قبل نحو عامين ونصف العام، تولت هويدا الجبالي ابنة عزبة المهندس قرية ملامس التابعة لمركز منيا القمح في محافظة الشرقية، منصب شيخ البلد لقريتها و7 توابع لها، لتصبح بذلك أول سيدة تشغل هذا المنصب بالمحافظة، وذلك بعدما استطاعت نيل ثقة أهالى قريتها رجالا ونساءا على مدار سنوات انخراطها في العمل العام والمشاركة في حل النزاعات بفضل كفاءتها وقدرتها وبدعم وتشجيع زوجها.
ارتبطت 'الجبالي' قبل نحو 35 عاما بزوجها الذي يعمل معلمًا، بعدما أنهت تعليمها بالثانوية الصناعية، وأنجبا ولدًا وثلاث بنات كان زوجها داعمًا كبيرًا لها طوال حياتها، حيث شجعها في مسيرتها كقائدة مجتمعية، وقدم لها أوراق ترشحها لتولى هذا المنصب، بحسب هويدا الجبالى خلال حديثها ل 'أهل مصر'.
هويدا الجبالى وزوجها وابنتهما
استطاعت تلك السيدة أن تحظي على دعم وحب الجميع من أهالى قريتها بفضل مشاركتها الفعالة في حل النزاعات المتعلقة بهم على مدار سنوات قبل تولى المنصب، وخاصة تلك الخاصة بالمرأة، التي تستوجب في كثير من الأحيان الاستعانة بها كونها سيدة مثلهن لسماع مشاكلهن التي يصعب على بعضهن الحديث فيها أمام رجال ومن ثم تنقلها لزوجها الذي بدوره يتعامل مع المشكلة في الجلسات العرفية من أجل حلها.
هويدا الجبالى وزوجها وابنتهما
أحدثت 'الجبالي' تغييرًا في المفاهيم التقليدية تلك المتعلقة بالمرأة الريفية في القيادة، من خلال تجاربها الناجحة في فض العديد من النزاعات، هذا النجاح أكسبها احترامًا واسعًا وجعلها مصدر إلهام للنساء في المناطق الريفية، نظرًا لشخصيتها القوية وقدرتها على اتخاذ قرارات حازمة ترتكز على ضميرها وعدالتها.
لا تقتصر المناصب القيادية على الرجال فقط في عائلة 'الجبالي' بل هناك العديد من القصص الملهمة للنساء على مر العقود، فابنة عمها، تهاني الجبالي، كانت رائدة في مجال القضاء، حيث تولت منصبًا في المحكمة الدستورية العليا كأول قاضية، متمنية في نهاية حديثها أن تحظي بأن تصبح واحدة من أعضاء مجلس النواب.
هويدا الجبالى وزوجها تتوسطهما ابنتهما