انتعاشة كبيرة كانت تشهدها مهنة صناعة الفخار على مدار العقود الماضية، إلا أن الحال تبدل بها في الآونة الأخيرة بعد أن أصبحت مقتصرة على كبار السن؛ لعزوف الشباب عن تعلمها، وترك الكثيرين لها بحثًا عن مهنة غيرها.
تحديات كثيرة تواجهها مهنة صناعة الفخار في الوقت الحالي أبرزها ارتفاع سعر الخامات الذي أصبح مشكلة كبيرة تواجه العاملين بالمهنة، ويرصد 'أهل مصر' في هذا التقرير أهم المشاكل التي يعاني منها أبناء هذه المهنة.
صناعة الأواني الفخارية
قال حمودة الفخراني، 52 عامًا، فخراني، أنه يعمل في المجال منذ 40 عامًا، وأن عدد العاملين بالمجال قبل ذلك كان أكبر بكثير من الوقت الحالي؛ وذلك لعزوف الكثير من الشباب عن العمل بها، وكذلك ترك الكثيرين لها وبحثهم عن مهن أخرى.
صناعة الأواني الفخارية
وتابع في حديث خاص ل'أهل مصر' أن هناك ارتفاع في سعر الخامات الأمر الذي أصبح يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لهم، إذ بلغ سعر مقطورة الطين 1500 جنيه. مشيرًا إلى أن التجار يرفعون من سعر الخامات بشكل مستمر، ويستغلون احتياجنا لشراء الخامات.
صناعة الأواني الفخارية
ويكمل: أبحث في كثير من الأحيان عن تاجر يبيع بسعر أقل، وأضطر في النهاية أن أشتري رغم ارتفاع سعر الخامات حتى أتمكن من إنتاج أواني فخارية لبيعها للإنفاق على أسرتي.
ويضيف بالقول: التاجر يشتري منا بسعر بسيط، ويبيعه للزبائن بسعر مرتفع، والعائد المادي لنا في هذه المهنة ضعيف، وهناك كثيرين تركوا المهنة وبحثوا عن مجالات أخرى. وأشار إلى أن المنطقة التي يعمل بها كانت مليئة بالفواخير، ولكن تقلص عددها في الوقت الحالي ل4 فقط، كما أن العديد من المناطق بمحافظات آخرى تقلص عدد الفواخير بها أيضًا.
صناعة الأواني الفخارية
وأردف: هناك من لديهم المقدرة المادية ليطوروا من أنفسهم في المجال، حيث يستعينون بالآلات الكهربائية لصناعة الأواني الفخارية من البودرة الأسواني، ولكنهم يواجهون مشكلة ارتفاع أسعار الخامات أيضًا مثلنا.
صناعة الأواني الفخارية
وقال إبراهيم السيد، فخراني، أنه يعمل في المجال منذ أكثر من 40 عامًا، حيث عمل بها من صغره، مؤكدًا أن عدد العاملين بالمجال أصبح أقل بكثير من ذي قبل؛ لعزوف الشباب عن تعلمها لانخفاض العائد المادي بها.
صناعة الأواني الفخارية
واستطرد: نواجه مشكلة ارتفاع سعر الخامات، كما أن التجار يشترون منا بسعر قليل ويبيعون المنتج بسعر أغلى للزبائن. ولقد ترك الكثيرون المهنة وعملوا بغيرها، ولكنني لن أتركها وأعمل بغيرها؛ لأنني أحب المجال.
صناعة الأواني الفخارية
ويقول: يحتاج الفرن لشهر كامل حتى يكتمل بالأواني الفخارية ثم نشعل عليه النار لتصبح جاهزة لبيعها عقب ذلك، وطوال هذه الفترة لا يكون هناك عائد مادي لمن يعمل بالمجال، بل ينتظر حتى يبيع المنتج، وقد يصبح مدينًا للناس خلال هذه الفترة.
صناعة الأواني الفخارية
ويكمل: من يستخدمون الماكينات الكهربائية في صناعة الأواني الفخارية تكون لديهم المقدرة المادية للتطوير من أنفسهم، ويحققون مكاسب مادية، ولكنني لا أمتلك المقدرة المادية لاستخدام تلك الماكينات، وأنا لا أعتقد أن المهنة ستنقرض، ولكن من يعملون بها سيتركونها مع الوقت.
وقال أحمد مصطفى، فخراني، أن كثير من العاملين في المجال تركوه وبحثوا عن مهن أخرى؛ بسبب ضعف العائد المادي منها. وأوضح أن هناك ارتفاع في أسعار الخامات الأمر الذي جعلهم يشترون كميات أقل، حيث يضطرون للبيع بسعر غالٍ لتعويض ذلك.
وتابع: التجار أصبحوا يشترون كميات أقل من ذي قبل، كما أن التاجر يشتري بسعر قليل ويبيعه للزبائن بسعر مرتفع، مؤكدًا أنهم بالكاد يحققون ربحًا بسيطًا. ويضيف بالقول: التجار يرفعون سعر الخامات بشكل مستمر، ونضطر إلى الشراء منهم حتى نتمكن من العمل؛ لأن هذه المهنة هي مصدر دخلنا الوحيد.