زادت حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد مؤخرًا، وتخطت حاجز الـ 60 ألف إصابة في مصر، ولكن الجديد هو تكرار الإصابة أكثر من مرة سواء بين المرضى أو الأطقم الطبية من أطباء وتمريض، مما جعل أهل مصر تحاول الوصول إلى أسباب تكرار عدوى كورونا بين المصابين بها خاصة الأطقم الطبية وهل ضعف المناعة سببًا في ذلك؟
قالت الدكتورة سوزي محفوظ مديرة مكافحة العدوى بأحد مستشفيات وزارة الصحة، أنه لا يمكن أن نجرم حتى الآن بأن شخص أصيب بفيروس كورونا مرتين بنفس النوع للفيروس، لأن الجسم يقوم بعمل أجسام مضادة ولكن يمكن من خلال نوع آخر وما زال العلم لم يحسم الأمر، فلا يمكننا توضيح ذلك، لافتة إلى أن هناك 8 "إسبيرين" من فيروس كورونا بخلاف النوع، موضحة أنه لا يتعلق بجينات الفيروس ولكن بالنتوءات يحدث بها بعض الاختلافات في التركيب لها، والشكل الخارجي يعطي شيئًا جديدًا مختلفًا ولكن من نفس عائلة فيروس كورونا.
وأضافت الدكتورة سوزي في حديثها لـ "أهل مصر"، أنه لا يمكن القول أن شخص أصيب بفيروس كورونا أكثر من مرة من خلال الأعراض التي تظهر عليه ولكن بعمل pcr وتظهر موجبة وبعدها يتم إجراء تحليل pcr مرتين متعاقبين الفرق بينهما 48 ساعة فقط، ولكن يمكن لشخص أن يجري تحليل وتظهر نتيجته سلبية ومن ثم يجري آخر وتكون النتيجة إيجابية وهي نتائج خاطئة في العينة.
ولفتت مديرة مكافحة العدوى إلى أنه يمكن لشخص أن يقوم بعمل تحليل واحد فقط ويظهر سلبي، ويعتقد أنه تم شفائه من فيروس كورونا ومن ثم يجري تحليل ليجده إيجابي فيعتقد أنه أصيب مرتين ولكنها نفس المرة، مؤكدة أن شفاء الشخص تماما يعني عمل تحليل مرتين خلال 48 ساعة والنتيجة يجب أن تظهر سلبية للتأكد من التعافي، موضحة أنه يمكن أن يظهر على الشخص بعد تعافيه دور برد عادي أو أنفلونزا ولا يجب أن نسميه كورونا لان هناك تشابه في الأعراض.
ومن جانبه، قال الدكتور محمد علي عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، ومؤسس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، وسكرتير الجمعية المصرية للكبد والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، أنه من الممكن بعد إصابة الشخص بفيروس كورونا المستجد أكثر من مرة لأنه لا يوجد ما يمنع إصابة الشخص مرتين، حيث إن الفيروس لا يعطي للجسم أجسام مضادة فالفيروس يشبه دور الأنفلونزا والبرد الذي يتكرر بين الحين والآخر.
وأضاف عز العرب لـ "اهل مصر"، أنه يجب أن يتم شفاء المصاب بكورونا أولا ويتم التأكد من ذلك عن طريق عمل تحليل pcr مرتين وتكون النتيجة سلبي، مشيرًا إلى أن الشخص إذا لم يتبع الاجراءات الاحترازية والوقائية كاملة يمكنه أن يتعرض مرة أخرى للإصابة بمرض كوفيد 19، لأنه لا يعطي مناعة للجسم طوال العمر ولكن يمكن تكرار الإصابة به حيث إنه يختلف كثيرًا عن فيروس A الذي يصيب الكبد فالذي يصاب بفيروس A مرة لا يصاب به مرة أخرى، ويعطي الجسم مناعة ضد المرض طوال العمر.
ولفت المستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إلى أن البعض كان يتهم عدم توافر مستلزمات الوقاية الشخصية بشكل كبير مما يتسبب في نقل العدوى أكثر مرة، لأنه في بداية الأزمة لم تكن متوفرة لجميع الأطقم الطبية في جميع المحافظات، وثانيًا كان البعض يتهم بأن بعض مستلزمات الوقاية غير مطابقة للمواصفات وكان هناك هيئات تقوم بالتبرع بمستلزمات غير مطابقة للمواصفات، وثالثُا عدم اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية من الأطقم الطبية سواء بالبعد المكاني بينهم وبين المرضى أو خلال تواجدهم بالسكن واحتكاكهم ببعضهم البعض.
وأشار إلى أن بعض التجارب الإكلينيكية وجدوا أنه لا يوجد مناعة طول العمر، حيث وجد أن الأجسام المضادة المناعية تختفي بعد شهرين لـ 3 شهور وذلك يظهر بوضوح في تحليل الدم باختفاء الأجسام المضادة ويعني أن الشخص معرض للإصابة مرة أخرى، لافتًا إلى أن لا يتعلق الأمر بمناعة الفريق الطبي ولكن يمكن لقلة النوم والإجهاد المستمر أن يتسبب في حدوث قلة في المناعة وضعفها كما حدث مع وجود وفيات من الأطباء لاستمرارهم في العمل، وفي هذه الحالة يمكن أن يصاب أكثر من مرة بسبب ضعف مناعته، ولكن ليس السبب الوحيد في زيادة إصابات الأطقم الطبية أكثر من مرة بكورونا ولكنه يمكن أن يكون عامل مساعد.
وقال الدكتور محمد عبد الحميد، أمين صندوق نقابة الأطباء لـ "أهل مصر"، أن إصابة الأطباء أكثر من مرة بفيروس كورونا لا تتوقف على المناعة ولكن تتوقف على توفير كافة المستلزمات الطبية الوقائية للأطباء لحمايتهم من الإصابة، وأن تكون هذه الوسائل مطابقة للمواصفات مع أهمية حماية الأطباء بعمل تحليل pcr لهم وهو التحليل الوحيد المثبت علميًا لتأكيد الإصابة بفيروس كورونا، موضحًا أن هناك قائمة تزيد عن 90 طبيب توفوا بفيروس كورونا وقائمة أخرى تضم الإصابات ولكن لم يتم تحديدها بدقة، بسبب أن هناك أطباء بالعزل المنزلي ولم يجروا مسحات كورونا.
كما أشارت الدكتورة أماني قريطم، طبيبة صيدلانية وباحثة في علوم الكيمياء، إلى إمكانية الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 مرة أخرى للشخص الذي أصيب به بعد تماثل الشفاء، وذلك بسبب قلة الأجسام المضادة حيث إن الفيروس لا يعطي مناعة طوال العمر بعد الإصابة به، وبالتالي يجب توخي الحذر للمصابين بعد الشفاء حتى لا يتكرر إصابتهم بالمرض مرة أخرى.
وكان الدكتور إبراهيم الزيات، عضو مجلس نقابة الأطباء، كشف أن هناك أكثر من 950 طبيبًا تقدموا للنقابة العامة للحصول على المستحقات المالية للإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19، لافتًا أن عدد الأطباء المتوفين بفيروس كورونا وصلوا إلى 100 طبيب حتى الآن.
يذكر أن وزارة الصحة والسكان اعلنت أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى أمس الجمعة، هو 62755 حالة من ضمنهم 16737 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و 2620 حالة وفاة.
وتواصل وزارة الصحة والسكان رفع استعداداتها بجميع محافظات الجمهورية، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن فيروس "كورونا المستجد"، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما قاما الوزارة بتخصيص عدد من وسائل التواصل لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية، منها الخط الساخن "105"، و"15335" ورقم الواتساب "01553105105"، بالإضافة إلى تطبيق "صحة مصر" المتاح على الهواتف.