عندما تمس النار الأشياء تختلف النتائج باختلاف الخامة المحترقة، حيث تتباين استجابات الأشياء على اختلاف طبيعتها، فالنار قد تصنع قهوة او طعام، وقد تخلف دمارًا وتشرد، وتسببت الحالة الآخيرة في إظهار الحس الفني لدى مدرسًا، لاقى سخرية من المحيطين في بداية عمله، إلا أنه نجح في عمله حتى وصل الأمر إلى أن الساخرين يتهافتون على التقاط الصور التذكارية بجوار أعماله الفنية.
المدرس الفنان
بدأت قصة 'رضا القاضي' مدرس التربية الفنية بمدرسة طلعت حرب الثانويه بنات، مدينه المحله الكبرى، محافظه الغربيه، عندما نشب حريق بأشجار فناء المدرسة حينما احترقت اكبر أشجارها ولكن النار لم تدمرها كليا وتركتها جزع ضخم خلف الحريق اثاره عليها حيث نظر إليها بعين الفنان وليس عين المدرس وحولها لتحفة وخلق منظر جميل بسيط لتعويض الكائن الحي عم ما حدث ومن جانب آخر تجميل فناء المدرسة.
المدرس الفنان
يقول 'القاضي': بعد نشوب الحريق بالفناء واحتراق تلك الشجرة، لفت انتباهي حجم تلك الكتل الخشبية ذات الفروع والجذوع الممتدة في الأرض، فهي شجرة عملاقة بطول 4 أمتار وعرض متر ونصف، أي أنها كتله ضخمه يقبع داخلها فن، التمثال حبيس الكتلة، لابد للفنان من أن يجري حوارا مع الكتلة الصماء ليخرج منها فن راقي.
\المدرس الفنان
وأضاف 'القاضي': 'كل ما استخدمت في نحت تلك الشجرة ازميل وچاكوش صغير و صاروخ كهربي، حيث استمر عملي فيها لأكثر من أسبوعين، استغللت الفترة بين الحصص كي أعمل ولا أعطل مسار اليوم الدراسي، وخلال فترة عملي واجهت الكثير من السخرية سواء من زملائي أو من الطالبات، إلا أنني لم أعير ذلك بالا، وأصررت على استكمال اللوحة، وما شجعني للاستمرار رغبتي في المشاركة بمبادرة ا' بأيدينا نجملها'، ولو بجزء بسيط في تجميل محافظتي لضرب مثال الطالبات وتشجيعهن على مساعدة مجتمعهم ومدينتهم'.
المدرس الفنان
وتابع 'القاضي' خلال عملي قسمت الشجرة إلى أجزاء، ونحت وجهان لسيدتين وأربع وجوه لرجال وجه غزال وذئب، وعندما انتهيت لاقيت الكثير من عبارات الاطراء والاعجاب بعملي بل والتشجيع أيضا على الاستمرار والرسم على جدران المدرسة والمدارس المجاورة، كما التقط زملائي وطالباتي صور تذكارية بجوار الشجرة، وهو ما شجعنى للتخطيط في الفترة القادمة لتكوين مجموعة من المتطوعين للرسم على جدران المدارس، والمنشآت الحكومية القديمة، ولكن عقب انحسار موجة الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا.