ads

«المال الحرام».. محامي يطلق رصاصة الغدر على عائلة بالإسماعيلية بسبب الميراث

إسعاف. أرشيفية
إسعاف. أرشيفية

حينما يطلق حامل القانون رصاص الغدر… مأساة تهز الشارع الجديد بمدينة فايد

في حادثة صادمة يزهل لها الرأي العام ، تحوّلت يدٌ كان يُفترض أن تكون رمزا للعدالة وحصناً للضعفاء، إلى أداة قتل في لحظة غضب، حين أقدم رجل يعمل في مجال القانون والدفاع عن الناس على إطلاق النار على شقيقه وابن شقيقه، مما أدى إلى وفاة أحدهما وإصابة الآخر، إثر خلافات أسرية.

كيف لإنسانٍ آمن بالقانون، ودافع عنه في ساحات المحاكم، ونادى به في وجوه المعتدين، أن يتجاوز حدوده هو نفسه ويتحوّل إلى منتهك لما كان يدعو إليه؟ كيف لرافع راية "العدل أساس الملك" أن يلطّخ اسمه، وضميره، وسيرته برصاص الغدر والخروج عن جادة العقل والحكمة؟

إن ما حدث لا يُعد فقط جريمة قتل، بل هو انهيار لقيم كانت من المفترض أن تكون مترسّخة في صاحبها، سواء من الناحية المهنية أو الدينية أو الأخلاقية.

دينياً، فإن إزهاق النفس البريئة هو من أعظم الكبائر، فقد قال تعالى: "من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا"، فكيف حين تكون النفس التي أزهقت من أقرب الناس رحمًا ودمًا؟! أين صلة الرحم؟ أين وصية الله بالأخ والإبن؟!

وقانونيًا، لا يُعفى صاحب المعرفة بالقانون من المسؤولية، بل إن جرم العالِم أعظم من جاهلٍ ارتكب فعلًا تحت جهل أو طيش، فالمعرفة هنا تزيد حجم الفاجعة لا تبرّرها. هذا الفعل لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، وسيكون على القضاء أن يقول كلمته بحزم، لأن القانون لا يُجامل ولا يعرف الأسماء ولا المهن، بل يُحاسب على الفعل والنية والنتائج.

أما مجتمعيًا وأخلاقيًا، فإن هذه الجريمة بعثت برسائل سلبية وخطيرة، وكأن لا أحد في مأمن من لحظات التسرّع والاندفاع، حتى من كنا نعتبرهم رموزًا للحكمة والاحتكام للعقل. إنها صدمة قاسية على كل المستويات، ينبغي أن تُجابه بالمصارحة، والمحاسبة، والتأمل العميق في حجم التدهور الذي قد تصنعه لحظة غياب الضمير.

ليست هذه القصة مجرد عنوان عابر نشر بمنصات التواصل الاجتماعي ، بل هي ناقوس خطر يُدقّ في ضمائرنا جميعًا… أن نعيد النظر في أنفسنا، في قيمنا، وفي طريقة حلّنا لخلافاتنا، قبل أن يتحوّل الغضب إلى سلاح، والخلاف إلى جنازة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً