في زاوية هادئة بسوق الاثنين في مركز الوقف شمالي محافظة قنا، يفترش العم أحمد محمود عبد الراضي، صاحب الـ 61 عامًا، متكئًا على ظل حائط قديم اعتاده منذ سنوات، هنا يمارس مهنته التي ورثها عن أبيه؛ صناعة ألواح الصاج، ولَحام بوابير الجاز، وإصلاح الشيش والخزن المعدنية، تلك المهنة التي تكاد تختفي في زمن الحلول السهلة والمنتجات الحديثة.
صانع الصاج
صانع الصاج
يحمل العم أحمد، في يده شاكوشًا صغيرًا لا يفارقه، وبجانبه الأدوات التي يستخدمها ايضاً. الزرادية لكي الصاج ،والمقص لقص القطع الزائدة والزوايا، ويستخدم أيضا 'الكاوية'، التي يلحم بها ،ومعها بوتاجاز صغير بعين واحدة
واسطوانة صغيرة حتي يستخدم النار في
اللحام.
صانع الصاج
صانع الصاج
وعلى الأرض أمامه علب صفيح يعيد تشكيلها واحدة تلو الأخرى،صوته المتزن وهو يطرق المعدن يكاد يصبح جزءًا من صوت السوق، إيقاع قديم يذكّر المارة بمهن اندثرت وأناس يحملون ذاكرة المكان.
صانع الصاج
صانع الصاج
يقول العم أحمد إنه قضى 40 عاماً من عمره، بين أزقة الأسواق، يمارس هذه الحرفة التي تعلم أسرارها على يد والده، ويضيف أن عمله، رغم بساطته، يحتاج إلى صبر ودقة ومهارة في التعامل مع المعدن، ورغم التطور وظهور بدائل جاهزة، ما يزال زبائنه يعتمدون عليه، ليس فقط لجودة عمله، بل لثقتهم في خبرته الطويلة.
صانع الصاج
صانع الصاج
بين حرارة الشمس وضجيج السوق، يواصل العم أحمد يومه بهدوء، يبتسم للمارة، يحيي الزبائن القدامى، ويعمل بيدٍ تعرف مهنتها جيدًا.
صانع الصاج
صانع الصاج
وبرغم مشقة العمل، ختم حديثه قائلاً ،إن هذه الحرفة ليست مجرد مصدر رزق، بل جزء من تراث عائلي وقصة عمر لا يريد لها أن تنتهي.