تنظر إلى السماء و هى تناجى ربها : صبرني يارب ، ابنتى فى معيتك، وأنت خير أمين عليها ، فقد ظلمتها الأيام ، و لم تجدّ السعادة فى الدنيا، فهنيئا لها بالاخرة ، شهيدة لقمة العيش، و فجأة تبكى و تقول : اخذتى قلبى معكى يا ايمان اذاى قلبك طاوعك تمشى من غيرى يا بنتى ' هكذا بدأت تنادى الحاجة خيرية محمد والدة ايمان عادل عبد المنعم فتاة بورسعيد التى دهستها سيارة ربع نقل محملة بالدقيق وتوفيت فى الحال .
امها بتنادى عليها انتى فين يا ضنايا
شقيت عليهم 14 سنة
قالت الام المكلومة ، يوم الحادث اصطحبت ابنتى ايمان صاحبة ال٢٣ عاما ، و نزلنا معا من المنزل ، كنت ذاهبه للعمل ، فأنا على باب الله أرزقية أعمل اليوم بيومه ' بدشت الفول عند جامع علوان' ، و ربنا بيرزقني ب ٧٠ جنية فى اليوم ، بحمده عليهم و برجع البيت علشان ولادى ، لان زوجى توفى منذ ١٤ عاما ، و ترك لى مسئولية ٤ اولاد ' ولد و ٣ بنات ' شقيت عليهم 14 سنة ، و كانت صغيرتى ايمان متوجهه الى مقابلة للعمل فى سغل جديد لانها تعبت من العمل فى مصانع الاستثمار .
والدة ايمان ضحية الدهس ببورسعيد: فرحتى ضاعت
ضيعت فرحة عمرى
وأضافت الأم ، تركت ابنتى وركبت الميكروباص ، أما ايمان اردات الذهاب لعملها الجديد بتاكسى ، ولكن فجأة وهى تقف فى الشارع جاءت سيارة ربع نقل محملة بالدقيق ، و دهستها و ضيعت فرحة عمرى
وجدتها فى المشرحة
وتابعت الأم تلقيت مكالمة من ابنتى الكبرى لم تخبرنى فيها بما حدث ، بل قالت : تعالى على مستشفى الزهور حالا ، ذهبت مسرعه فوجدت ايمان فى المشرحة ، توقف قلبى و لم أدرك بما يحدث حولى .وصتني ادفنها بالليل
ابقى ادفنيني بالليل
وأستطردت الحاجة خيرية ، منذ ايام كنت اجلس مع ايمان و فجأة سألتنى لو مت يا ماما ها تزعلى علىً ؟ السؤال وجع قلبى ، لكن سرعان ما حولته لداعبه و قلت لها ضاحكة ايه الهزار التقيل ده ، بس ها ازعل أكيد ، لكنها أوصتني قائلة:' طيب ابقى ادفنيني بالليل ،ما هى ايامى كلها سودا ، و بالفعل تأخر تصريح الدفن و دفنت فى الليل .
الافراج عن ابنى
وأختتمت الأم ، اتمنى ان ينال الجانى عقوبة تستحق حرمانى من ابنتى العروسة ' آخر العنقود' اللى تيتمت و هى عندها ٩ سنوات، كما أناشد المسؤلين بالافراج عن شقيقها لانه محبوس منذ ٦ أشهر. ' فى خناقة' و صاحبه مش عاوز يتنازل الا بالفلوس ، وأنا ست غلبانة و شقيانة ، ابنى هو اللى ها يتحمل مسؤليتى بعد وفاة شقيقته .