خالد ممدوح حسين، ذاك الشاب البالغ من العمر 18 عاما، والمقيم مقيم بقرية صفارة، بمركز دشنا، شمال محافظة قنا، والذي راح ضحية 'لقمة العيش'، على خلاف ما صدرته بعض وسائل الإعلام دون البحث عن الحقيقة، والتي اتهمته بتجارة المواد المخدرة.
بداية القصة
في مساء يوم الأربعاء الماضي، خرج خالد ممدوح حسين، البالغ من العمر 18 عامًا، ومقيم بقرية صفارة، بمركز دشنا، شمال محافظة قنا، بدراجته النارية للبحث عن لقمة عيش يهديها لأسرته البسيطة، ووقف الشاب في الموقف، بجوار مركز الشرطة، في انتظار أحد يأتي إليه لتوصيله مقابل جنيهات قليلة، ولكن القدر يوقعه مع لصوص الليل.
خداع ومكيدة
حيث جاء شخص يُـدعى أسعد.ع.م.ح، 47 عامًا، يعاني من إعاقة، في الساعة العاشرة ونصف مساءً، وطلب من ابن صفارة توصيله إلى قرية السمطا قبلي، والتي تعتبر بمثابة سكة سفر لبعدها عن مدينة دشنا، ونظرًا لحالته الصحية وافق الشاب بعد نقاش حول الأجرة، والتي كانت نهايتها الإتفاق على 70 جنيهًا، وبالفعل قام بتوصيله بصحبة نجل عمه الطفل الصغير الذي كان الشاهد الوحيد على الواقعة، والسبب في العثور على جثة الشاب.
خالد الشاب الذي قُتل للحفاظ على مصدر رزقه في السمطا بقنا
بعدما قام الشاب والطفل الصغير بتوصيل الشخص الذي يعاني الإعاقة، طلب منه أجرته التي اتفقت سويًا عليها، ولكنه تفاجأ به يرفض إعطائه أجرته وحدثت خلافات بينهم حتى جاء نجل عم المتهم وحاولا سرقة الدراجة النارية من الشاب، ولكنه رفض التنازل لهما رغم تهديد السلاح، باعتبارها مصدر الرزق الوحيد له، وبعد وقت من محاولة سرقتها، قام المتهم بمساعدة شريكه بإطلاق أعيرة نارية على الشاب والتي أودت بحياته.
المتهمان يتخلصان سويًا من جثة الشاب
بعد أن وقع خالد قتيًلا أمامهم، دخل الرعب في قلوبهم، ووصل تفكيرهم الشيطاني إلى التخلص من جثته بخلع جلبابه وربطه به، ووضعه داخل دراجته النارية 'التوك توك' وإلقائه في الترعة بقرية السمطا قبلي، وفرو هاربين.
هروب الطفل سبب كشف الحقيقة
في ذلك الوقت الذي انشغل المتهمان في الخلافات لسرقة الدراجة، استطاع الطفل البالغ من العمر 14 عامًا، والذي كان بصحبة المجني عليه الهروب منهما وسط زراعات القصب وهو لا يعرف شيئًا عن هذه المنطقة، ولا نهاية الطريق الذي ظل ساعات يعافر به، أملًا منه بوجود وسيلة مواصلات لتوصيله إلى أسرة المجني عليه، خاصة أن الواقعة كانت في وقت متأخر من الليل والظلام حوله في كل مكان، وفي النهاية استطاع الوصول، وأبلغهم بما حدث، وأنه هرب قبل أن يعلم أين ألقو جثة نجل عمه.
جهود أمنية بدشنا
بعد إبلاغ مركز شرطة دشنا وسماع أقوال الطفل الصغير والشاهد الوحيد، تم التحرك على الفور، إلى مكان الواقعة، واستطاعوا انتشال جثة الشاب مع دراجته، ونقله إلى مشرحة مستشفى قنا العام، وبعد ساعات قليلة من قتل خالد تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمان وهم'المتهم الاساسي أسعد. م. ح، 47 عامًا، معاق، وشريكه عبدالعاطى. ع. م، 19عامًا، عامل، مقيمان في قرية السمطا قبلى، واعترفا أمام النيابة بارتكابهم الواقعة وأنها كانت بغرض السرقة.
قال أحد أقارب المجني عليه، أن الشاب كان من خيرة شباب القرية، ويمتاز بسمعته الطيبة ومساعدة غيره، وأنه لم يكن يتعاطى أي شئ حتى السجائر التي كان يساعد فيها شقيقه بعض الأوقات، لذلك الحزن خيم على أسرته وجيرانه بعد مقتله بهذه الطريقة التي لا تعرف عن الإنسانية شيئًا.