«بنشقى ونتعب وحشرة تخسرنا وتحزننا ومش عارفين نعمل إيه» بهذه الكلمات الحزينة يروي مزارعي الأقصر معاناتهم لـ « أهل مصر» مع دودة الحشد الخريفية، التي تهدد محاصيلهم الخاصة بالذرة الشامية وتتسبب فى قلة الإنتاج لدى بعضهم وانعدامه عند الآخرين؛ الأمر الذي جعل بعضهم يعصف عن زراعة هذا المحصول، واستبداله بزراعة محصول آخر خوفا من أضرار هذه الحشرة الخطيرة.
ويقول أحمد محمد السايح متولي ، أحد مزارعي قرية الحميدات شرق التابعة لمركز ومدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر لـ «أهل مصر»:' دودة الحشد هذه هي من أخطر الآفات التي تصيب «الذرة الشامية »
وتقوم بتدميرها دمارا شاملا، فهي تصيب وتُهلك أعواد الذرة كاملة، ولم تثبت فى مكانٍ واحد؛ بل تنتقل بين أعواد الذرة لتصيب جميع المحصول، وتحشده ولم تبقى منه شيئا سوى القلب، مما يجعلنا نعاني معاناة شاقة فى هذا المحصول دون غيره، وذلك خاصة بالعروات المتأخرة التي تكون فى شهر أغسطس، لكون المحصول فى هذا الشهر أكثر عرضة للإصابة بالدودة.
ولفت محمود عبد الدايم، أحد مزارعي الأقصر إلى أنه امتنع عن زراعة محصول الذرة الشامية هذا العام خوفا من دودة الحشد، والخسائر الفادحة التي تسببت له فى محصوله العام الماضي، من هلاك الذرة وعدم إنتاجها عقب إصابتها بدودة الحشد الذي حاول مكافحتها بطرق مختلفة ولكن دون جدوى، حيث أنه فى موسم حصاد الذرة لم ينتج شيئا مما أنفقه على هذا المحصول من سماد ومياه وجهد ومشقة وعلاج لذا قرر العزوف عن زراعة هذا المحصول واستبداله بنبات آخر يستفيد منه هو والحيوان والطير.
وأكد ناصر عبد الباري، أحد المزارعين أنه قام برش المبيد الحشري للذرة الشامية 3 مرات حتى الآن حتى يحمي محصوله من مخاطر هذه الآفة، ولكن دون فائدة لكونها تنتشر بسرعة فائقة فى المحصول كله، موضحا أنهم يحاولوا القضاء على دودة الحشد بطرق مختلفة حيث أن بعضهم يقوم بشراء مبيد حشري يسمى 'مركب ايمامكتين بنزوات
' أوآخر يسمى' مركب
اندوكساكارب' وثالث يعرف باسم 'مركب تيفلوبينزيرون'.
وأشار 'ناصر' إلى أن بسبب عدم نفع أنواع المبيدات الحشرية فى القضاء على هذه الحشرة الخطيرة، لجأ بعض المزارعين إلى استخدام ' الخميرة، والغاز، والفلفل الحار المطحون، وبدرة النمل الملاثيون 10% ' عن طريق رش أحد هذه الأنواع على المحصول من أجل القضاء على دودة الحشد التي جعلت الحيرة تدب فى قلوبهم وعقولهم.
وأكد المزارعين على شرائهم المبيدات الحشرية المتواجدة بالأسواق، على نفقتهم الخاصة من المحلات الخارجية، بأسعار مكلفة، رغم عدم قضاء هذه المبيدات على الدودة نهائيا بل يشترونها حتى لتخفيف الخسائر، وذلك بسبب عدم عدم وجود المبيدات الحشرية التي تكافح دودة الحشد بالجمعيات الزراعية.
وأوضح 'وليد ذكي' مهندس زراعي، أن دودة الحشد هي من أخطر الآفات الحشرية التي تهدد المحصول، وتتسبب فى تقليص نسبة الإنتاج للذرة مالم يتم مكافحتها بشكل دائم وآمن، لافتا إلى أنها عبارة عن فراشة تطير على المحصول وتبيض فوقه 1500 بيضة، ثم يتم قفش البيض الذي يصبح دود على المحصول ويتكاثر عدد الدود على الذرة لكونه ينمو سريعا، لذا فهي أكثر الحشرات عددا وسميت بالحشد لكونها تحشد المحصول ولم تبقى منه شيئا.
واضاف أن الإصابة تظهر فى وجود تآكل الأوراق، وثقوب بداخل الورق الخارج من البلعوم، كما توجد فضلات الدودة فى البلعوم، لافتا إلى أنه عند طرق مكافحتها عن طريق استخدام أحد المبيدات الحشرية يفضل رش المبيد فى ساعات غروب الشمس، وقبل موعد فقس البيض، لعدم التكاثر، ويفضل التبكير فى الزراعة لتجنب ارتفاع أعداد الحشرة والتخلص من الحشائش أول بأول، والحصاد مبكرا لتجنب كثرة الأضرار.
وأعرب مزارعي الأقصر عن غضبهم الشديد من هذه الحشرة بقولهم ' بتخسرنا من كل ناحية ومش عارفين نعمل إيه' مشيرين إلى أن الدودة لم تكتفى بالقضاء على الذرة فقط، بل تتسبب فى تآكل أوراقها التي يستخدمونها أكل للمواشي والأغنام والماعز، وليس ذلك فقط بل تتعدى خسائرها أكثر بامتدادها إلى محصول البرسيم الحجازي وإصابته، مطالبين المسئولين بمديرية الزراعة بالأقصر بمساعدتهم فى القضاء على هذه الحشرة بتوفير مبيد أو أى شيء يقضي عليها تماما أو توعيتهم فى كيفية التعامل مع دودة الحشد ومكافحتها حفاظا على محصولهم الذي يستفاد منه الحيوان والطير ويكون علفا للمواشي التي تذبح وتباع لحوم لتغذي المواطنين.