تعد الحناطير من أهم الوسائل التي برع فى صناعتها العامل المصري حينما كانت وسيلة البشوات بعدما أدخلها الإيطاليون البلاد، ورغم تناسب شكل الحناطير مع مظهرها الجمالي لإبراز جمال المعالم الأثرية داخل محافظة الأقصر، إلا أن سائقي الحناطير أصبحوا في هذا الزمن يحاربون من أجل عدم اندثارها.
وكشف سائقو الحناطير بمدينة الأقصر، أنهم يعانون معاناة شاقة هذه الأيام مع المهنة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، والتي يعدونها مصدر رزقهم الوحيد، بسبب الشركات السياحية التي تتنقل بالأجانب بالحافلات ما بين الأماكن الأثرية، أو قيامها بالإتفاق مع بعض السائقين على جولات سياح العالم بالشوارع وترك غيره يبحث طوال اليوم عن زبائن فى الشوارع.
ولفت سائقو الحنطور إلى ضعف إقبال المصريين على ركوب الحناطير داخل محافظة الأقصر بسبب دفع الأجرة التي لا تكفي شراء أكلة حصان خلال ساعة واحدة، موضحا أن المصري يرغب فى دفع 5 جنيهات فقط مقابل جولته أمام كورنيش النيل وحتى طريق الكباش، وإذا طالبه السائق بدفع 20 جنيها المقررة رسميا من قبل المسئولين امتنع عن دفعها.
وأكدوا احتياج الحصان لـ علف قد يصل إلى أكثر من 1000 جنيه شهريا بالإضافة إلى برسيم بحوالي 1000 جنيه، حتى يستطيع الوقوف والسير على قدميه طوال اليوم فى شوارع الأقصر؛ الأمر الذي جعلهم يأخذون 20 جنيه بحد أدنى للمصري، و30 جنيه من السائح الأجنبي، حتى يستطيعوا فى نهاية اليوم على اكتساب نقودا يلبوا من خلالها متطلبات عائلتهم من مأكل ومشرب.
وأشار السائقون إلى أن المواطن المصري نظرا للظروف الإقتصادية التي تمر بها البلاد أصبح يفضل السير على الأقدام على ممشى كورنيش النيل وداخل مدينة الأقصر، أو ركوب سيارات السرفيس بـ 3 جنيه داخل المدينة عن الحنطور لعدم دفع أجرة أكثر من 5 جنيه مما أدى ذلك إلى رفع المعاناة أكثر على سائقي الحناطير.
وأوضح سائقي الحناطير بالأقصر أن مهنتهم أصبحت غير مربحة كما كانت من قبل بقولهم :' مبقتش جايبة حق أكل الحصان آخر اليوم بس بنعافر فيها علشان منعرفش نشتغل غيرها لإن وجدنا آبائنا وأجدادنا يعملون بها' موضحين أنهم يعملون من الثامنة صباحا وحتى العاشرة مساءا يوميا وقد يظل بعضهم يتجول بحنطوره فى الشوارع حتى منتصف الليل أملا فى وجود زبائن يقوم بتوصليهم مقابل كسب حلال.
واختتم سائقو الحنطور حديثهم بتمنيهم عودة عمل الحناطير كما كان قبل ذلك فى السنوات الماضية من تنظيم والتساوي بين العربجية على أخذ الأدوار حتى يعم الخير على الجميع وترغيب السياح فى ركوب الحناطير من قبل المرشدين السياحين.