لم تثنيها شمس فصل الصيف الحارقة عن المكوث أمام الشاطئ الذي شهد آخر لحظة لنجلها في الحياة، فنار قلبها الموجوع أشد حرارة، ولم يفارقها الأمل هي وزوجها في العثور على نجليهما الذي ابتلعه البحر وتلاعبت به أمواج غادرة.
ففي مشهدٍ يُدمي القلب، تعكف الأم علي الصلاة علي رمال الشاطئ بملابسها السوداء، تُناجي ربها حتي الظلام، وقد تعلقت عيناها بالبحر، تقضي أغلب الأوقات جالسة وحدها تحت مظلة، يُنادي آنين قلبها الخافت البحر معبّرًا عن ألمٍ عظيمٍ يضمه، لعله يستجيب لمناداتها فيلفظ نجلها في أحضانها مرة أخرى.
الأم تؤدي الصلاة علي رمال الشاطئ
حزن وألم الأب 'عبد الله عثمان زغمار' وزوجته، على فقدان فلذة كبدهما، 'عثمان' 19 عامًا، و'شادي' 17 عامًا، في لحظةٍ واحدة، غرقًا في شاطئ النخيل بحي العجمي، غرب الإسكندرية، ابتلعهما البحر و10 آخرين، بعد تسللهم إلى الشاطئ فجر الجمعة قبل الماضية، وقد طرحت أمواج البحر الغادر جثة 'عثمان' لهم ولا تزال حتي الآن جثة الابن الأصغر مفقودة، أثار استعطاف عشرات الغطاسين المتطوعين وقوات الإنقاذ النهري الذين يواصلون لليوم الـ 12 البحث عن ابنهما.
-إقرأ أيضاً: مسئولو المصايف أمام النيابة: ضحايا شاطيء النخيل نزلوا البحر قبل مواعيد العمل الرسمية
لا يتوقف الأب المكلوم عن مناشدة المسؤولين، فهو لا يُريد أكثر مما يتمناه أي إنسان من أجل إكرام الميت، حيث يقول في مناشدة له للرئيس السيسي: 'لي 3 أبناء مات منهم اثنين فاضل شادي، أقسمت عليك بالله ندفن ابني جنب اخواته علشان لما أروح أزورهم يكون مكانهم معلوم.. أقسمت عليك بالله ساعدني ياريس، نفسي نكرمه في مثواه الأخير بدل ما أنزل أنا وأمه ندور عليه بنفسنا، الغطاسين بيعملوا اللي عليهم وابني جوه الصخر.. مش محتاج أكتر من إني أدفن ابني جنب اخواته، أتوسل إليك طلعلي ابني'.
الأم والأب المكلومين
وأشعل نبأ العثور على جثة الطالب الجامعي نور كلش بمصيف بلطيم، بعد 11 يومًا من البحث، آمال فريق الغطس المتطوع في الحصول علي جثة الشاب 'شادي' ويكثفون جهود البحث للعثور عليها، فيقول الدكتور رأفت محمد توفيق حمزة، أحد الغطاسين المتطوعين، وأستاذ مساعد بقسم تدريب الرياضات المائية بكلية التربية الرياضية جامعة الإسكندرية وتابع للاتحاد الدولى للإنقاذ ومدرب دولى معتمد بالاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ بمصر، إن حالة البحر في صباح باكر اليوم الثلاثاء، كانت مناسبة لعملية البحث عن الجثة بالنسبة لشدة التيار وارتفاع الموج حيث سرعته لم تتعدى 18 كم في الساعة، ولكن بعد الساعة العاشرة صباحًا كانت حالة البحر سيئة حيث شدة التيار وارتفاع الموج بحسب الأرصاد تراوحت ما بين 23 إلي 29 كم في الساعة.
-إقرأ أيضاً: بعد غرق 11 شخصًا.. الإسكندرية تحذر من التسلل إلى الشواطئ ونزول البحر ليلًا
وأوضح 'حمزة'، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أنهم واجهوا صعوبة في العثور على الجثة خلال عملية البحث منذ الصباح الباكر حيث الرمال والشوائب تحجب الرؤية، وعملية البحث تتم بين حواجز الأمواج من الحاجز 1 إلى 7 بعرض الشاطئ، ولكن لا أحد من الغطاسين يستطيع المخاطرة بحياته بالبحث من وجه الحواجز من جهة البحر لخطورة ذلك لذا لم تتم عملية المسح جيدًا من تلك الجهة، مضيفًا: 'نحن مستمرين في عملية البحث، حيث علميًا الجثة لم تتحلل بعد، لأننا لم نصل لليوم الـ 40 فنحن لا نزال في اليوم الثاني عشر'.
وتابع: 'نزلنا المياه مبكرًا ولكن لم نجد أي أثر، ووفقًا للأرصاد فإن يوم الجمعة سيكون مناسبًا لمواصلة عملية البحث'، متابعًا أنه من الممكن أن يكون محتجز فى أعلى أسقف الحواجز الخرسانية وليس أسفلها، لذلك سيتم تغيير خطة البحث بعد الانتهاء من البحث الشامل بحواجز الأمواج إلى البحث فى أعلى الحواجز، مناشدًا الغطاسين المؤهلين للنزول بين الصلبان بالمساعدة ضمن فريق الغطاسين المتطوعين للبحث عن الجثمان، والمكون من: العميد إيهاب عاطف، وكابتن إيهاب المالحى، وكابتن محمد المحجوب، وكابتن إبراهيم مارينا، وكابتن إيهاب صبحى ، وكابتن مروان الغزالى، وكابتن هادى غازى، وكابتن إيهاب هديه، وكابتن محمد السلاح، وكابتن القرموطى، وكابتن سعودى، وكابتن الرائد مصطفى.
البحث عن جثة شادي بشاطئ النخيل
البحث عن جثة شادي بشاطئ النخيل
البحث بحواجز شاطئ النخيل
رأفت حمزة أحد الغطاسين المتطوعين
حواجز شاطئ النخيل
ارتفاع الموج أثناء البحث عن الجثة
البحث عن جثة شادي بشاطئ النخيل
انهيار والدة شادي غريق شاطئ النخيل
فريق الغطاسين
أثناء البحث عن جثة شادي بشاطئ النخيل
شادي غريق شاطئ النخيل
أسفل حواجز شاطئ النخيل
أسفل حواجز شاطئ النخيل
أسفل حواجز شاطئ النخيل
أسفل حواجز شاطئ النخيل
فريق الإنقاذ أثناء البحث عن جثة شادي