رُغم مرور أكثر من عامين على حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية قبالة السواحل اليونانية إلى إيطاليا عام 2023، لم تطمئن قلوب المفقودين المستمرة، خاصة أن أبناؤهم غادروا بحثاً عن مستقبل أفضل، فغابوا في البحر، منذ ذلك الحين لا يعلموا هل هم أحياء أم اموات، ولكن حينها أعلنت السلطات اليونانية عن غرق المركب، مع وجود ناجين تم إنقاذهم، ونشرت صورًا للبعض منهم، مما أنعش آمال بعض الأسر.
اسر المفقودين
ففي البداية يقول عادل السيد منصور، والد الطفل علي والبالغ من العمر 15 عامًا: 'إبني سافر يوم 14 يونيو 2023، وكان طالع على أمل يشتغل ويبني مستقبله، لكن بعد غرق المركب رأيت صورته وسط الناجين الذين نشرتهم السلطات اليونانية ومنذ ذلك الحين لم نسمع أي خبر عنهم، وأخر ما سمعته إنه في سجن هناك وسيوف يتم إطلاق سراحه بعد عامين، ومر العامين، ومازال إبني مختفي حتي الآن، حتي أن زوجتي تموت يوميا وما يطمئننا قيام نائبة من الشرقية بالتأكيد أن أبناؤنا أحياء، ولكن مازال سؤال ذهننا موجود أين هم؟'.
اسر المفقودين
وأضافت هالة، شقيقة أحد المهاجرين، أخويا انهار بعد وفاة أمي وأبي وشقيقه، وأصبح وحيدا، لذلك قرر أن يقوم بالسفر إلي ليبيا، وبعد أن عمل هناك وجدته يخبرني 'لو ما حولتيش فلوس مش هتشوفيني تاني' فقمت بالتحويل له، وبعدها عرفت إن المركب اللي كان عليه غرقت، ورأيت صورته مع فرق الإنقاذ، ومن ثم بعدها إختفي تماما'.
اسر المفقودين
وأردفت: 'والدتي المتوفية تأتي لي في المنام دائماً وتخبرني 'أخوكي عايش'، فأنا عايزة أخويا حتى لو أخطأ وهاجر بطريقة غير شرعية، رجعوه مصر وحاسبوه، لكن نريد أن نعرف هو فين'.
اسر المفقودين
وأكدت زوجة أحمد ناصر، أحد الناجين: 'بعد غرق المركب بيومين، كلمني زوجي من موبايله وقال لي: (الو، عاملين إيه؟)، وبعدها انقطع الخط، لذلك بدأت في الرن ولكن أجابت على سيدة يونانية أكثر من مره، ومنذ ذلك الحين تم غلق الهاتف ولم أري زوجي مره أخري'.
واستكملت زوجة أيمن سكر قائلة: 'رأيت صورة زوجي منشورة في مستشفى يوناني بعد الحادث مباشرة، ومن بعدها اختفى تمامًا، حيث قام زوجي ببيع منزلنا من أجل السفر والآن أنا وأولادي نسكن في منزل للإيجار، وهو كان العائل الوحيد للأسرة أنا أناشد المسؤولين بضرورة إرجاع أبناؤنا'.
اسر المفقودين