أزمة كبرى ذاق مرارتها أهالي أكثر من 30 قرية خلال الأربعة أشهر الماضية، عقب إغلاق طريق 'الصعيدي – العزب' بسبب ربط مشروع الصرف الصحي القريتين ببعضهما البعض، دون توفير طريق بديل، الأمر الذي يضطر السائقين إلى المرور بطريق مهجور بالقرب من سوق الماشية، وهو طريق غير ممهد ولا توجد به أي تأمينات مما يعرض حياتهم للخطر والسرقة عدة مرات، بالإضافة إلى وقوع الحوادث المتكررة بسبب عدم صلاحية الطريق للسير عليه وضيقه الشديد.
طريق 'الصعيدي – العزب' بالفيوم
إغلاق الطريق دون توفير بديل
وقال رامي إبراهيم، أحد أهالي قرية عزبة قلمشاه، إنّ الطريق منذ أكثر من 4 أشهر تم إغلاقه تمامًا دون توفير بديل، على الرغم من أن الطريق واسع والعمل في أحد جانبيه، وكان من الممكن تمهيد الجانب الآخر والسماح للسيارات بالمرور من الجانب الآخر، ولكن عُمال مشروع الصرف الصحي وضعوا 'مخلفات الحفر' في الحارة الأخرى الأمر الذي أغلق الطريق تمامًا في وجه المارة واضطرهم للبحث عن طريق آخر للمرور منه.
التأخر عن موعد الامتحانات
واستنكرت 'فاطمة سيد' طالبة مقيمة بقرية قلهانة، سوء التخطيط وعدم توفير طريق بديل قبل البدء في المشروع أو حتى ترك نصف الطريق الآخر للسيارات لتمر منه، غير آبهين بمصالح المواطنين وتعطيلها بسبب الطريق، مؤكدةً أنّها ذاقت المر ألوانًا خلال ذهابها للامتحانات وكانت تتأخر بسبب سلوك السيارات طريقا نائيا يستغرق مسافة طويلة، وكانت تضطر للاستيقاظ فجرًا والخروج باكرًا لتصل إلى امتحانها في الوقت المناسب، بالإضافة إلى الخوف الشديد الذي كانت تشعر به خلال سيرها في ذلك الطريق غير المؤهل والذي يمر بمنطقة جبلية خالية من السكان.
طريق 'الصعيدي – العزب' بالفيوم
رفع تسعيرة الركوب
أمّا مي ناصر، فقالت إنّ جميع السائقين استغلوا غلق الطريق في رفع تسعيرة الركوب إلى الضعف دون وجود رقابة من المرور أو المحافظة، وغير ذلك كانوا يقومون بتحميل عدد أكبر من المسموح لهم، مستغلين عدم وجود سيارات كثيرة، فمعظم السائقين توقفوا عن العمل لحين انتهاء المشروع وإعادة فتح الطريق مرة أخرى، مؤكدةً أنّ والدها كان يشعر بالخوف عليها خصوصًا أنها تعود من الدروس الخصوصية في مدينة الفيوم مساءً، فاضطر إلى تجميع أولياء أمور صديقاتها واتفقوا مع أحد السائقين من القرية على توصيلهم إلى الامتحانات وإعادتهم مرة أخرى، ثم يقوم بتوصيلهم للدروس الخصوصية ويُعيدهم بعد الانتهاء منها حتى أبواب المنزل كي تكون أسرهم مطمئنة عليهم.
وكشفت 'نور صقر' ربة منزل أنها كانت تذهب للمدينة كل جمعة لشراء مستلزمات منزلها من السوق مرة واحدة والتي توفر لها الكثير، ولكن بسبب الطريق توقفت عن الذهاب للمدينة بسبب كثرة المشكلات أولها المشقة والعناء واستغراق وقت طويل جدًا في الوصول للمدينة، وثانيها ارتفاع تعريفة الركوب للضعف، وأخيرًا لكون السيارات تمر من مكان نائي غير ممهد ومُخيف ويعرضهم للسرقة والاختطاف، ففضلت أن تجلس في منزلها وألا تذهب إلى المدينة لقضاء مصالحها إلا بعد عودة تشغيل الطريق مرة أخرى.
طريق 'الصعيدي – العزب' بالفيوم
صوت المواطنين يصل للمحافظ
على جانب آخر، استجاب الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الفيوم، لشكوى المواطنين التي نقلتها إليه 'أهل مصر' بصورة عاجلة وفورية وأمر على الفور برفع وإزالة كل المخلفات المتراكمة في طريق 'الصعيدي – العزب' وتشغيل نصف الطريق الذي لا توجد به أعمال الصرف الصحي، كما أمر بضرورة الانتهاء من المشروع بشكل عاجل وإعادة رد الشيء لأصله ووضع الأسفلت مرة أخرى، وفتح الطريق أمام المواطنين للتيسير عليهم.
وعبرّ أهالي القرى الواقعة على الطريق عن شكرهم لـ'أهل مصر' على توصيل رسالتهم لمحافظ الفيوم، كما قدموا الشكر للمحافظ الذي استجاب لشكواهم وحلها فورًا، آملين أن يهتم أيضًا بإنهاء مشروع ربط الصرف الصحي بالعزب والصعيدي بسرعة حيث إنّ العمل فيه دام لأكثر من 4 أشهر حتى الآن وكان من المفترض أن ينتهي منذ شهرين ولكن ذلك لم يحدث.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
