تفقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة و الآثار واللواء أسامة القاضي محافظ المنيا، بعد أداء شعائر صلاة الجمعة، اليوم القباب الأثرية لأضرحة آل البيت الموجودة بمنطقة آثار البهنسا بمحافظة المنيا وذلك للوقوف على حالتها الراهنة، إذ أصدر وزير السياحة والآثار أوامره بالبدء الفوري لمشروع درء الخطورة والترميم ورفع كفاءة القباب الأثرية بالإضافة إلى تطوير مركز الزوار والخدمات السياحية بها ووضع لوحات إرشادية باللغة العربية و الإنجليزية.
أكد محافظ المنيا على أهمية القطاع السياحي في مصر، مشيرا إلى أن تكاتف جميع الجهات لإنجاح المنظومة السياحية بالمحافظة، والعمل على إعادة المنيا إلى خريطة السياحة العالمية، وتسهيل الإجراءات أمام الزائرين، وتهيئة الجو الملائم للتمتع بالمعالم الأثرية العديدة، التي تزخر بها محافظة المنيا.
وأضاف أن كنيسة العذراء بجبل الطير ومنطقة اثار البهنسا يمثلان أهمية كبيرة للسياحة الدينية في المحافظة ، لافتا إلى أن مدينة البهنسا يزيد من قيمتها القدسية والتاريخية شمولها على عدد كبير من مقابر صحابة النبي صلى الله عليه، ونظرا لذلك عرفت باسم ارض الشهداء أو البقيع الثاني لكثرة المسلمين الذين استشهدوا بها أثناء الفتح الإسلامي للبهنسا.
وتقع قرية البهنسا في محافظة المنيا على بعد 16 كيلو متر من مركز بنى مزار، و تعد من أهم القرى الأثرية في مصر حيث يوجد بها آثار من مختلف العصور التاريخية سواء الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية.
وفي الفترة الرومانية، عرفت البهنسا مدينة قديمة اسمها بيازيت، أما في العصر الإسلامي فتحها قيس بن الحارث المرادي سنة 22هجرية وسميت ولاية البهنسا لتمتد من منطقة الواسطي حتى سمالوط، واستمرت كعاصمة الإقليم حتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي.
ومن أشهر المزارات والمعالم التاريخية بقرية البهنسا؛ 17 قبة ضريحية للصحابة والتابعين الصالحين قبة السبع بنات، ومقام سيدي جعفر وعلى أولاد عقيل بن علي ابن أبي طالب، و قبـة التكرورى، ومقام سيدي الأمير زياد بن الحرث بن ابى سفيان بن عبد المطلب، و مقـام أبان بن عثمان بن عفان، وجبـة محمد بن أبي عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وأيضا مسجد الحسن الصالح بن زين العابدين بن الحسين بن على بن ابى طالب.
كما أسفرت أعمال الحفائر الأثرية الناجحة بقرية البهنسا عن بقايا مسرح روماني والذي قيل انه اكبر من المسرح الروماني بالاسكندرية.
ويتردد علي قرية البهنسا ما يقرب من 3000 : 5000 مواطن كل يوم جمعة لزيارة المقابر والمناطق الدينية والأثرية، لذلك قامت وزارة السياحة والآثار بإعداد مشروع للحفاظ على المواقع الأثرية بها وتطوير المنطقة المحيطة لرفع كفاءة الخدمات السياحية بها و عمل شبكة من الطرق مؤدية لها وذلك تمهيدًا لوضعها علي الخريطة السياحية واستغلال مواردها أسوة بتطوير قرية الأشمونين غرب ملوي و قرية حسن فتحي بالأقصر كمحمية تراثية.
وأوضح الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهوديةً أن المشروع سوف يتم تنفيذه على ثلاث مراحل اعتمدت الوزارة فيها على الاهتمام بتطوير الأعمال الفنية المتعلقة بالمباني الأثرية وترميمها، وإعادة تأهيل القرية كمزار سياحي من خلال إنشاء وتطوير مداخل ومخارج للقرية ذات الطابع التاريخي والأثري الذي تتميز به القرية، فعلى سبيل المثال جاري إنشاء مدخل على الطراز الإسلامي ونقش عليه أسماء الصحابة الذين استشهدوا أثناء فتح البهنسا.
يلي ذلك رصف الطرق الداخلية للقرية وتطويرها من حيث الإنارة والتشجير تيسيرا على الرحلات السياحية وعلى المواطنين المترددين على القرية، وتشمل أيضا الخطة وضع لوحات إرشادية حديثة للتعريف بالأماكن السياحية وإنشاء مناطق خدمية بالمناطق الأثرية لتطوير القرية وتعظيم مواردها مثل مواقف سيارات و نظام تأمين متكامل و ماكينة صراف آلي ومنطقة ترفيهية ومركز إسعاف ودورات مياه ومطاعم كافيتريات.