عادت أزمة دخول حدائق المنتزة الملكية «متنفس الغلابة» بمحافظة الإسكندرية، والتي تُعد أكبر وأقدم الحدائق في مصر، لتتصدر المشهد بالشارع السكندري بسبب ارتفاع سعر تذكرة الدخول، وسط موجة استياء واسعة خاصة وأنه لا يوجد خدمات زائدة تُبرر فرض تلك الزيادة، ما يجعلها مُحرَّمة على البُسطاء من المواطنين الذين كانت ملاذًا لهم لاصطحاب أُسرهم في فسحة غير مُكلّفة للاستمتاع بالمساحات الخضراء الشاسعة والجلوس وسط الطبيعة الخضراء وتناول الطعام خاصة في أيام الأعياد والإجازات والأوقات الصيفية، واقتصارها على الأغنياء فقط القادرين على أسعارها الجديدة.
وارتفع سعر تذكرة دخول حدائق المنتزة والتي تقع أقصى شرق الإسكندرية، من 25 جنيهًا إلى 50 جنيهًا للفرد، والتي تتميز بمساحتها الشاسعة التي تتجاوز الـ 370 فدانًا وتحتوي على مجموعة من الأشجار والنباتات النادرة، يتوسطها قصر المنتزة الشهير.
حدائق المنتزة
منعم حميد، أحد أهالي الإسكندرية، أعرب عن استيائه، قائلًا إنه امتنع عن الذهاب إلى حدائق المنتزة بعد زيادة سعر تذكرة الدخول دون مبرر حيث لا يوجد بها خدمات كما أن دورات المياه مُهملة ويتم إجبارك عقب الدخول على ركن السيارة داخل الجراجات واستقلال «الجولف كار» بأسعار مُكلفة وتحولت النزهة إلى استنزاف لجيوب المواطنين.
وقال عبد الرحمن الفداوي، أحد أهالي المدينة، إن كل شئ داخل حدائق المنتزة أصبح له مُقابل، قائلًا: «كل حاجة أصبحت بفلوس بدءً من الدخول تدفع تذكرة بـ 50 جنيهًا وتركن بـ 50 جينهًا، وتستقل مواصلة داخلية للانتقال بالجولف كار بـ 20 جنيهًا للفرد الواحد، وتدفع أيضًا عند الخروج 20 جنيهًا للفرد، وفي الصيف تدفع تذكرة دخول الشاطيء 150 جنيهًا غير الكراسي، ولتناول الشاي بـ 50 جنيهًا والقهوة بـ 75 جنيهًا، فأصبحت كل خطوة بمقابل واستنزاف لأموال المواطنين».
حدائق المنتزة
أما إيهاب محمد عاشور، فيروي تجربته للتنزه داخل حدائق المنتزة، قائلًا: «دخلنا بالسيارة وكنا 6 أفراد كل فرد بـ 50 جنيهًا وكذلك رسوم دخول السيارة 50 جنيهًا بإجمالي 350 جنيهًا للدخول فقط، ثم ركن السيارة بالجراچ بـ 50 جنيهًا، واستقلال الـ جولف كار للوصول للمكان الذي تودّ المكوث فيه بـ 50 جنيهًا للفرد، ليكون إجمالي تكلفة الدخول فقط 700 جنيه قبل أن تبدأ استنشاق الهواء».
من جانبه أكد كابتن محمود مرشدي، عضو بمجموعة المنتزه للراكيت، إنه تقدم بشكوى حملت رقم 7546096 موجهة إلى رئاسة الجمهورية، بشأن بعض السلبيات والأخطاء بحدائق المنتزة، مضيفًا أن تطوير المنتزه أمر جيد بلا شك خاصة منطقة البحيرات الرائعة ولكن هناك سلبيات وأخطاء كثيرة في عملية التطوير، أهمها تمركز الجراچات بجوار البوابات الرئيسية بدءً من بوابة الشيراتون إلى بوابة القطار والتي تم هدمها لتنفيذ مشروع مترو الأنفاق، لذلك نجد زوار المنتزه يدخلون الجراچ ويعانون من تنقلهم وانتظارهم لعربات الجولف أو سيرهم على الأقدام ويحملون أمتعتهم في مشهد شاق حيث كان يجب أن تنتشر الجراچات داخل الحديقة بدلًا من تمركزها بعيدًا عن الأماكن المستهدفة للتنزه فيها.
حدائق المنتزة
وأضاف مرشدي لـ«أهل مصر»، أنه من السلبيات والأخطاء أيضًا أن التطوير بدأ منذ حوالي 3 سنوات ولم ينتهي بعد ونلاحظ عمليات حفر، كما لا يوجد مقاعد للزوار أو برجولات مُصنَّعة من الأشجار التي تم قطعها ولا ندرى إلى أين ذهبت تلك الأشجار ولم يُستفاد بها لصنع البرجولات بدلًا من تصنيع مقاعد حديدية تتعرض للأحوال الجوية وتُصبح قطع حديد يعلوها الصدأ وتحتاج إلى صيانة وطلاء دوري فقد كانت المنتزه سابقًا تتميز بالبرجولات الخشبية التي ترتادها الرحلات والمجموعات للسمر وحفلات أعياد الميلاد وكانت أيضًا تلك البرجولات ملاذًا للزوار عند هطول المطر وحرارة الشمس، فضلًا عن أن بعض المساحات الخضراء سيئة جدًا ومتعرجة والأراضي غير مستوية، وكذلك انتشار القمامة وتردي أوضاع دورات المياه وعدم وجود سُبل لتصريف مياه الأمطار مما يجعلها تتحول إلى بِرَك مياه عند سقوط الأمطار في فصل الشتاء.
حدائق المنتزة
حدائق المنتزة
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
