حرص سياح العالم، منذ قليل، على الاستمتاع بالأجواء الخريفية داخل الرحلات النيلية بالأقصر، عقب مشاركتهم بالحضور في افتتاح مقبرة أثرية لكاتب الأعمال بالأسرة الـ 18 بالقرب من معبد حتشبسوت بالبر الغربي بالأقصر.
سياح العالم
وعبر الأجانب عن سعادتهم الكبيرة بجو الأقصر المعتدل داخل المراكب النيلية وخارجها من خلال التقاطهم العديد من الصور التذكارية أمام مياه نهر النيل وتحت السحب الخفيفة، كما التقط الكثير منهم صور السليفي داخل مياه النيل أثناء رحلاتهم.
انتهاء أعمال ترميم مقبرة TT 39
وكانت أنهت البعثة الأثرية المكسيكية بالأقصر، اليوم الخميس، أعمال الترميم بمقبرة 39 TT، بعد انتهاء مشروع الترميم والتوثيق والتسجيل على مدى 19 عامًا، في المنطقة التاريخية بمنطقة الخوخة في البر الغربي بالأقصر.
ورافقت اليوم الدكتورة جابريلا أراتشى، رئيسة البعثة الأثرية المكسيكية، سفيرة المكسيك بالقاهرة، السفيرة ليونورا رويدا، فى إطار المؤتمر الصحفي الذي أقيم أمام مقبرة 39 TT.
وحظى المؤتمر الصحفي بحضور الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار والمصريات الشهير، ووزير الآثار المصري الأسبق، والذي شهد بداية أعمال ترميم البعثة بالمقبرة.
ويعد المشروع شاهدا على التعاون الدولي الذي يصب في مصلحة التراث الثقافي، والذي يبرز الدور المكسيكي للاهتمام بالآثار.
صفات مقبرة 39 TT
المقبرة منحوتة، وذات أبعاد تتمثل في: 16:77متر طول ، 12.15 متر عرض، و 3,79 متر إرتفاع، تم نحتها في طبقة صخرية من الحجر الجيري، بها فناء خارجى به رواق، وممر يؤدي إلى ثلاث غرف داخلية مزخرفة ومتعددة الألوان.
وتعد مقبرة 39 TT رمزًا هاما للفن المعماري والجنائزي الذى يميز مقابر النبلاء المصريين من الأسرة الثامنة عشر، أي 1500 عام قبل الميلاد تقريبا، وهي مقبرة الكاهن بو ام رع، الذي شغل منصب الكاهن الثاني للإله أمون أثناء حكم الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث.
منذ عام 2005، قامت البعثة الأثرية المكسيكية، تحت قيادة الدكتورة جابريلا أراتشى، وعضوية عدد كبيرًا من علماء الآثار، والمتخصصين في الترميم، والمؤرخين و الخطاطين المكسيكيين ببذل جهود دؤوبة من أجل الحفاظ على هذا الأثر الهام، وطوال فترة المشروع استطاع فريق العمل من ترميم قطع أثرية فريدة ذات أهمية تاريخية بالغة، كما تم استخدام وسائل ترميم مستدامة لفترة طويلة للتأكد من الحفاظ على هذا الكنز الثقافي للأجيال القادمة.
مشروع للتعاون الدولي يصب في مصلحة التراث الثقافي
يعبر مشروع ترميم مقبرة 39 TT عن إلتزام المكسيك بالحفاظ على التراث الثقافي للبشرية، وعلى مدى عمق أواصر الصداقة والتعاون بين مصر و المكسيك، حيث قام فريق العمل بالبعثة المكسيكية، بمساندة ما بين 15 و 50 عاملا مصريا، في فترات العمل المختلفة بالمقبرة ببذل جهود مشتركة من أجل الحفاظ على هذا الأثر الهام.
كما يجسد هذا المشروع الجهد الجماعي المبذول من أجل حماية التراث الثقافي المصري والتعبير عن مدى تقدير العالم له، كما إن مقبرة 39 TT بعد ترميمها الآن، ستظل شاهدا على التراث الثقافي والفني للعصر الفرعوني، و تعد إسهامًا في فهم التاريخ المصري القديم و شاهدًا على مدى التقارب بين الأمم.
السياح