اعلان

في ذكرى 25 يناير.. قبيلة "الحميدات" يُفشلون مخطط هروب "أشقياء سجن قنا العمومي"

سجن قنا العمومي
سجن قنا العمومي
كتب : سمر مكى

ضرب أهالي محافظة قنا، نموذجًا رائعًا في التكاتف والوقوف يدًا واحدة أمام دعاة التخريب والبلطجية واللصوص الذين حاولوا استغلال حالة الانفلات الأمني وترويع الأهالي وسرقة المنشآت العامة والممتلكات الخاصة، إضافة إلى محاولات تهريب المساجين والخارجين عن القانون.

شبح الفوضى

يقول العمدة عبدالناصر دنقل، أحد وجهاء العائلات بمركز قفط جنوب محافظة قنا: إن مراكز ومدن قنا خلال أيام ثورة 25 من يناير، نجت من شبح الفوضى الذي كان يُخيم بظلاله على البلاد، والفضل في هذا يعود إلى أن العمد والمشايخ وكبار العائلات كلفوا أشخاصًا من عائلاتهم لحراسة المنشآت الحكومية والممتلكات الأهلية داخل كل مركز من مراكز المحافظة، وكانوا يعقدون مجالس ولقاءات دورية مع الشباب يبثون خلالها النصائح ورسائل التوعية ويؤكدون عليهم أنهم إذا أرادوا التظاهر فهذا حقهم ولكن بشرط الإلتزام بالسلمية وعدم الانسياق وراء دعوات الفوضى والتخريب.

وأضاف العمدة دنقل، أن محافظة قنا لم تشارك بطريقة مباشرة في ثورة 25 من يناير، وذلك لسببين، أولهما: بُعدها عن ميدان التحرير، وهذا جعل الأهالي يُشاهدون الأحداث التي جرت من خلال التلفاز، والسبب الثاني: هو سيطرة العمد والمشايخ وكبار العائلات بالتعاون مع رجال الأمن على الشباب، وهذا قضى على أي مظاهر للفوضى.

حماية المنشآت الحكومية

واجتمع رجالات القبائل المقيمين داخل مدينة قنا، واتفقوا فيما بينهم بأن كل قبيلة تقوم بحماية منشأة من المنشآت الحكومية، وعلى رأسها مديرية الأمن والديوان العام للمحافظة ومراكز الشرطة والمديريات، وبالفعل نجحت هذه الخطة الشعبية في استتباب الأمن، وحماية مقار المصالح الحكومية من التخريب.

ومن أشهر الأحداث التي وقعت في محافظة قنا، إبان ثورة 25 من يناير، هو ما قام به أفراد قبيلة "الحميدات"؛ حيث أنهم عقب حدوث فراغٌ أمني تصدوا لمحاولة هروب جماعي للمساجين الذين كانوا يقضون عقوبات في سجن قنا العمومي، ونجح هؤلاء البواسل في إفشال هذا المخطط، وتطوعوا على مدار شهور في حماية السجن من خلال تشكيل دوريات حراسة من بينهم.

أما قبيلتي "العرب" و"الأشراف"؛ فكانوا مسئولين عن حماية الميادين العامة، وتمثلت هذه المهمة في قيامهم بتشكيل دوريات على مدار ساعات اليوم يعمل أفرادها على السيطرة على أي شخص يحاول القيام بأي نوعٍ من أنواع الفوضى أو التخريب أو السطو على المنشآت الحكومية أو الممتلكات العامة، إضافة إلى اللجان الشعبية التي كانت مفوضة من قبل مديرية الأمن لحماية مخارج ومداخل الطرق الرئيسية لمحافظة قنا، وكل ذلك كان عائق أمام الفوضويين لدخول محافظة قنا ونشر الخراب فيها.

وأضاف أحد مشايخ المحافظة، أن ثورة يناير لم يظهر تأثيرها في قنا، سوى عقب يوم جمعة الغضب في 28 من يناير، وذلك بعد استشهاد 5 شباب من أبناء المحافظة كانوا يتظاهرون في ميدان التحرير بالقاهرة، وهذا النبأ أثار غضب الشباب فخرجوا في مسيرات من جميع شوارع المحافظة وصولًا إلى ميدان الساعة، والذي يعتبر مقر تجمع الثوار، وقاموا بتكسير اللوحات المضيئة التي كانت تحمل صور الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ووضعوا بديلًا لها صور الشهداء الخمسة.

واستمر بعد جمعة الغضب ثوار قنا، يخرجون في مسيرات، ويهتفون مطالبين بإسقاط نظام مبارك، ولكن بطريقة سلمية، وعند ظهور أي عنصر يدعو للفوضى يتم السيطرة عليه، وظلت محافظة قنا حامية لمنشآتها ولم يصيبها أي خراب أو دمار.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً