اعلان

الإيذاء في صمت.. نكشف المسكوت عنه في ظاهرة "التحرش الجنسي" بالمحافظات (حكايات صادمة)

 «أهل مصر» تكشف المسكوت عنه في «التحرش الجنسي» بالمحافظات
«أهل مصر» تكشف المسكوت عنه في «التحرش الجنسي» بالمحافظات

كتب: أحمد مرجان - إنعام محمد ربيع - شعبان طه - محمود المنشاوي - مدحت عرابي - شيماء السمسار - خالد جوهر - محمود حمدين - فهد فكرى بلوم - سعاد الديب

بين الوقت والآخر، تتصدر ظاهرة «التحرش الجنسي» واجهة النقاش، ويثور الرواد علي مواقع التواصل الاجتماعي ضد «التحرش»، تلك الظاهرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة بين النساء والرجال علي حدٍ سواء، وتُعتبر المرأة الفريسة الأولى والضحية الأكثر عُرضة لذلك الفعل الشنيع، الذى يُمارس ضدها من قِبل الرجل أو امرأة أخرى، يليها الأطفال، ويأتى الشباب والمراهقين فى المرتبة الأخيرة، وعلى الرغم من بشاعة ذلك الفعل، وتعامل بعض المجتمعات معه تحت بند العنف الجسدى، إلا أن المجتمع المصرى يتعامل معه بالكتمان ومن خلف ستار وخاصة بالقرى الريفية ومحافظات الصعيد والدلتا، حيث يُعد التحرش بالمرأة فعل مشين للمتحرش بها وليس للفاعل، الذى قد يدفعه خوف الضحية للتمادي فى فعلته، والغريب فى هذا الموضوع تناول جانب جديد من جوانب تلك الجريمة، وهو «التحرش بالرجال» و«التحرش داخل الأسرة».

في هذا الملف تكشف «أهل مصر» المسكوت عنه بالمحافظات عن «التحرش الجنسي» بأنواعه المختلفة، وترصد قصص ومعاناة عدد ليس بالقليل ممن تعرضوا لظاهرة التحرش داخل المنزل وخارجه وبمحيط العمل، وتتعالى صرخاتهم من خلف ستار المجتمع الذي يقتضي في بعض الآونة بالصمت واللجوء للتكتم بدلًا من الإعلان والفضيحة، الأمر الذي ساعد في ارتفاع نسبة انتشار الظاهرة بمحافظات مصر خلال السنوات الأخيرة.

◄ تفاقم ظاهرة «التحرش» بالإسكندرية.. وضحايا يوجهن برسالة للفتيات: «متسكتيش علي حقك وافضحيه»

علي الرغم من عدم وجود إحصائية محددة بنسبة «التحرش الجنسي» في الإسكندرية، نظرًا لتخوّف العديد من الفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش من الإبلاغ خوفًا من الفضيحة، ولكن ما شهدته المدينة من وقائع شهيرة خلال الفترة الماضية يؤكد مدي تفاقم تلك الظاهرة والتي لا تقتصر علي الأماكن العامة والشوارع فقط، والتي من أبرزها واقعة فصل مدرس رياضيات بإحدى المدارس لتحرشه جنسيًا بتلميذات فصلين كاملين بالفصل السادس الابتدائى (120 تلميذة) بوضع يده على أماكن حساسة من أجسادهن.

«أهل مصر» تواصلت مع عدد من الفتيات بالإسكندرية اللاتي سردن لحظات الرعب مع التحرش في الشارع، حيث روت «م. ا» 27 عامًا، ما تعرضت له علي طريق الكورنيش أثناء عودتها من عملها، فتقول: «كنت عائدة من عملي وبينما أسير علي الكورنيش فوجئت بمجموعة من الشباب يتحرشون بي بألفاظٍ خارجة وتطور الأمر إلي قيام أحدهم بالإمساك بيدي ونهرني بشده وقتها صرخت في الشارع وتدخل الأهالي وقاموا بصرف الشباب من المكان»، متابعة: «التحرش مالوش دعوة باللبس».

- كنت علي بُعد خطوات من منزلي وحينها صرخت بأعلي صوتي

واقعة أخرى سردتها «ز. م» تبلغ 20 عامًا من العمر، عن حادث تحرش تعرضت له في الشارع الذي تقطن به، فلم تتوقع الفتاة التي خرجت كعادتها ذات يوم أن تتعرض للتحرش وأن يكون ذلك علي بُعد خطوات من منزلها، فتقول: «تعرضت للتحرش من قِبل مجموعة من الشباب في الشارع بالقرب من منزلي، وحينها صرخت بأعلي صوتي فسمعني أشقائي والأهالي بالشارع وأسرعوا لإنقاذي وقاموا بالاعتداء علي الشباب المتحرشين، وكنت في موقف صعب حينها حيث أطلق أهلي اللوم علىّ وعلي ملابسي التي أرتديها علمًا بأني لا أري بها شئ لكي يتحرش بي أحد أو حتي يُعلق عليها، كما أنني أخرج كل يومٍ ولم أتعرض للتحرش»، متابعة أنها منذ هذه الواقعة وهي تحمل «سبراي» معها في حقيبتها دائمًا حتي إذا تكرر ذلك الموقف معها وتحرش بها أحد مرة أخري قامت برشه في عينيه والاستغاثة بالمواطنين لإنقاذها.

- ركب جنبي وبدأ يحط إيده علي رجلي

واقعة لم تغب عن بالها يومًا ترويها «ش. م» تبلغ من العمر 27 عامًا، قائلة: «كنت أستقل سيارة أجرة وكنت جالسة بجوار شباك السيارة وكان يجلس بجواري شاب، وفوجئت به ملتصقًا بي ويده تتحرك نحوي شيئًا فشيئًا ووضعها علي رجلي، ولمّا زعقت طلب أحد الأشخاص المستقلين السيارة من الشاب ترك الكرسي والجلوس في كرسي آخر في خلف السيارة ولكن لم يأخذ أحد من الركاب أي موقف»، مضيفة أن السبب في انتشار ظاهرة التحرش التنشئة الخاطئة داخل الأسرة وقلة الحياء، «المشكلة مش دايمًا في لبس البنات.. ماشي في لبس مستفز لكن لو بصيت علي الأجانب بره لبسهم عريان ومفيش تحرش لكن هنا عدد كبير من الشباب قليلي الأدب، والحل إن أي حد يعمل كده يتم حبسه والبنات متسكتش عن حقها وتتكلم وتفضحه في الشارع متقولش عيب وتسكت.. لازم تفضحه علشان يتعلم ويبطل يعمل كده تاني».

- «اللّبس» حرية شخصية

من ناحيتها، أكدت الدكتورة ماجدة الشاذلى، مقررة فرع المجلس القومى للمرأة بالإسكندرية، عدم وجود إحصائية بعدد حالات التحرش بالمحافظة نظرًا لعدم ورود جميع حالات التحرش لمكتب الشكاوي بالمجلس، حيث تخشي الفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش الإبلاغ، لكن المجلس يقوم بحملات توعوية بشكل مستمر لتوعية المواطنين بكيفية تنشئة أبنائهم تنشئة سليمة مبنية علي القيم واحترام الذات والآخرين وعلي تعاليم الدين الصحيحة، حتي لا يقْدُم الإبن علي ذلك الفعل المشين في الكِبَر، مناشدة جميع الفتيات اللاتي يتعرضن للتحرش سواء في الشارع أو مكان العمل أو المنزل بالإبلاغ فورًا بمكتب شكاوي المجلس، قائلة: «متخافيش لإن ده حقك، وإحنا هنتعامل مع البلاغ ونتخذ الإجراءات اللازمة».

وأضافت «الشاذلي»، أنه لم ترد سوي شكوي واحدة خلال الفترة الماضية لمكتب الشكاوي من سيدة ادّعت تعرضها للتحرش داخل العمل ولكن لم يكن لديها دليل يُثبت ذلك ولم تكتمل الشكوي، ولم ترد حتي الآن أية شكوي بها أدلة إثبات للواقعة ليتم التعامل معها، مرجعة السبب في انتشار تلك الظاهرة إلي وجود نقص داخل الشخص المتحرش وعدم تنشئته تنشئة سليمة علي أصول الدين فهو مُطالب بغض البصر خلال السير في الشارع ولكن تماديه في النظر والتصرف الخاطئ والتلذذ دليل علي أنه غير سوي، لافتة إلي أن «اللبس» هو حرية شخصية والحرية الشخصية والمساواة مكفولة للجميع، وأيضًا من أسباب انتشار الظاهرة تعاطي المخدرات والسوشيال ميديا وانتشار الفيديوهات الغير أخلاقية، كما تري أن من ضمن الأسباب أيضًا إغراق الأسواق بالملابس 'الضيقة' والغير لائقة وغياب «الكلاسيكيات» مثلما كانت الأسواق قديمًا، ما يُجبر الفتيات علي شراء تلك الملابس.

◄ «لحظة لن ننساها».. فتيات يروين معاناتهن مع «التحرش» بالمنيا.. «زنا المحارم» يحتل النسبة الأكبر بالمحافظة.. و«القومي للمرأة»: الفئة الأكثر تعرضًا من سن 20 وحتي 45 عامًا

روايات مأساوية تُروي في خيفة من نظرة المجتمع يعكف أبطالها علي إخفاء قصصهم عن الواقع المحيط بغية عدم الفضيحة والستر لكونهن فتيات قد ينظر إليهن المجتمع بنظرة غير مقبولة، في حين تُروي ذات الروايات علي مجالس القانونيين بالمجلس القومي للمرأة بالمنيا لتنسجد معاناة التحرش في صمت وخوف من الإعلان.

تقول «هدي. ب»: «إن هناك لحظة لن أنساها مهما مضي من سنوات عمري حينما تحرش بي أحد جيراني منذ صغري وأصرّ علي التقرب من جسدي وسط تهديد، الأمر الذي جعلني أبتعد عن الرجال وأرفض الزواج رغم أنني الفتاة الوحيدة في أسرتي بين 4 ذكور، وتقدم لي الكثير من الشباب لكنني رفضت الزواج لما سببه لي التحرش بي وأنا صغيرة من أذي نفسي ترك أثره علي المدي البعيد وجعلني أبتعد عن فكرة الزواج بل والتحدث مع الرجال».

- استغل غياب والدتي وتحرش بي

وتروي «أسماء. ح»، قصة تعرضها للتحرش من قِبل زواج والدتها، فتقول إن والدها توفي حينما كان عمرها 10 سنوات وكان لها شقيق صبي يبلغ 6 سنوات ثم تزوجت والدتها من رجل كبير في السن وفي بداية الزواج كان يعاملها وشقيقها معاملة الوالد، إلا أن الوضع اختلف حينما وصلت إلي المرحلة الإعدادية فبدأت تلاحظ قيامه بمحاورتها عن الزواج ويستغل ذهاب والدتها إلي جدتها وكان يقوم بالاستماع إلي الأغاني بصوت عالٍ، مضيفة: «ذات مرة فوجئت بدخوله إلي غرفتي وطلب مني الرقص له حينها رفضت بشدة فبدأ يتقرب مني ومنعته وصرخت بصوت عالٍ لكنني لم أجد من يغيثني لكونه يذيع الأغاني بصوت عالٍ بداخل المنزل».

تُتابع «أسماء»: «ترددت كثيرًا في إبلاغ أمي لكونه هو من يقوم بالإنفاق علينا ولا يوجد عائل لوالدتي ولنا غيره لكنه بعد أن حاول الأمر مجددًا أبلغت والدتي وطلبت منه الانفصال بشكل ودي، لكنني مازلت أتذكر محاولته الاعتداء علىّ حتي الآن رغم أنني أبلغ 27 عامًا».

- عادات المجتمع سلبتني حقي

فيما تقول «منار. م»، إنها انفصلت عن زوجها الذي كان دائم الاعتداء عليها لكونه يعتاد علي تناول المواد المخدرة ويجبرها علي توفير المال له حتي يتمكن من شراء المخدرات، لذا قررت الانفصال عنه بعد زواج دام 4 سنوات دون إنجاب أطفال، لافتة إلي أن أسرتها رفضت انفصالها لكنها أصرت علي الطلاق لذا رفضت عائلتها العودة للسكن لديهم بالمنزل، حينها بدأت تبحث عن شقة إيجار للعيش بها وعملت بعدد من المحال التجارية حتي تتمكن من دفع قيمة إيجار الشقة إلا أن الشقة التي انتقلت إليها كان مالكها يطرق باب شقتها بعد الساعة الثانية صباحًا بشكلٍ يومي ويطلب الدخول وكانت ترفض هذا إلا أنه تمكن ذات مرة من الدخول إلي الشقة ليلًا لكونه لديه نسخة أخري من مفتاح الشقة وتحرش بها، حينها خرجت من الشقة وهي تحمل عباءة تسترها ولجأت للجيران وقصت عليهم ما حدث وكانت تعتزم تحرير محضر لكن الجميع أقنعها أنه لا حاجة لتحرير محضر ضد مالك الشقة بعد أن تحرش بها لكونها فضيحة لها خاصة وأنها مطلقة وسوف يُلقي المجتمع اللوم عليها وليس عليه، لذا قررت مغادرة الشقة والبحث عن أخري ولم تتمكن من أخذ حقها.

- «زنا المحارم»

علي صعيد متصل، قالت الدكتورة رشا مهدي، مقررة المجلس القومي للمرأة فرع المنيا، إن هناك عدد كبير من الشكاوي الخاصة بظاهرة التحرش التي ترد لمكتب الشكاوي التابع للمجلس القومي للمرأة فرع المنيا، لافتة إلي أن من بين الشكاوي الواردة شكوي من «شاب مخنث»، بحسب وصفها، وتحوّل إلي فتاة، وكانت تتضمن الشكوي تعرضها للتحرش، كما ورد إليها شكاوي «زنا محارم» من بينهم فتاة اعتدي عليها عمها، وأُخري اعتدي عليها والدها، وفتاة اعتدي عليها شقيقها، وبحسب الحالة يتم التعامل حيث أنه قد ترد شكوي من فتاة تعرضت لـ«زنا محارم» وهي حامل.

وأضافت «مهدي»، أن هناك شكوي وردت من فتاة حملت من والدها وقام مكتب الشكاوي التابع للمجلس برفع قضية ضد والدها وتم حبسه، في حين تعرضت فتاة للاعتداء من قِبل عمها وتم تحويلها لمؤسسة البنات لكونها ليس لديها ملجأ يحميها فتم إيداعها بمؤسسة البنات بمدينة المنيا.

- الفئات الأكثر تعرضًا للتحرش

وأوضح إسلام فرغلي، المحامي بمكتب الشكاوي التابع للمجلس القومي للمرأة بالمنيا، أن الفئات التي تتعرض للتحرش وترد منها الشكاوي إلي مكتب الشكاوي بالمجلس تقع ما بين أعمار العشرينات وحتي الخامسة والأربعين عامًا سواء بالتحرش اللفظي أو التحرش الجسدي، لافتًا إلي أن التحرش بشكل عام يختلف بحسب درجة التعليم والثقافة، موضحًا أن هناك شكاوي ترد للمكتب من التحرش في الشارع والتحرش في العمل سواء لفظي أو إيحائي ويتم التعامل معها عن طريق تقديم الدعم القانوني والدعم النفسي ويتم مخاطبة جهة العمل ويتم تحرير محضر بمركز الشرطة ويتم إبلاغ النيابة الإدارية وهناك بعض القضايا الخاصة بالتحرش في العمل حصلت علي أحكام قضائية وبعضها مازال يواصل جلساته في القضاء.

وأضاف «فرغلي»، أنه في الفترة الأخيرة بدأت ترتفع نسبة ظهور حالات «زنا المحارم» في محافظة المنيا ولم يرغب أصحاب الشكاوي في تحرير محاضر بشكل رسمي ويخشي البعض من الحديث، موضحًا أنه بالمقارنة بالعام الماضي هناك ارتفاع في انتشار «زنا المحارم» بمحافظة المنيا، مشيرًا إلي أنه من أغرب الوقائع التي وردت إلي مكتب الشكاوي بالمجلس، واقعة تعدي أب علي إبنته التي حملت منه وتم إجهاضها، وأخري تعدي عليها عمها وحملت وأنجبت وتم تحويلها إلي مؤسسة البنات.

«أهل مصر» تكشف المسكوت عنه في «التحرش الجنسي» بالمحافظات«أهل مصر» تكشف المسكوت عنه في «التحرش الجنسي» بالمحافظات

◄ «في الشارع وداخل الأسرة».. انتشار ظاهرة التحرش الجنسي ببني سويف.. «القومي للسكان» يُطالب بحماية المرأة المعنّفة.. ووكيل «الأوقاف»: حرام شرعًا ويهدم المجتمع

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة التحرش الجنسي بالمرأة في محافظة بني سويف، تلك الظاهرة التي مما لا شك فيه تأتى بالعواقب الوخيمة على كافة أفراد المجتمع، وما بها من نتائج سلبية ونفسية على المرأة خاصة وبقية المجتمع عامة.

- لمس مناطق حساسة أثناء مغادرتي العيادة

وفي ظل اشتعال نيران ظاهرة التحرش الجنسي واللفظى تجاه المرأة وتصدرها المشهد بين الوقت والآخر، تواصلت «أهل مصر» مع عدد من الفتيات اللاتي سردن لحظات الرعب مع التحرش، فتقول «م. ا» صيدلانية، 23 عامًا، إنه أثناء ذهابها إلى إحدى العيادات الطبية بشارع الرياضي بمدينة بني سويف، تعرضت لحالة تحرش من أحد الأشخاص ويعمل تاجرًا لمصوغات ذهبية، حيث فوجئت به يقوم بلمس أجزاء حساسة من جسدها بيده أثناء مغادرتها العيادة الطبية، مضيفة أنها قامت بتحرير محضر حمل رقم 1368 إداري قسم بني سويف، وتمكنت قوات الشرطة من ضبط المتهم وعرضه على النيابة.

وتُضيف «س. م» 14 عامًا، طالبة بالصف الثاني الإعدادي، أنها قامت بتحرير محضر بقسم شرطة بندر بني سويف، ضد طالب بالصف الثاني الثانوي حاول التحرش بها واعتدى عليها بالضرب في أحد الشوارع أثناء عودتها من أحد الدروس الخصوصية الخاصة، موضحة أنها تعرضت لحالة من التحرش والتعدى بالضرب من طالب بالصف الثاني الثانوي بإحدى المدارس الثانوية، أثناء عودتها من أحد الدروس الخصوصية الخاصة بها في شارع الأباصيري بوسط المدينة، وقام الطالب بتتبعها إلى نهاية شارع 7 ببني سويف الجديدة، وتعدى عليها بالضرب، وحررت محضرًا بالواقعة.

-حاول التحرش بي ولمس أجزاء من جسدي

فيما ساقت نتائج التحرش إلي الاعتداء علي أحد سائقي سيارات التاكسي يُدعي «أحمد. س. م» يبلغ من العمر 33 عامًا، ومقيم بقرية إبشنا بمركز بني سويف، من قِبل ربة منزل وزوجها وشقيقها، حيث قاموا بالاعتداء عليه بآلة حادة وضربه، تأديبًا له على محاولة تحرشه بها وملامسة أجزاء من جسدها، أثناء توصيلها إلى منزلها بشرق النيل في بني سويف، بعد تبادل أرقام الهواتف معها، قبل أن تستدرجه لتأديبه، ليدّعي كذبًا أمام رجال الشرطة بقسم بني سويف الجديدة بسرقة 3 أشخاص مجهولين له تحت تهديد السلاح الأبيض أثناء قيادته السيارة بموقف محي الدين بمركز بني سويف.

وكشفت التحريات أنه أثناء قيام السائق بتوصيل ربة المنزل لمحل إقامتها بمنطقة بياض العرب، أقدم السائق على التحرش بها وملامسة بعض المناطق من جسدها وطلب منها رقم هاتفها المحمول، وخوفًا منه قامت بإعطائه رقم الهاتف الخاص بزوجها لحين وصولها لمحل إقامتها، وعقب ذلك قام بمعاودة الاتصال بها فتجاوبت معه وطلب منها مقابلته فوافقت بناءً على طلب زوجها الذي أحضر خاله وشقيقها، وقاموا بانتظاره بالمكان المحدد بينهما، وعقب وصول السائق قاموا بالتعدي عليه بالضرب تأديبًا له وبسلاحٍ أبيض، ولاذوا بالفرار، وتم ضبط المتهمين والسلاح الأبيض المستخدم في الواقعة، وبمواجهتهم أقروا بارتكابهم الواقعة انتقامًا منه لتحرشه بربة المنزل، وأنه بسؤال ربة المنزل، اتهمت المبلغ بالتحرش بها جسديًا، وبمواجهة السائق بأقوال المتهمين، أقر بصحتها وأنه قام بالادّعاء كذبًا بمحاولة مجهولين سرقة التاكسي بالإكراه خشية افتضاح أمره، وتحرر المحضر رقم 21 أحوال قسم شرطة بني سويف الجديدة.

- زنا المحارم.. حاول التعدي جنسيًا علي زوجة والده داخل غرفتها

واقعة تحرش أخري لقيت علي إثرها ربة منزل تُدعي «نعمة. ر» 27 عامًا، مصرعها علي يد نجل زوجها ويُدعي «عصام. م. س» 17 عامًا، بمدينة ببا جنوب بني سويف، بعد تهديدها له بفضح أمره أمام والده، بعدما حاول التعدي عليها والتحرش بها داخل غرفتها بمنزل والده والتعدي عليها جنسيًا، إلا أنها رفضت ومنعته وهددته بفضح أمره أمام زوجها، فأقدم على التخلص منها وقام بخنقها داخل فراش نومها، قبل مجيء والده وفضح أمره، وتم تحرير محضر بالواقعة.

أهل مصر تكشف المسكوت عنه في د. محمد أبو حطب وكيل وزارة الأوقاف ببني سويف

في هذا الصدد، قال الدكتور محمد أبو حطب، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ببني سويف، إن التحرش الجنسي حرام شرعًا، وكبيرة من كبائر الذنوب، وجريمة يعاقب عليها القانون، مشيرًا إلى أن التحرش لا يصدر إلا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة، ويعمل على هدم المجتمع، مشددًا على أن التحرش الجنسي جريمة وكبيرة من كبائر الذنوب وفعلٌ من أفعال المنافقين، وقد أعلن الإسلام عليه الحرب، وتوعّد فاعليه بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة.

وأكدت إيمان الشافعي، مدير المجلس القومى للسكان ببني سويف، علي ضرورة العمل على حماية المرأة المعنفة، وتقديم كافة الدعم لها من خلال توعيتها قانونيًا، ومساعدتها لتخطى الآثار المترتبة على تعرضها للعنف نفسيًا واجتماعيًا، موضحة أن دور المجلس فى التنسيق بين الجهات المختلفة لمواجهة الأزمة السكانية، وأن المشكلة السكانية تبدأ من الفرد والذى لابد أن يكون الداعم الأساسى لمعالجة المشكلة السكانية، وأن تكاتف الجميع لمواجهة الزيادة المطردة فى السكان سوف يحقق الخير للجميع بتوافر فرص عمل والشعور بثمار التنمية وقيمة المشرعات التى تتم على أرض مصر.

أهل مصر تكشف المسكوت عنه في د. منصور حسن رئيس جامعة بني سويف

-حملة «علشانها»

من ناحيته قال الدكتور منصور حسن، رئيس جامعة بني سويف، إنه تم إطلاق حملة «علشانها» والتي قامت بها كلية الطب وتهدف إلي التوعية بالعنف ضد المرأة وختان الإناث والعنف الجنسي والإدمان والانتحار وزواج الأطفال وعمالة الأطفال والقوانين الخاصة للمرأة وتشمل التوعية بالأسباب والأضرار وطرق العلاج والوقاية من هذه السلبيات، موضحًا أن الحملة قام بها أعضاء هيئة التدريس بقسم الطب الشرعي والسموم الإكلينيكية بكلية الطب وبمشاركة طلاب الكلية والتي تهدف إلي التثقيف والوعي بكل كليات الجامعة المختلفة، ثم ستبدأ الحملة داخل المدارس.

◄ فتيات فيومية يروين لحظات الرعب مع التحرش.. وباحث يؤكد: ظاهرة ثقافية

تحتل محافظة الفيوم، مكانة بين المحافظات من حيث انتشار ظاهرة التحرش الجنسي، والتي تتطور في بعض الأحيان إلي حد الاعتداء والاغتصاب، ولم تقتصر هذه الظاهرة خلال الفترة الحالية على تحرش الشباب بالفتيات فحسب، بل هناك من الشباب من يتعرض للتحرش أيضًا من بعض الفتيات.

-كنت أحترق من داخلي وشعرت أني بدون ملابس

«كنت أحترق من داخلي، وأشعر أنني بدون ملابس تمامًا من تأثير قوة نظراته تجاهي وتجاه جسدي»، بهذه الكلمات بدأت «ه. أ»، خريجة جامعية، وكانت تعمل بإحدي المؤسسات التنموية بالفيوم، تروي قصة تعرضها للتحرش.

تقول: «كنت منتظرة وسيلة مواصلات لأنتقل من مكان عملي إلى الموقف الذي ينقلني إلى قريتي بمركز طامية في الفيوم، وكان يبعد عني قليلًا مجموعة من الشباب، من بينهم أحد الشباب ظل ينظر ويخترق جسدي بنظراته، رغم أن ملابسي لم تكن مُلفتة، وكانت محتشمة للغاية، حينها شعرت بكسرة وعجز ولم أعرف كيف أتصرف، فقررت أن أتجول في الشارع، وكنت مسرعة للغاية حتى يأتي الباص وأركب فيه».

- تعدى علىّ من الخلف وفرّ مسرعًا

«ن. ج»، حاصلة على ليسانس آداب، إحدى فتيات الفيوم، تروي هي الأخري قصة تعرضها للتحرش، حيث تقول إنها تعمل في مدينة الفيوم، وهي تسكن في مركز آخر بالمحافظة، وأثناء انتظارها أمام استاد الفيوم مع إحدى صحباتها للسيارة التي تقلهم إلى وسط البلد، فوجئت بقدوم أحد الصبية الذي لا يتجاوز سنه 15 عامًا، يقترب منها مسرعًا وتعدى عليها من الخلف، وفر مسرعًا، فركضت وراءه لنهره، لكن المارة من الناس تجمعوا وأكدوا لها أنه طفل ولا يعرف ما يفعل.

- فوجئت به يُنزل سرواله

وتقول «ه. ع»: «كنت واقفة مع إحدى صديقاتي، في شارع باتا بالفيوم، منتظرين أدوات سنأخذها، وفجأة وجدنا شابًا يتظاهر بأنه يستخدم هاتفه، لكنه بدأ يُنزل سرواله، ارتعبنا جدًا من الموقف، وبدأنا نبتعد تمامًا، حتى جاءت إحدى السيدات ووقفنا معها، والتي طمأنتنا».

- باحث: ظاهرة ثقافية

في السياق ذاته، قال عصام الزهيري، الباحث والقاص، إن التحرش ظاهرة ثقافية بالأساس والأدلة على ذلك كثيرة، منها أن أكثر المجتمعات التي تعرف الاختلاط وتتحرر فيها المرأة تقل نسب التحرش فيها عن المجتمعات التي تضع القيود على حريتها وتعتبرها محظورًا دينيًا أو اجتماعيًا أو جنسيًا، مثل أفغانستان والسعودية وإيران وكذلك مصر ومنها حقيقة أنه لا شيء في جسد المرأة يمكن اعتباره «مثيرًا» إلا على نحو نسبي ثقافي.

وأضاف «الزهيري»، أنه في تقاليد بعض قبائل إفريقيا تكشف المرأة عن صدرها ونهديها دون أن يلفت ذلك النظر لأنه معتاد، كذلك لا يلفت عري الجسد بأكمله النظر على شواطيء العراة في أوروبا، إذن تغذي الثقافة بمفهومها عن «الإثارة» وعن «الفتنة» دوافع التحرش عند المتحرش بشكل صريح وتساهم في تسهيل ارتكابه لجريمته وتحرضه أيضًا عليها، من هنا يأتي الدور المهم الذي تمثله الثقافة الفقهية المحافظة والذكورية في تغذية نوازع التحرش وتسهيل إطلاقها والتماس المبررات لها بالقول أن المتحرش معذور لأنه يصعب عليه الزواج مثلًا، وأن الضحية استفزت ذكورته عن طريق لباسها أو طريقتها في النظر والكلام أو حتى في «المشي».

وتابع أن من وجهة نظره أنه في مفهوم ثقافتنا الدينية للأسف الشديد أن المجرم المتحرش هو الضحية وأن الضحية المتحرش بها هي الجانية على الجاني، لذلك ليس غريبًا أبدًا أن تتسع ظاهرة التحرش في مصر والعالم الإسلامي.

- علماء الدين: حرام شرعًا

من ناحيتها صدقت مديرية الأوقاف بالفيوم على بيان دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف، والذي أكدا أن التحرش حرام شرعًا، وجريمة يعاقب عليها القانون، كما نددا بمبرري التحرش، وقالت دار الإفتاء: «إلصاق جريمة التحرش النكراء بقصر التهمة على نوع الملابس وصفتها، تبرير واهم لا يصدر إلا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة، فالمسلم مأمور بغض البصر عن المحرمات في كل الأحوال والظروف».

◄ لم يسلم المجتمع الأسيوطي من الظاهرة.. فتيات يروين قصصهن مع التحرش ويتحدون «العادات والتقاليد»

علي الرغم من العادات والتقاليد التي تحكم محافظات الصعيد والتي تجعلها مختلفة بعض الشئ عن باقي المحافظات الأخري، إلا أنها لا تتختلف كثيرًا من حيث انتشار ظاهرة التحرش الجنسي بمختلف أنواعه حيث تزايدت الظاهرة خلال الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ، خاصة بمحافظة أسيوط، غير أن القيود علي الفتاة داخل قري المحافظة تحبس أصواتها عن التحدث في حالة تعرضها للتحرش سواء داخل قريتها أو خارجها بالأماكن العامة.

- استغل تواجدنا معًا بالأسانسير وتحرش بي

«أهل مصر» تحدثت إلي بعص الفتيات اللاتي تعرضن للتحرش بالمجتمع الأسيوطي، حيث تقول «و. أ. س»: «عملت محامية تحت التدريب رغم اعتراض الأسرة بسبب العادات والتقاليد بالصعيد التى مازالت تُقيّد عمل المرأة، ولكن بحُب عمل المحاماة لمساعدة الفقراء وأهلى لاسترداد حقوقهم، وذات مرة تفاجأت بأحد الزملاء ينظر لى نظرة تحرش فشعرت بالخوف وتجاهلته ثم تجاوز بالألفاظ الخارجة بشكل مبالغ فيهن وبسبب تلك الواقعة تغيّبت لمدة أسبوع عن العمل وأُصبت بحالة نفسية صعبة، ثم عدت مرة أخرى وعند الصعود من خلال الأسانسير تفاجأت بذات الشخص يستغل وجودنا فقط ليتحرش بيده بلمس جسدى فقررت الذهاب للمجلس القومى لتحرير شكوى ضده وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، وعندما عرفت أنهم سيقومون باستدعائه وسيتم حبسه تراجعت وأيضًا الخوف من زملائى من الفضيحة والتحدث علىّ بأن كل الفتيات تعمل بالمحاماه تحت التدريب ولا توجد مشكلات وستتجه الأقوال ناحيتى بالباطل».

- اتخذ مديري العمل حجة ليتحرش بي

وتُضيف «ه. ع. خ» موظفة حكومية ومتزوجة، «أعمل منذ سنوات بدون مشاكل حتى وصل مدير للعمل جديد والذى لم تعجبنى نظراته المتحرشة والواضحة ثم تطورت إلي حد التحرش بالألفاظ وأخذ يتعلل بالعمل ويتصل بالهاتف ويراسل بالواتس ففكرت فى إخبار زوجى ولكن خشيت على زوجى من الانفعال وارتكاب جريمه معه، فتوجهت لمكتب الشكاوى بالمجلس القومى للمرأة وتم مخاطبة مدير الإدارة المسؤول عن العمل وتم تحويل ذلك المتحرش للتحقيق الإدارى وتعرض للجزاء التأديبى ونقله بعد ظهور تدنى سلوكه وتكراره للتحرش قبل ذلك ببعض الموظفات».

فيما تقول «ف. ف. ا» تعمل بإحدى الجمعيات الأهلية، إن تنزل للعمل الميدانى باستمرار ولاحظت قائد فريقهم فى العمل يحاول التحرش بها، وعندما رفضت ذلك كان يوجهها للعمل بخط سير لأماكن بعيدة عقابًا لها لأنها لم تستجب لتحرشه وأغراضه ويتعنت فى العمل، وعندما اشتكت إلي مديرة الجمعية الأهلية لم تتخذ أى إجراء ضده خوفًا على سمعة الجمعية، فتوجهت للشكوى بالمجلس القومى للمرأة وعندما خاطبوا مديرة الجمعية قامت بالتحقيق في الأمر وإقالته من العمل لسوء سلوكه.

- تربية البنات علي الخوف سبب تفاقم الظاهرة

من جهة أخرى، قالت الدكتورة مروة كدواني، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بأسيوط، إن المجلس يتناول قضايا هامة وشائكة وخاصة قضية التحرش بجميع أنواعه فالتحرش ممكن أن يكون لفظى أو بالنظر أو باللمس، موضحة أن استمرار ظاهرة التحرش وانتشارها يرجع من وجهة نظرها لعاملين أساسيين أولهما خوف الضحية وهى البنت وترددها في اتخاذ إجراءات ضد المتحرش، والعامل الأخر أسلوب التربية للبنات على الخوف وعدم التعبير عن مشاكلهم وذلك عكس أسلوب تربية الولد على أنه رجل ولا يخاف ويفعل ما يشاء، وأساليب التربية تلك تؤثر على المجتمع ككل لذا نشاهد ظواهر كثيرة منها التحرش، لافتة إلي أن المجلس يتبنى قضايا التحرش ومؤخرًا النائب العام أصدر بيان بخصوص من تتعرض للتحرش وتتقدم ببلاغ عن تلك الجريمة يتم حجب اسمها وأى بيانات عنها ولا يتم تداولها فى الإعلام ولا يتم إبلاغ المتهم المتحرش بالاسم حفاظًا على خصوصيتها والسرية وتشجيع أى فتاة أو سيدة للإبلاغ عن جريمة التحرش دون خوف.

وعن أغرب واقعة تحرش، قالت مقررة فرع المجلس القومي للمرأة، إنها عندما كانت تُشرف على الامتحانات كعضو هيئة تدريس وجدت داخل إحدى اللجان طالب راسب فى سنوات ماضية ذا بنيان جسمانى ضخم أخذ يتحرش بالموظفة التى تراقب عليه فى الامتحانات بألفاظ خارجه لكى يقوم بالغش مهددًا تلك الموظفة بأنه سيطاردها حتى منزلها مما أثار خوف ورعب تلك الموظفة وجلوسها بعيدًا خوفًا من ذلك الطالب الفاشل، وأثناء مرورها على لجنة الامتحانات وسؤال الموظفة روت ما صدر عن ذلك الطالب من تحرشات لفظية صعبة فقامت بتحرير محضر ضده، وتفاجأت الموظفة بانتظار ذلك الطالب لها بالخارج فتواصلت مع قائد الحرس الجامعى وانتظرت وقاموا بتوصيل الموظفة إلي منزلها.

- فعل «بهيمي» وانتهاكات مشينة

وشدد الدكتور خلف عمار، مدير عام الوعظ والإرشاد ورئيس لجنة الفتوى بأسيوط، علي أن التحرش الجنسى حرام شرعًا، وكبيرة من كبائر الذنوب، وجريمة يُعاقب عليها القانون ولا يصدر إلا عن ذوي النفوس المريضة والأهواء الدنيئة والتدنس بأوحال الشهوات بطريقة بهيمية وبلا ضابط عقلى أو إنسانى، لافتًا إلي أن الشرع الشريف عظّم من انتهاك الحرمات والأعراض وتوعّد فاعلي ذلك بالعقاب الشديد في الدنيا والآخرة، كما أوجب على أولي الأمر أن يتصدوا لمظاهر هذه الانتهاكات المشينة بكل حزم وحسم.

◄ خريطة التحرش بالغربية تكشف نتائج صادمة للتحرش بالرجال والأطفال

تتصدر محافظة الغربية المحافظات من حيث انتشار ظاهرة التحرش الجنسي، ورغم ارتباط «التحرش»، بالمرأة، حيث تعتبر الفريسة الأولى والضحية الأكثر عُرضة لذلك الفعل الشنيع، إلا أن الغريب فى هذا الموضوع تناول جانب جديد من جوانب تلك الجريمة، وهو التحرش بالرجال والتحرش داخل الأسرة.

الدكتورة مجدة الخواجة، عضو المجلس القومى للمرأة بالغربية، تقول إن التحرش يبدأ داخل الأسرة من بعض المعتقدات والسلوكيات الخاطئة، أهمها تشجيع الأطفال أو المراهقين علي التعليق علي جسد المرأة وإقناعهم أنه شيء جيد يدل على الرجولة، أو أنه أصبح بالغ، فذلك في حد ذاته مشكلة تقع مسؤوليتها على من يُشجع على ذلك السلوك لأنه يُعلّم أجيال من النساء والرجال أن التحرش الجنسي مقبول.

وأضافت «الخواجة»، أن الرجال والصبيان ليسوا متحرشين بطبيعتهم، ولكن بعضهم يمارس التحرش عندما يري أن الكثير معتقدين أنه شيء مقبول «طبيعي» أو شيء يدل علي «الرجولة»، ومن هنا تنشأ علاقات مريبة تدفع المراهق لاستكشاف الآخر دون النظر لجنسه، سواء كان ذكر أو أنثى، وأهم تلك المؤشرات الخطر المزاح بالتحرش، فيجب على الأسرة الانتباه لتلك الأفعال ومنعها حتى ينشأ طفل سويّ.

وفى ذات السياق، أوضحت شفاء غانم، إحدي الرائدات الريفيات بالغربية، أن الأمر المهم فى بلاغات التحرش، أنها مكّنتهم من عمل ما يشبه خريطة للتحرش، حيث تم اختيار عينات عشوائية من مراكز المحافظة الثمانية، وثبت بالبحث أن 4 .77% من الرجال الذين شاركوا في بحث خريطة التحرش في 2019، اعترفوا بارتكابهم وقائع تحرش، أما بالنسبة للرجال الذين تعرضوا للتحرش والاعتداء عليهم من قِبل الجنسين، بلغت نسبتهم 2.5% من البلاغات التي تلقتها خريطة التحرّش، وبلغت نسبة التحرش المنزلى 12% من البلاغات سواء من الفتيات والأطفال الذين تعرضوا لمضايقات من ذويهم.

وأضافت «غانم»، أن التحرش الجنسي لا يؤثر على المتحرش بهم فقط، ولكنه يؤثر على المجتمع ككل، فهو يقيّد حرية تنقل المرأة والمشاركة والإنتاجية في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والذى يترك بدوره آثار وخيمة على الاقتصاد والازدهار.

وكشفت برلنتى حافظ، إحدي الرائدات الريفيات بمركز طنطا، أن 89,3% من التحرش الجنسي يحدث في الشارع, و81.8% في المواصلات العامة, و53.3% في الحدائق العامة، بينما 59.3% يحدث في الأسواق و60.7% على الشواطئ و39.2% عن طريق المكالمات الهاتفية، كما أن 63% من البلاغات المقدمة لخريطة التحرّش تشير أيضًا إلى أن التحرش يحدث في المدارس وأماكن العمل والأماكن الخاصة مثل المنازل.

وأضافت «حافظ»، أن الأبحاث تشير إلي أن جرائم التحرش الجنسي تحدث في أي وقت وطوال اليوم، وهو ما يؤرق الكثيرات، ومن هنا أعلن المجلس القومى للمرأة عن دعمه الكامل للفتيات ضحايا التحرش والاغتصاب وأهاب بسرعة الإبلاغ عن الجرائم التي تم تداولها على «انستجرام» التي أُثيرت مؤخرًا.

◄ في مطروح.. ظاهرة التحرش تصل لحد «الاقتتال» وصراع بين القبائل.. و«الجلسات العرفية» تتصدي للمتحرشين

تختلف مدينة مطروح عن طبيعة غيرها من المدن الأخري من حيث انتشار ظاهرة التحرش بأنواه، حيث تحكم المحافظات الحدودية عادات وتقاليد حيث تتصدي «الجلسات العرفية» لردع أي متحرش، حيث تتمع المدينة ببيئة صحراوية ذات تاريخ وتقاليد تحترم المرأة والكبير وطاعة «العمدة والشيخ والعواقل».

ويؤكد الحاج باسط جعفر، من عواقل مطروح، أن الأجيال الحالية يوجد بينها من لا يحترم الكبير ولا يسير علي درب العادات والتقاليد وهذه حقيقة بسبب تأثير التكنولوجيا علي الشباب، ولكن يوجد بالجيل الحالي من يُعظّم هذه العادات، فظاهرة التحرش تكاد تكون منعدمة في المجتمع القبلي، متابعًا: «هذه الظواهر نحن قبائل أولاد علي نرفضها في مجتمعنا رغم أن لدينا فتيات في الجامعات في كليات القمة لكن تربية بنت القبيلة أو المجتمعات الريفية في مدن أخري تختلف عن الذين يقيمون في عواصم المحافظات».

فيما تقول «راضية. م. ب»، إحدي السيدات بمطروح، إن «التحرش الجنسي في مطروح لا يُذكر بسبب رفض مجتمعنا من الأساس هذه الظاهرة لعدة اعتبارات الأول أن إذا حدث تحرش لفتاة علي الملأ في الشارع مثلما يحدث في عواصم المحافظات يمكن أن تنتهي هذه القضية بمصرع أحد الطرفين، والاعتبار الثاني أن الفتاة المتحرش بها القبيلة لن تصمت علي هذا الفرد ومن الممكن أن يصل الأمر إلي صراع أجيال بين القبائل لعقود ولن ينسها في المجتمع المطروحي».

وتُشير «أمينة. م. ا»، من مطروح، إنه «رغم التكنولوجيا والتطور الكبير الذي يحدث في المجتمع إلا أن محافظتنا لن يتم رصد بها تحرش جنسي كظاهرة مرصودة في الشارع أمام أعين الجميع لأن المتحرش يعلم جيدًا أن من يدافع عن المرأة في الشارع هم شباب مطروح بجميع طوائفهم حتي الشباب المغترب من محافظات الدلتا والصعيد المقيم في مطروح يعلم عادات وتقاليد المجتمع القبلي ويسيرون علي دربها فئة من الشعب المصري العريق».

بينما تري «رانيا. أ. م»، من المغتربات بمطروح، أن التحرش في مطروح منعدم بسبب الردود العنيفة التي يمكن أن تحدث من شباب مطروح تجاه المتحرشين إن وُجد، وحتي خلال موسم الصيف تكتظ المدينة الساحلية بالمصطافين وضيوف المحافظة خلال الموسم الصيفي ويوجد تحرش بالطبع لكن حالات محدودة، وغالبية المتحرشين م من المصطافين ومن يتصدي لهذه الظاهرة في الموسم السياحي هم شباب مطروح بالدفاع عن المرأة وهذه الحالات تعطي انطباع إيجابي عن تصرفات أهل مطروح تجاه رواد المحافظة.

من ناحيتها أكدت الدكتورة سليمة عبد الرحيم، مقررة المجلس القومي للمرأة بمطروح، أن المكتب لم يتلقي حالات تحرش تُذكر، وهناك بعض الحالات ولن يتم الإفصاح عنها لأن المجتمع المطروحي علي استعداد لردع أي متحرش ويمكن أن يتسبب في اقتتال، علمًا بأن تعداد مطروح لم يصل إلي 500 ألف نسمة وهي ثلث مساحة مصر وهذه الأخبار تنتشر سريعًا ويرفض المجتمع تداولها، ويتم حل هذه الحالات في الجلسات المغلقة ومعظم أصحاب ظواهر التحرش من المغتربات المقيمات بالمحافظة.

◄ رغم العادات والتقاليد الصعيدية.. فتيات يتحرشن ببعضهن وبالشباب في أسوان

المضايقة اللفظية والكلمات ذات الإيحاء الجنسي والاعتداء الجسدي الفعلي، جميعها أشكال للتحرش الجنسي، ولا تقتصر الظاهرة علي الفتاة فحسب وإنما أيضًا هناك شباب يتعرضون للتحرش، وأدي انتشار الظاهرة إلي تحوّلها من ظاهرة غريبة إلي ظاهرة معتادة، خاصة فى الصعيد الذى تغرز فيه القيم والتقاليد الصعيدية، حيث تنتشر الظاهرة في محافظة أسوان بكثرة بأشكاله المختلفة.

- فوجئت به يلمس جسد صديقتي

تقول «أ. م»، من محافظة أسوان، إنها تعاني من التحرش وأصبح التحرش اللفظى أمرٌ اعتادت عليه، خاصة وأن الفتيات يصمتن ما يمنح الفرصة لاستمرار ظاهرة التحرش، مشيدة بالفتيات اللائي قُمن بالتحدث عن التحرش وتقديم شكوى فى كل المتحرشين بهن سواء تحرش لفظى أو جسدى.

وتروي «ا. م» 19 عامًا، أنها تعرضت للتحرش مع إحدى صديقاتها عندما كانت تذهب إلى المدرسة، حيث وجدت شخص يقوم بالتلامس الجسدى مع صديقتها ونظرًا لخوفهن من الفضيحة لم يتحدثن مع أحد لتجدان الموقف قد تكرر فى اليوم التالى ولكن فى هذه المرة قامتا بالتصدي له وتدخل الأهالى وأنهوا الأمر ولم يتكرر الموقف مرة أخري.

- تحرشت بي صديقاتي الفتيات

وفي واقعة غريبة من نوعها، تعرضت «إ. ي»، إحدي الفتيات بأسوان، إلي التحرش من قِبل بعض الفتيات، حيث تقول: «حدث معي موقف غريب حيث وجدت بنات يقمن بمعاكستي وكان موقفًا غريبًا فى حد ذاته على مجتمعنا، وقُمن بالتحرش بي لفظيًا»، مشيرة إلي أنها شاهدت واقعة تحرش أيضًا بصديقتها من قِبل شاب حيث قام بالتحرش بها لفظيًا وكاد أن يصل إلى حد التلامس، وعندما تدخلت وجدت الشاب «فى قمة قلة الأدب» بحسب وصفها، وكاد أن يتطاول عليها أيضًا وكأن ما يفعله هو حق مكتسب له لكن بعد ذلك تجمّع الأهالي وانتهى الأمر دون أى إجراء.

- الشباب الأسوانى: نتعرض للتحرش اللفظى من البنات

وفى نفس السياق، يقول «أ. ف»، أحد الشباب: «مش لازم يكون الشاب هو المتحرش فهناك حالات كثيرة من تحرش الفتيات بالشباب وخاصة التحرش اللفظى بالمعاكسات وغيرها، ونطالب أيضًا بمحاسبة الفتيات اللائي يقمن بالتحرش بالشباب لأن الحملة الموجودة على الشباب فقط دون النظر إلي حالات كثيرة السبب فيها الفتيات».

ويُضيف «م. ا»، أن الملابس لها عامل مهم جدًا لأنها تتسبب في «استفزاز» الشباب، مطالبًا بضرورة احتشام الفتيات، وعلى الشباب أن ينظروا إلى الفتيات كأنهن مثل شقيقاتهم ويتعاملوا معهم علي هذا الأساس، لافتًا إلي أن التربية لها دور كبير فى ترسيخ القيم والتقاليد بمجتمعنا، مؤكدًا أنه توجد فتيات يقمن بالتحرش بالشباب ويوجد فتيات يتحرشن ببعضهن البعض.

◄ «إنتي عايزة تفضحينا!».. الخوف من «وصمة العار» وراء انتشار ظاهرة التحرش في سوهاج

لا يختلف الأمر كثيرًا في محافظة سوهاج عن غيرها من الكثير من المحافظات التي تنتشر بها ظاهرة التحرش الجنسي, ولم تقتصر الظاهرة علي تحرش الرجل بالمرأة في الأماكن العامة والشوارع أو العمل فحسب، وإنما يمتد الأمر إلي وقوع حالات تحرش داخل الأُسر، ويرجع سبب تفاقم تلك الظاهرة في الآونة الأخيرة إلي العادات والتقاليد المجتمعية وتخوّف ضحايا التحرش من الإبلاغ خشية الفضيحة.

- تحرش بي داخل المحل وخوفت من الفضيحة

وتروي «م. ع»، طالبة، تبلغ من العمر 19 عامًا، أنها تعرضت إلي التحرش أثناء عملها في «محل ملابس»، حيث تحرش بها مالك المحل، وعلى الفور أبلغت والدتها، والتي ذهبت إلي صاحب المحل وواجهته بما فعل فقام بتكذيبها وأنه لم يفعل شيئًا، ونظرًا لخوفها علي نفسها وخوف والدتها عليها قرروا الصمت ولم يتخذوا أي إجراء ضده.

- «إنتي عايزة تفضحينا!»

وتقول «س. م»، 21 عامًا، طالبة جامعية، إنها تعرضت للتحرش من قِبل شاب يقطن بجوار منزلها، وأسرعت إلي والدها لكي تقص عليه ما حدث لها، فقام بسُبابها وقال «إنتي عايزة تفضحينا!»، ما أصابها بالذهول والحيرة حتي وصل الأمر بها إلي عدم الخروج من المنزل إلا للضرورة وأصبح والدها مصدر خوف لها أيضًا بسبب عدم أخذه حقها.

في هذا السياق، قال الدكتور محمد الدماطي، أستاذ علم الاجتماع، وعميد معهد الخدمة الاجتماعية بسوهاج، إن التحرش الجنسي قضية من قضايا المجتمع العالمي، أسبابه أسباب اجتماعية خاصة فقدان الأمن وافتقاد القدوة، والتقليد الأعمى، وأسبابه أيضًا معرفية خاصة بالأفكار الخاطئة للشباب، وأسباب إعلامية تتعلق بوسائل الإعلام، مثل الشات والتواصل الاجتماعي وبرامج الواتس واليوتيوب، وظهور مقاطع «خادشة للحياء»، مع أن الكثير منها صور مفبركة، وفيديوهات مفبركة أيضًا، ما أدى إلى إدمان المشاهد والبعض قد يتوب والبعض يرجع مرة أخرى.

وأوضح «الدماطي»، أن أسباب التحرش الجنسي ثقافية متعلقة بالثقافات الفرعية للشباب مثل ثقافة الأحداث وثقافة المنحرفين وثقافة المناطق العشوائية، وأسباب تتعلق بعدم قدرة الشباب على الزواج، وأسباب تتعلق بالملابس الخليعة مثل الشفافة والمجسمة التي تثير الغرائز، وأسباب تتعلق بقبول التحرش من البعض لدى الجنسين، واعتباره شيء طبيعي، وأسباب تتعلق بعدم تطبيق القوانين، وعدم استخدام الردع المباشر للتحرش حيث يخاف البعض من أن يحكي عن التحرش والبعض يتقبله على أنه شيء عادي، وتوجد أسباب تتعلق بضعف الوازع الدينى للشباب، أما أنواع التحرش فهي التحرش اللفظي والتحرش بالفعل أو بالحركة، وآثاره نفسية وجسدية، مثل الصداع وحدوث الخوف والهلع والاكتئاب، وقد تكون الضحية مجموعة من الأفراد والجماعات التي أصابها أذي وضرر بدني وعقلي ونفسي، واجتماعي واقتصادي، ومُنعت من ممارسة حقوقها الإنسانية، والعلاج يكون علاج طبي ونفسي ومعنوي وسلوكي.

وأضافت هند رجب صالح، مؤسس مبادرة «وعيني» الحاصلة على المركز الثالث علي مستوي الصعيد بوزارة الشباب والرياضة، إن التحرش الجنسي هي واحدة من أسولأ أشكال الإساءات التي يتعرض لها الأطفال والشباب، فالإساءات الجنسية منتشرة في كل مكان ويتعرض لها الأطفال ذكورًا وإناثًا، وغير مرتبطة بالنوع ولا بالعمر، موضحة أن تعريف الإساءة الجنسية هي إجبار وإكراه أو تشجيع الأطفال والمراهقين علي قول أو فعل أو مشاهدة، أو سماع أي نشاط ذو محتوي جنسي، فالإساءة الجنسية نوعين، الأول «ما يتضمن الإجبار علي تلامس جسدي بالفم أو الضم أو الاحتضان أو ملامسة أجزاء معينة من الجسم أو إقامة علاقة جنسية»، والثاني «لا يتضمن تلامس جسدي إنما من خلال إجبار أو إكراه أو تشجيع الطفل على مشاهدة مشاهد جنسية العلاقات جنسية أو سماع أو قول كلمات ذو محتوي جنسي».

- الخوف من «وصمة العار»

وأشارت «صالح»، إلي أن الحالات المتحرش بها وما حدث لهم من أذي نفسي وبعض الحالات التي تم التنمر عليها من قِبل المجتمع عندما صرحت بما حدث لها وهذه مشكلة مجتمعاتنا وهي الخوف من وصمة العار ومواجهة المجتمع التنمر علي المتحرش به وأحيانًا يقوم المتجمع برفضه وكأنه صاحب ذنب كبير أو السبب فيما حدث له، والأصل فيه المتحرش الذي قام بذلك وذلك لقلة وعيه الديني والبطالة وشرب المخدرات، وهناك أسباب اجتماعية لا دخل للمتحرش بها، والتنشئة الغير سوية من الأسرة في أن الفتاة لا حق لها بأي شئ والتقليل من شأنها والدليل علي ذلك حالات التحرش بالأطفال الصغار وطفلة البامبرز وما يحدث بين المحارم، مؤكدة أنه لا بد من عمل توعية للأهالي وعمل توعية للأطفال والفتيات اللائي عُرضة للتحرش وأيضًا تعليم الفتاة بعض المهارات التي تدافع بها عن نفسها عند تعرضها لتلك الجريمة، وأنشطة أيضًا لمواجهة خطورة التحرش ورفع العقوبة علي المتحرش به وذلك لردع وتخويف كل من تسول له نفسه لارتكاب تللك الجريمة.

◄ ليس بالفتيات فقط.. ظاهرة «التحرش الجنسي» تجتاح الشارع البورسعيدى.. وإحداهن: «تقدمت ببلاغ فعاملوني كأني المجرمة»

باتت ظاهرة «التحرش» جزء من أدبيات الشارع البورسعيدى خاصة فى المناطق الشعبية، خاصة بشارع الكورنيش، وسط مطالبات من المجتمع بضرورة الدفع برجال الشرطة السرية واتخاذ إجراءات حاسمة لمواجهة تلك الظاهرة وتغليظ العقوبة ضد مرتكبى هذه الوقائع خاصة وأن أغلبهم دون العشرين عامًا، ورغم انتشار الظاهرة بشكل كبير بالمحافظة إلا أنه لا توجد أية بلاغات تحرش وردت للمجلس القومى للمرأة أو المجلس القومى للسكان من أى فتاة أو أسرة ببورسعيد.

- رغم أنني الضحية عاملوني كأني المجرمة

وتروي «هبه عوض» 35 عامًا، تفاصيل تعرضها للتحرش، حيث تقول: «إننى تعرضت للتحرش أكثر من مرة وقمت باستدعاء شرطة النجدة وتم اصطحابي مع المتحرش إلى قسم الشرطة بسيارة الشرطة في موقف مهين رغم أننى الضحية وأُفاجأ عند تحرير المحضر بالمتحرش يحرر هو الآخر محضرًا ضدى بالتحرش والاعتداء عليه ليكون محضر أمام محضر، واصطحبونا للنيابة لاستكمال التحقيقات ووكيل النيابة لا يعترف إلا بوجود محضرين وتم معاملتي كأننى أنا المجرمة».

- منتقبة: فوجئت به أمسك منطقة حساسة بعنف وفر هاربًا

«هناء السيد»، سيدة أخري «منتقبة»، تعرضت للتحرش الجنسي، فتقول: «رغم أننى كبيرة فى السن ومنتقبة وبينما كنت أجلس فى السيارة منتظرة زوجى وجدت شابًا اقترب منّي فجأة وأمسك صدرى بعنف وقمت بالصراخ ففر هاربًا، وظل هذا المنظر المشين يطاردنى ويجعلنى أرتعش وأصبحت أنتبه لأى شخص حتى ولو كنت أسير فى الشارع».

- «عاكسن إبني أمامي»

فيما تقول «ليلى حسن»: «فوجئت وأنا أسير فى الشارع مع ابنى وهو شاب وسيم، بمجموعة من الفتيات وقفوا فجأة أمامى وقالوا لي ابنك حلو يا طنط، فاستغربت جدًا هل وصلنا لهذه الدرجة هل انتهى الحياء الذى هو زينة الفتاة هل ضاعت القيم الدينية فى هذا المجتمع! وما هو دور الأب والأم فى المنزل لتخرج الفتاة بل وتتحرش بالشاب فالمعتاد أن يتحرش الشاب بالفتاة ولكن العكس فهذا خطير جدًا فى المجتمع وعلى المجتمع ويجب اتخاذ إجراءات قانونية حيال تلك الظاهرة حتى لا تتفشى ويُصبح أمرًا طبيعيًا».

-تحرشت بي علي «الماسنجر»

وتكشف «س. ع. ع»، تبلغ من العمر 50 عامًا، عن واقعة تحرش تعرضت لها عبر «السوشيال ميديا» من سيدة، حيث تقول: «أتذكر وقائع تحرش غريبة من نوعها، حيث أرسلت لى امرأة طلب صداقة ووافقت عليه وفجأة اتصلت بى عن طريق الماسنجر فى وقت متأخر أثناء ساعات الحظر التى أقرها مجلس الوزراء لمواجهة كورونا، فقمت بالرد عليها باعتبار أنها تعرفنى، وقالت لى أنها تُريد استغلال ساعات الحظر والملل التي هي فيه فاستغربت من حديثها وأغلقت الاتصال، وفجأة وجدت كلمات مكتوبة لم أتوقعها ولو لم أسمع صوتها على الماسنجر لقلت بأنها رجل وليست امرأة حيث فوجئت بأبشع ما يُقال من كلمات تُشعر بالاشمئزاز لدرجة أنني ألقيت بالهاتف وقبل أن يلتقطه ابنى أخذه زوجى بسرعة وعندما قرًا ما كتبته من تحرش جنسى بمعنى الكلمة لم يصدق وقال لى إنه رجل متنكر وأخبرته أنه غير صحيح فصوتها أُنثى تعجب وقام بعمل بلوك لها وحذفت الكلمات التى كتبتها بسرعة حتى لا يراها أولادي».

-«استهتار الشباب السبب»

من جانبها أكدت نجلاء إدوار، مقررة المجلس القومى للمرأة ببورسعيد، إنه كان يوجد تنسيقًا مع مديرية الأمن خاصة خلال فترة الدراسة للوقوف بحملات أمام مدارس البنات لحمايتهن من التحرش من قِبل الشباب، وأرجعت انتشار الظاهرة إلي استهتار الشباب وعدم تحملهم المسؤولية فالشاب الذى يكافح ويعمل لن يجد وقت فراغ حتى وإن وجد فلطالما شعُر بالمسؤولية فسوف يستغله بالشكل الأمثل والمفيد علي عكس من لا يتحمل المسؤولية فنتوقع منه المزيد من الاستهتار وعدم الوعى.

وأكدت ميرفت الخولى، مدير عام الإدارة العامة لإعلام مدن القناة والمقرر المناوب بالمجلس القومى للمرأة ببورسعيد، أن مشكلة التحرش سائدة في مختلف المجتمعات وقد أصبحت تهدد سلامة الإنسان من النواحي المعنوية والنفسية والجسدية، مؤكدة أن التحرش لا يمكن اعتباره حدثًا عاديًا يمكن تجاهله وإنما هو يعتبر بكل الأشكال جريمة ولا يوجد أي عذر لتبرير التحرش، خاصة وأننا نري صورًا عديدة من التحرش المتمثلة في التعبير اللفظي أو تعبيرات الوجه أو التلامس أو الدعوة لممارسة الجنس وحديثًا رأينا التحرش الإلكتروني سواء برسالة تحتوي علي ألفاظ جنسية أو صور غير لائقة أو عبر الإنترنت والمكالمات الهاتفية أو التهديد، ويحدث ذلك في أماكن متعددة سواء الشارع أو وسائل النقل أو أماكن العمل وفي المدارس والنوادي والجامعات، ومن هنا نستنتج أن المرأة في أي سن وفي أي مكان من الممكن أن تتعرض لصور مختلفة من التحرش، والسؤال هنا كيف نستطيع حماية أنفسنا من هذه الجريمة.

- 90 % من السيدات يُخفين تعرضهن للتحرش

وأضافت «الخولى»، أن هناك دراسات متعدد أثبتت أن حوالي 90 % من السيدات المتحرش بهن لا يُعْلِنّ ذلك أو يتخذن أي موقف قانوني خوفًا من نظرة المجتمع لهن مما يجعل هذه الظاهرة تزداد بشكل عنيف إلي أن أصبحت سمة للعديد من المجتمعات، لافتة إلي أن الخطأ لا يتحمله فقط المتحرش، وليس المقصود هنا التبرير، وإنما التحليل لجذور المشكلة والتي تري من وجهة نظرها أننا جميعًا نتحمل مسؤولية هذه الظاهرة فنحن بحاجه ماسة لمراجعة المنظومة القيمية والأخلاقية في مجتمعنا والتي باتت في مستوي منحدر لا ترقي لبناء مجتمع سليم.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً