اعلان

تفاصيل عملية نسف تمثال ديليسبس وسحبه لرصيف الترسانة.. وقائع مثيرة لتأميم قناة السويس

تعرف على ..من أنقذ تمثال ديليسبس
تعرف على ..من أنقذ تمثال ديليسبس

يحفل تاريخ بورسعيد الباسلة بالكثير من الوقائع التي تشهد على تاريخ المحافظة الباسلة في العصر الحديث، ومن هذه الوقائع قيام عدد من العاملين فى قناة السويس بانتشال تمثال ديليسبس، بعد نسفه على يد مجموعة من الفدائيين ببورسعيد، وسحبه إلى رصيف الترسانة ببورفؤاد، وتقول كارمن فؤاد عطا الله، إن من بين المذكرات التى تركها والدها والذى كان يشغل إحدى الوظائف الإدارية في المخازن العامة في بور فؤاد و توفى فى 5 سبتمبر 2015 مقالًا ذكر فيه لحظة انتشال تماثل ديليسبس.

الفدائيون اثناء نسف تمثال ديليسبس

وتوضح كارمن، أنه بعد 60 عامًا من نسف تمثال ديليسبس، كانت الواقعة بمثابة السر الذي يخشى والدها من ضياعه، وتشير مذاكرات والدها إلى أنه: ' في أعقاب تأميم شركة قناة السويس في 26 يوليه 1956، تم شغل جميع المناصب القيادية في شركة القناة بأفراد من قبل الجيش المصري، وكنت في ذلك الوقت أشغل وظيفة إدارية في المخازن العامة في بورفؤاد ويرأسني المهندس مصطفى وهبة، تحت رئاسة قائد يدعى عبد العزيز توفيق، وتولى المهندس محمود يونس منصب رئاسة الشركة المؤممة بتكليف من الرئيس جمال عبد الناصر وسميت من ذاك التوقيت 'هيئة قناة السويس'.

تمثال ديليسبس على قاعدته قبل نسفه

وتتتابع المذكرات: 'وعلى الرغم من غياب الكثير من الموظفين لقيامهم بأجازاتهم السنوية استمرت الملاحة على وتيرتها المعتادة واستمرت اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية بين مكاتب الهيئة.

وتابعت كارمن: 'إن والدها ذكر أنه في 15 سبتمبر 1956 مسيو ريمون (مدير الشئون الملاحية فى شركة القناة الفرنسية ) يضع أمام المهندس محمود يونس استقالة جماعية للموظفين الأجانب حيث غادروا مصر في الأيام التالية ليتبقى فقط موظفي الهيئة المصريين وأقلية من اليونانيين، ويتم نقل المهندس وهبة إلى الإسماعيلية وأجد نفسي مسئولًا عن تولي مهام رئيس الخدمة العاملة تحت إشراف القائد عبد العزيز توفيق، وفي أواخر أكتوبر 1956 إسرائيل تطلق دباباتها في سيناء، تقرر فرنسا وإنجلترا التدخل للفصل بين الطرفين وضمان حرية الملاحة في القناة، وهنا كانت الحرب، تم قصف بور سعيد وبور فؤاد، والقوات الفرنسية والبريطانية تقترب بحرا من بورسعيد..هذا هو 'الهجوم الثلاثي الجبان' بهذه الكلمات كانت تصرخ مصر بصوت عال ليسمعها العالم أجمع'.

فؤاد عطا لله يذكر كيف تم انتشال تمثال ديليسبس بعد نسفه

وأضافت أن مذكرات والدها دونت: 'سرعان ما تم إغراق الزوارق والقاطرات الصغيرة ونسفت الكراكة الكبيرة 'بول سولينتي' عند مدخل القناة وتم عرقلة مرور جميع السفن، وبدأت عمليات الغزو تجري واستمر هذا الوضع الحرج في بورسعيد وبورفؤاد حيث أصبحوا منعزلين عن بقية مصر حتى نهاية ديسمبر56، وتم إجراء محادثات سياسية عالية بين الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وإنجلترا أدت إلى ضرورية وحتمية الانسحاب للقوات الفرنسية والإنجليزية من الأراضي المصرية، وفي 23 ديسمبر القوات المعتدية تغادر مياه بورسعيد، شعور من الابتهاج والثأر يعم المدينة، الناس يصرخون ويهتفون بغضب ضد كل ما هو أجنبي'.

لحظة نسف تمثال ديليسبس

وتتابع المذكرات: 'منذ المساء والحماس ينتاب جموع الجماهير حتى صباح اليوم التالي حيث تم نسف تمثال فرديناند ديليسبس ليسقط في الماء ولكن الصدفة السعيدة جعلته يسقط بجانب ضفة القناة حيث تواجد صندل يحتوي على أكياس من الأسمنت وهوى التمثال إلى أسفل محطما بفعل المتفجرات، برسكيانوس 'رئيس المناولة في المخازن العامة' يفيدني بوضعية التمثال و ما آل إليه حيث قرر إرسال القاطرة حورس لجلب الصندل إلى حوض المخازن، والعملية تجري سراً في الليل حيث تم تغطية التمثال بقطعة من القماش المشمع وغيرها من أكياس الأسمنت'.

انقاذ تمثال ديليسبس بعد نسفه

وتشير المذكرات: 'وبمساعدة الرافعة والحد الأدنى من الموظفين اللازمين تم وضع التمثال على عربة ومنها مباشرة إلى داخل حظيرة المواد الثقيلة الموجودة في الجزء السفلي من رصيف المخازن العامة، وفي اليوم التالي أبلغ مديري عبد العزيز توفيق عما قد فعلت وقد بدأ عليه الإحراج وراجعني حيث أن الأمر قد تم دون الرجوع إلى السلطة العسكرية العليا بالإسماعيلية لاستشارتها، فأجبته أنني لم استطع انتظار الإجراءات الرسمية قبل أن أنفذ سريعا ما أراه غاية فى الضرورة وطلبت منه أن يرتب لي مقابلة مع المهندس محمود يونس، مضيفاً أنني أتحمل المسئولية الكاملة عن عملي'.

بورسعيد تنسف تمثال ديليسبس

وتقول المذكرات: 'وفي أول زيارة له إلى المخازن العامة (المهندس محمود يونس)، قلت له قصتي موضحًا له الأسباب التي دفعتني إلى التصرف بسرعة وبسرية تامة، حيث أن تمثال فرديناند ديليسبس ذات قيمة تاريخية كبيرة لمصر و فرنسا والعالم أجمع، والمهندس محمود يونس يوافقني الرأي ويهنئني ويقول أحسنت صنعًا فهذا الأمر كان لابد أن يتم فى سرية تامة، وفي يونيه 1970 وبعد 29 عاماً في خدمة قناة السويس أطلب التقاعد المبكر وانتقل إلى أوروبا للعمل فى مجال عمل مختلف وقبل سفري تأكدت من أن تمثال فرديناند ديليسبس لا يزال في المكان الذي تركناه فيه'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً