"السوق السوداء".. المستلزمات الطبية بين ناري الاستغلال والضمير المهني بالغربية

السوق السوداء بالغربية
السوق السوداء بالغربية

على الرغم من الظروف الراهنة التي تشهدها البلاد في الآونة الأخيرة جراء أزمة وباء كورونا، وعدم قدرة الدولة علي تلبية كافة الموارد والمستلزمات الطبية بالمجان، طفى علي السطح ما يسمي بالسوق السوداء، وهو السوق الذي اقتصر فى الماضى على الإتجار في الأدوية، المدرجة بجداول المخدرات، إلا أن الأزمة الحالية استغل أصحاب مخازن المستلزمات حاجة المواطنين للكمامة والجوانتى الطبى، وقاموا بتخزينها، حتي تتضاعف أسعارها.

السوق السوداء بالغربية

قال الدكتور محمد عرفة، صاحب مخزن أدوية بقرية محلة أبو علي بالمحلة الكبرى، إن سعر الكمامة في الصيدليات منذ 6 أشهر لم يتخطي جنيه فقط، أما الكمامة الطبقتين فلم تتجاوز الـ 50 قرشًا، إلا أننا فوجئنا بسحب رهيب للكمامات من السوق فى نهاية العام الماضى 2019، وبداية عام 2020.

السوق السوداء بالغربية

وأضاف عرفة، أن أسعار الكمامات والكحول الإيثيلي بدأت فى الارتفاع هي الأخري، حيث يتراوح سعر القارورة الـ 10 لتر ما بين 100 جنيه وحتي 1000 جنيه، وأضحى زبائنهم كمخازن مستلزمات، من أصحاب المستحضرات التجميلية، وبائعى الـ'أونلاين'، والذين يشترون تلك المنتجات ويخفونها بالمياه، وتُعبأ وتُباع بأسعار تبدأ من 10 جنيهات.

وقال محسن إدريس، أحد أصحاب المشاغل الصغيرة في المحلة الكبرى، إنه بعد صدور قرار رئاسة الوزراء بارتداء الكمامة الطبية إجباري، دخل الكثير من ضعاف النفوس مغامرة صناعة الكمامة، والتي لا تتمتع بأيٍ من المواصفات الطبية المطلوبة، إلى جانب عدم تعقيمها، فقد تنقل الفيروس للمستهلك، وذلك لأن معظم تلك المصانع «بئر سلم».

وأوضح إدريس، أن جودة الخامات تختلف من مصنع لآخر، حيث الكمامة عبارة عن طبقتي ڤازلين وطبقة قماش عازل، وماكينة تقطيع فقط، فإن امتلكْت ثوب قماش وماكينة التقطيع، أصبحت من ذوي المصانع، والزبائن موجودون ويتهافتون على الطباعة، دون النظر للجودة والمعايير، حيث وصل سعر علبة الكمامات إلي 165 جنيه فى الجملة، و135 جنيه للكمامة العادية دون دعامة، وبالحجز المسبق.

وأشار إلي أنه خلال تلك الأزمة فتحت السوق السوداء ذراعيها على مصراعيها لكل من تسول له نفسه العمل فى مجال المستلزمات الطبية، والتي أصبحت تجارة رابحة دون التحرك خطوة واحدة من المنزل، إلى جانب استقبال المستشفيات الخاصة كميات ضخمة ومأهولة من هذه المستلزمات وبأى سعر وذلك ليتمكّن أصحابها من الحصول على ثمن تلك المستلزمات أضعاف مضاعفة.

أما ربيع قطب، أحد أصحاب محلات الملابس، فيقول إن البعض اتجه إلي صناعة الكمامة السمراء القطنية، والتي يُعاد غسلها أكثر من مرة، فقاموا بجمع قصاصات القماش، المتبقية من الملابس الداخلية، الحريمى والرجالى، والتي كانت تُباع لتجار «الإستوبة»، كمخلفات، وتُباع بأسعار خرافية، وصلت قطعة العادم لـ 20 جنيه، بينما استعمل الشباب مكابس الطباعة، وزينوها بالرسوم، كي يزيد ثمنها، ففي الأساس لا تتخطى تكلفتها الجنيه.

وتابع قطب، أن الشباب يبحث عن الشكل فقط، ولا ينتبهون للمواصفات، أو نافذتها للمياه والرذاذ، فبعيدًا عن الكورونا، قد يصاب مستخدمها بحساسية الصدر من الوبر أو نوعية القماش، لذلك نناشد التموين سرعة ضبط المخالفين وإغلاق تلك المصانع، وتوفير كمامات مطابقة لحين اكتشاف مصل وعلاج لفيروس كورونا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً