سلاحه مطلقا منه رصاصة على الطائرة ليلفت انتباه قائدها بأن هنا يوجد جيش ويجعله يعلو بالطائرة كي ينفذ حيلته بإطلاق صاروخ عليها وإسقاطها، ونجح فى مخططه دون اللجوء لأحد مما جعلنا نكبر ونهلل ونشعر بالنصر.
وأوضح أنهم عاشوا أيام حياة مختلفة تعلموا الصبر والقناعة، والعزيمة والإرادة، وتحمل الجوع والعطش والمشقة، لافتا إلى أن إفطارهم برمضان كان عبارة عن بسكويت بكمون وعلبة خضار، وزجاجة مياه خاصة بكل مجند منهم، وعصير، وأن زميلهم المسيحي كان يصوم مثلهم أو إذا شرب لا يشرب أمامهم، إحتراما لهم.
وأضاف أنه فى أيام الحرب فى أكتوبر كان جالسا من غسل هدومه باعتبار هذا اليوم يوم أجازته، وفوجئ برصاصة أتت إليه من فوق فأصابته، وآخرى أخرجت كبد زميله وظل يجري بينهم أنقذوني أنقذوني وجميعهم يفر كفرار يوم القيامة الذي ذكر في القرآن، من أجل قتل العدو ومحاسرته، لافتا إلى أنه الإسعاف حملت زميلهم هذا على الفور وتم إنقاذ حياته بالرغم من عمق الإصابة.
واختتم النمر حديثه بأنه يشعر بسعادة عارمة فى ذكرى انتصارات أكتوبر من كل عام ويشعر بالفخر لكونه أحد الأبطال المشاركين فى الانتصار والقضاء على العدو واستعادة أرض سيناء من العدو الإسرائيلي.