"فقر وقروض صغيرة"..مآسي نساء ورجال قرية "جُزى" بالمنوفية خلف قضبان السجن

الغارمات بالسجون
الغارمات بالسجون

كثير من الأسر في مختلف محافظات مصر، يعيشون تحت وطأة الفقر، وهذا ما يضطرهم إلى الوقوع في شرك الحصول على قرض من الجمعيات والمؤسسات المانحة للقروض، ولأن هؤلاء الفقراء لا يملكون دخلًا ثابتًا، يعجزون عن سداد الأقساط المطلوبة منهم، وهنا تبدأ معاناتهم.

بمجرد عجز الزوج أو الزوجة عن سداد أي قسط من أقساط القرض الذي حصلوا عليه للتغلب على ويلات الفقر، أو لتجهيز بناتهم، أو لإجراء عملية جراحية، تبدأ ملاحقتهم قضائيًا من قبلِ مسئولي الجمعيات والمؤسسات المانحة للقروض، وسرعان ما يُزج بهؤلاء خلف جدران السجون، وبعض الأسر يتركون مسقط رأسهم ويفرون هاربين من السجن، ليبدأ فصل آخر من التشريد والخوف.

الغارمون والغارمات، مأساة يرزح تحت نيرها الكثير من الأسر المصرية الذين يعانون من الفقر، وفي هذا الملف نسلط الضوء على هؤلاء الذين اضطرتهم الحاجة إلى الاقتراض، في محاولة لمعرفة الأسباب الحقيقية وطرح حلول لهذه الأزمة.

مأساة سيدات جُزي

تقول «حمدية. س»، 42 عامًا، ومقيمه بقرية جزي التابعة لمدينه منوف، بمحافظة المنوفية: «قمتُ بتربية أبنائي ولكن لم أستطع تحمل تكاليف التعليم ففكرت في تزويج إبنتاي خاصة بعد القيام بتعليمهما حتي الشهادة الإعدادية وعندما طلب أحدهم الزواج بالكبرى، فرحتُ ولم أتوقع ما سيقع علي من أعباء بعدها فقمتُ بتجهيزها من كافة الأموال التي معي ثم بعد ذلك».

وأضافت: «لم أجد المال الكافي لشراء باقي الجهاز فتوجهت لأحد التجار لأخذ سُلفة وردها بعد 6 أشهر، واشترط علىّ رد المبلغ مضاعفًا؛ فقبلت وبعد مرور شهر من الستة أشهر جاء لابنتي الأخرى رجل يريد الزواج فقبلتُ، ولم أبالي وأخذت تتراكم الديون علىّ حتي هلكت ووجدتُ نفسي أمام السجن فكيف سأقوم بتسديد 20 ألف جنيه قبل شهرين من الآن وهي فترة السماح حتى يتم تسديد المستحقات في آخر إنذار لهم».

سلفة من التجار

وتشير «صفية. ح»، مقيمة بقرية جزي التابعة لمدينة منوف، إلى أن زوجها «أخذ سُلفة من أحد التجار المشهورين بالقرية وذلك لبناء منزل آدمي يأوينا بعد أن تهدم منزلنا بسبب الأمطار، ولم تكفي السلفة الأولى في بناء المنزل؛ فاقترض مرة أخرى وسحب القرض باسمي، وعقبها ولأننا لا نملك دخلًا يمكننا من تسديد الأقساط، صدر حكم بحبس زوجي وهو في السجن منذ شهرين، وأنا حاليًا تم إرسال أول إنذار لي من ضمن 3 إنذارات لتسديد قيمة القرض وهى 3 آلاف و400 جنيه، ولن أتمكن من تسديده نظرًا لضيق الحال، وإذا تم سجني فسيتم تشريد أبنائي إسراء 12 سنه، وأحمد 8 سنوات».

وتقول «سُعاد. ج»، 50 سنة: «اقترضت من الجيران وذلك لعمل التحاليل اللازمة، والتي تبين من خلالها إصابتي بشلل نصفي بعد سقوطي من أعلى منزلي والعجز عن الحركة، فضلاً عن ذلك قام أهالي الخير بوضع القسط الأول من ثمن الكرسي المتحرك، وقيامي بدفع باقي الأقساط، وبعد ذلك امرني الاطباء بضرورة اخذ الأدوية اللازمة وأسعار الادويه باهظة للغاية، لذلك قمتُ بأخذ قسط 1000 جنيه من أحد التجار بهدف شراء العلاج ولكن لا استطيع سداد المبلغ واخاف من إرسال الإنذار لعدم مقدرتي علي سداد الدين».

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً