سادت حالة من القلق والخوف على الأبناء بين الأمهات والآباء، من تعرض أبنائهم لحالات تحرش، بعد واقعة الطفل ياسين الطالب بإحدى المدارس الخاصة بدمنهور، والتي أثارت الرأي العام في مصر، و التقت أهل مصر مع شيماء بديع أخصائية تعديل سلوك و تربية خاصة ببورسعيد لمعرفة كيفية التعامل مع الطفل في حالة تعرضه للتحرش الجنسي.
ولابد أن يشعر بأنه الضحية
و قالت اخصائية تعديل السلوك ببورسعيد خلال بث مباشر : 'أولا على الأم أن تكون هادئة في استقبال هذا الخبر من طفلها، فقد حدث الضرر بالفعل لكنني أريد أن أخرج بطفلي بأقل ضرر، ومن صدمة تعرضه لهذا الموقف ، فلن يفيد انهيار الأم وصراخها أمام طفلها الضحية، بل سيشعر الطفل أنه هو الجاني ، والمخطئ مما سيدمر نفسيته أكثر، ولابد أن يشعر بأنه الضحية، حتى لا يفقد الثقة بنفسه ويكره جسده، ويكره المجتمع، ولكن عند معرفته بأنه ضحية وأنه في أمان، وأن والديه سيحميانه ويدافعان عنه ويأتيان بحقه، وقتها يسعى بالتقبل منهما رغم الحزن مما حدث وسيتم إصلاحه'.لابد أن يرى عقوبة المتحرش
ونوهت إلى إن أهم الأمور التي تجعل الطفل يتخطى ما حدث له من تحرش أن يرى عقوبة المتحرش، ويرى ما سيحدث له نتيجة فعله السيئ، مهما كان درجة قرابته، فلابد من الحساب، وأن يحضر الطفل للمحكمة ويرى من فعل به ذلك خلف القضبان، ليشعر حينها بقوته ويزيد ثقته في نفسه، وفي والديه، ويفهم أن ما حدث له خطأ، وبعدها نبدأ مرحلة تصالح الطفل مع نفسه و المجتمع ومع جسده أيضاً، لانه شعر بالخزي والعار من جسده.
الطفل ضحية لكنه قوى
و أضافت بديع على الأم عدم اظهار الحزن أمام الطفل عقب انتهاء الأمر ، حتى لا يشعر بضعفه، فمجرد صراحته وافصاحه بما حدث له يعتبر قوة منه، بالإضافة إلى عدم منع الطفل من ممارسته حياته بشكل طبيعي ووضع كردون حوله، خوفا عليه فيجد ما كان لديه من صلاحياته بدأت تضيع منه بسبب ما تعرض له، ففي هذا الوقت يشعر وكأنه يتم معاقبته على شيء خطأ وأنه يستحق كل هذا فهناك فرق بين الحزم في التربية والتساهل والشدة غير المبررة، فلابد أن يصل للطفل أنه ضحية لكنه قوى وهذا شيء أساسي في زرع الثقة بالنفس.
محطة يقف عندها ويتذكرها للتعلم والعظة
و تابعت أخصائية تعديل السلوك ، لابدأن يكون الأم، والأب يد واحدة متحدان في حل مشكلة ابنهما، حتى لا نحمل الطفل خوف آخر من علم والده بما حدث له وهذا عبء نفسي آخر يزيد حالته سوءاً، وعدم رواية موقفه وقصته للاقارب فهذا خطأ يقع فيه الوالدين ، وليس هناك أي مانع من ذكر واقعة التحرش أمام الطفل مرة أخرى ولكن للعبرة وان يجعلها محطة يقف عندها ويتذكرها للتعلم والعظة، وعدم اللوم على الطفل ، وذلك ليستطيع الحفاظ على نفسه من التعرض لهذا الموقف مرة أخرى ولابد من وجود اخصائي نفسي وتعديل سلوك لمشاركة الأم مرحلة التخطيط والتعافي للطفل من واقعة التحرش به .
علاقة آمنة و نقطة تواصل
ووجهت شيماء بديع اخصائية تعديل السلوك ببورسعيد، رسالة لكل أم تعرض ابنها للتحرش، أو تخاف أن يتعرض ابنائها له، لابد أن تبني دروع وقاية لابنائك لتكوني معه في أمان وسط مجتمع مليئ بالخير والشر معاً، لابد أن يكون بينك وبين ابنائك علاقة آمنة، وان يكون هناك نقطة للتواصل ، وتربية جنسية سليمة ، وتلبية احتياجات الطفل النفسية والاجتماعية والعاطفية ، فالمتحرش المعتدي يبحث عن نقطة النقص والضعف لدى الطفل للدخول منها واستغلالها ، فلابد من إشباع الطفل من العاطفة والحنان والاحتواء وان يكون مسموع لرأيه وله الأولوية ومراعاة حاجته النفسية .
جيشه الوحيد و درعه الواقى
و أختتمت بديع رسالتها، يجب أن تكوني جيشه الوحيد وأمانه ودرعه الواقي وسنده ، حتى لو الاب غير موجود فالأم تستطيع أن تكون كذلك لابنائها، لابد أن يكون لديكي ثقافة للتعامل مع الأطفال ، وأن تستطيعي الإجابة على الأسئلة التي يسألها الطفل، فلابد أن تجيبيه عليها لانه لو لم يعرفها منكِ سيعرفها من غيرك وبطرق خاطئه، وعليكِ حضور الندوات والمؤتمرات الثقافية التوعوية لتكوني على دراية بكل شيء يفيدك في تربية ابنائك، وتنمية الوازع الديني والثقافي والاجتماعي بداخله بطريقة سليمة حتى لا تلومين نفسك بعد حدوث الكارثة عن عدم مصارحته لكِ ، لعدم قربه منكِ.