تحل اليوم الأربعاء الذكرى الـ 101 للاحتفال بعيد المنيا القومي والتي ألغيت للمرة الأولى ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد، ويعتبر عيد المنيا القومي' مرجعًا لأبناء المحافظة بوجه عام وأبناء مركز دير مواس بوجه خاص، وذلك للعودة إلي تاريخ ماضيهم العريق الذي بات مرجعًا تراثيًا وتاريخيًا لأبناء عروس الصعيد، والتي اشتهرت ببلدة العسل والدم بعد أن اختلط خلاله دماء الإنجليز بمنتج العسل الأسود الذي ينتجه أهالي البلدة.
تاريخ ثوري عريق تخطى دائرة النسيان لدى عقول أبناء عروس الصعيد، لتتحول السيرة الشعبية والثورية لقائد ثورة أبناء الصعيد، الدكتور خليل أبو زيد ضد الإنجليز إلى رواية مصرية تروى عبر المجالس وتوثقها الكتب التاريخية.
الدكتور خليل أبو زيد
شواهد تاريخية ما زالت تنصب أعمدتها الأثرية على أرض مدينة دير مواس، تلك المدينة الشاهدة على انطلاق ثورة أبناء الصعيد ضد الإنجليز، ليقف قصر الثورة المملوك لعائلة أبو زيد ومسجد الثورة التي اجتمع به الثوار لعدة مرات تحت قيادة الدكتور خليل أبو زيد.
حفيد الدكتور خليل أبو زد
يقول المحامي أحمد جمال أبو زيد، أحد أحفاد مفجر ثورة أبناء الصعيد الدكتور خليل أبو زيد، إنه حينما نفي الزعيم سعد زغلول كان جدي الدكتور خليل أبو زيد قائدا ثوريا يلتف حوله المئات من الثوار من أبناء مركز دير مواس، والذي مازال باقيا في الأذهان حتى هذه اللحظة ويحتفل في كل عام من هذا العام بعيد المنيا القومي.
قصر الثورة
واستكمل، حفيد مفجر ثورة 1919 بمحافظة المنيا، أن الدكتور خليل أبو زيد، سافر إلي إنجلترا وأقام بها علي مدار 6 سنوات، حصل في تلك الفترة على الدكتوراه من كلية الزراعة بجامعة أكسفورد، لافتًا إلي أنه عقب عودته لمسقط رأسه شاهد الإختلاف بين البلدين، فما بين احتلال وظلم وسطو يسود مصر وممتلكاتهم وعدل خارج بلاده قرر تنظيم مسيرة سلمية داخل بلدته بمركز دير مواس كأول إعتراض في الصعيد على الوضع القائم في مصر، مما دفع عدد من أهالي بلدته للمشاركة في تلك المسيرة، مشيرًا إلي أن شعبية الدكتور خليل أبو زيد اكتسبها بفضل والده الذي كان حينها أبو زيد بك عمدة دير مواس.
أبو زيد بك
وأضاف، علم الدكتور خليل أبو زيد بأن السير بوب قائد السجون الإنجليزية في طريقه من أسوان إلي مصر وسيمر بخط الصعيد مستقلا القطار، قرر عقب ذلك الدكتور خليل أبو زيد عقد اجتماعات داخل مسجد كان يبعد عن قصر والده ببضع أمتار أقنع خلالها الأهالي بالخروج في مسيرة تتجه إلي المحطة، لكن سرعان ما تحول الأمر خاصة عقب أن وقف أحد ضباط الإنجليز داخل القطار وقال للأهالي أنتم عبيد لا يمكن لكم أن تتظاهروا، مما تسبب في استفزاز مشاعر الثوار قرروا حينها مهاجمة القطار وقاموا بقتل قائد السجون السير بوب و 7 ضباط آخرين، مشيرا إلي أن عدد من الثوار وضع جثمان قائد السجون الإنجليزية علي عربة كارو وقاموا بالسير به في شوارع دير مواس، مرددين هتافات الرطل منك بقرش يا سير بوب، وسط فرحة عارمة من الأهالي حينها أختلط دماء السير بوب والضباط بمنتج العسل الأسود الذي ينتجه أهالي المركز وأطلق علي دير مواس بلدة العسل والدم.
نصب تذكاري لشهداء ثورة دير مواس
وأردف، لم ينتهي الأمر عند ذلك وجاءت القيادات الإنجليزية إلي البلدة تبحث عن من قاموا بقتل قائد السجون والضباط، لافتًا إلي أن بعض الخونة بالبلدة أخبروا القيادات الإنجليزية بأسماء من قاموا بقتل السير بوب والضباط من بينهم جدي مفجر الثورة الدكتور خليل أبو زيد، مشيرًا إلي أن القيادات الإنجليزية قامت بالقبض علي الدكتور خليل أبو زيد وعدد من أهالي القرية وتم الإعدام شنقا لقرابة الـ 30 مواطن من بينهم الدكتور خليل أبو زيد، بينما حصل آخرون على حكم بالسجن مدى الحياة، وتحولت ثورة أبناء دير مواس إلى عيد قومي لمحافظة المنيا تحتفل به في 18 من مارس من كل عام.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
