تتعدد مشاكل الحياة من حال إلى حال، ومن وضع إلى وضع آخر، هكذا الحياة معاناة وتعب ومشقة، من الناس من يستطيع التحدي والمواجهة، ومنهم من يقف ويبكي عندما يشعر بأنه لا يملك شيء، وفي مركز المنشأة جنوب محافظة سوهاج توحد أسرة من 8 أفراد تئن من الوجع والآلام بين تعليم وإطعام.
يستيقظ رفعت أبو زيد، البالغ من العمر 48 عامًا، كل يوم، في الصباح الباكر، ساحبًا عربته 'الكارو'، متجهًا نحو 'شادر الخضار'، لتحميل بضاعته، ثم يبدأ في التجول بشوارع المدينة بحثًا عن مشتري لبضائعه، يساعده في كسب رزق أسرته.
قال 'رفعت على أبو زيد هلال'، 48 سنة، عامل، يقيم بالقرب من الشيخ العراقي بمدينة ومركز المنشأة، جنوب محافظة سوهاج: 'عندي 6 بنات كلهم في التعليم، ومعنديش ولد واحد يساعدني في شغلي، كل يوم بعتمد على نفسي من الفجر، لحد اخر اليوم، أول مبصحى باخد العربية الكارو واروح ادر الخضار اشتري البضاعة، وابدأ الف بيها في الشوارع، لحد مربنا يكرمني وابيعها عشان اقدر أوفر لبناتي لقمتهم، وأقدر اخليهم يكملوا تعليمهم'.
وأضاف رفعت لـ 'أهل مصر': 'البيت اللي عايشين فيه متدمر وحيطانه متشققة والسقف ممكن يقع علينا في أي وقت، وبناتي كلهم في التعليم إسراء 15 سنة، طالبة فى الصف الثالث الإعدادي الأزهري، وسعاد 14 سنة، طالبة في الصف الثاني الإعدادي الأزهري، وبهية 12 سنة، تلميذة فى الصف السادس الابتدائي الأزهري، ورضا 10 سنوات، تلميذة بالصف الرابع الابتدائي الأزهري، ودعاء 6 سنوات، تلميذة بالصف الأول الابتدائي، ومصاريف التعليم كبيرة جدا، فلازم أوفرلفهم ملابس وكتب، ومصروف يومي'.
وتابع رفعت: 'لما بيحتاجوا حاجة ومبقدرش اوفرها بقج أعيط بعيد عنهم، طول عمري وانا نفسي محرمهمش من حاجة، نفسي اخليهم فرحانين في حياتهم'.
وطالب 'رفعت'، اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج، بتوفير سكن مناسب لأسرته يحميهم من برد الشتاء، ومن الرعب الذي يعيشون فيه كل يوم، وتوفير 'كشك بقالة' ليساعده على تحمل مسؤولية رعاية أسرته ليعيشوا حياة كريمة.
المنزل وبعض الأسرة
وقال 'زينب حنفى'، زوجة 'رفعت أبو زيد': 'احنا عايشين في بيت العيلة، لوحدنا، وكل حيطانه متشققة وسقفه ممكن يقع علينا في أي وقت، ولما بيكن في مطر شديد أو هوا كلنا بنتلم جنب بعض، من الخوف من ان السقف يقع علينا، وطول اليوم انا وبناتي بنبقى قاعدين خايفين في البيت، عشان مفيهوش راجل، لأن زوجي في الشغل، وخلفتنا كلها بنات، ومفيش حد يساعد جوزي في شغله، عشان كده مبيقدرش يقعد من الشغل يوم واحد، ولو قعد مش هنلاقي ناكل ولا هنعرف نعيش'.