تشتهر محافظة الغربية بوجود قلاع صناعية في مجالات مختلفة، منها المنتجة للمادة الخام، إلى جانب قرى تزرع وتنتج محاصيل مميزة، وتعتبر قرية شبرا بلولة، إحدى القرى التابعة لمركز قطور بمحافظة الغربية 'فردوس الغربية'، وهي القرية التي تحمل عبق الياسمين فى كل طية غبار بها، وتنتشر روائحه كلما مر النسيم بين حقولها.
'شبرا بلولة' أول قرية مصدره للياسمين على مستوى العالم، ويقول 'هشام عاصم' أحد مزارعى الياسمين بالقرية: على الرغم من أن المصانع المتواجدة بالقرية غير منتجة للعطور، لكنها تنتج عجينة الياسمين، التى تدخل فى صناعة العطور بفرنسا، حيث تنتج أراضيها أشهر الماركات العالمية من العطور، والتي تنافس خلطات الزيوت المستوردة التى تأتى من الهند.
زراعة الياسمين بشبرابلولة
وأضاف 'عاصم': ارتبطت كل بيوت القرية بالياسمين، أطفالا ونساء وشيوخا، بدءا من زراعته مرورا بجمع الزهر، وانتهاء بالمصنع الذى يستخلص العجينة ويصدرها لفرنسا وأمريكا، حيث تعد زراعة الياسمين مهنة توارثتها الأجيال، بزراعة غير مكلفة لكن محصولها مربح مقارنة بالمحاصيل الأخرى.
وتابع 'حسن مكرم' أحد جامعى زهرة الياسمين: قريتنا الأولى فى مصر من حيث الزراعة والإنتاجية، فالجمع لا ينقطع طوال ستة أشهر من السنة تبدأ فى شهر يونيو وتنتهى فى شهر ديسمبر، كما تختلف شجرة الياسمين فى زراعتها عن أي شجرة أخرى من حيث الخدمة، والياسمين لا يحتاج سوى إلى ثلاث مرات في الشهر، ولا يحتاج إلى كيماوى إلا مرة واحدة فى بداية زراعته، ويبدأ موسم الجني حين تصبح زهرة الياسمين كبيرة ولونها أبيض ناصع.
زراعة الياسمين بشبرابلولة
وأشار 'مكرم' إلى أن جمع زهر الياسمين يتطلب أيادي عاملة كثيرة ومدربة، لأنهم يقومون على جمع الزهرة قبل أن تذبل، ويتفق العامل على نسبة من المحصول بمقدار النصف أو الثلث، بمعنى أن الفلاح الذى يزرع 3 كيلوجرامات، يكون نصيبه منها 2 كيلو، وعامل الجمع كيلو واحد وتحتاج الشجرة طوال السنة إلى رعاية وتسميد وتقليم، تبدأ من شهر سبتمبر، حتى شهر مايو من العام الذي يليه.
فيما قال 'أشرف بركات' أحد العاملين فى مجال تصنيع عجينة الياسمين: من أكثر المشاكل التى تواجهنا فى صناعة العطور، الأيدى العاملة، وذلك لأنها تحتاج إلى أيد عاملة كثيرة ومدربة، لذلك اتجهت بعض الدول إلى الماكينات الحديثة بديلا من الأيدى البشرية، كذلك الغش التجارى من أكثر المصاعب لأنه يدمر الصناعة بشكل كامل، فصناعة العطور تعتمد على السمعة لذلك عدد العاملين في المجال محدود'.
زراعة الياسمين بشبرابلولة
وقال 'بركات': اليوم يعادل خمسة أطنان من زهور الياسمين، وطن الزهر الذى يورده المجمع للمصنع تصل قيمته إلى عشرة آلاف جنيه، وهذا الطن ينتج ما يتراوح بين 2 ونصف إلى 3 كيلو من العجينة، وكيلو العجينة يتم تصديره.
وأضاف 'بركات': بعض الحقول بها أشجار يرجع عمرها إلى 40 عاما، وشجرة الياسمين تنتج زهرة الحب وهي الشجرة المباركة إذ لا يمر يوم إلا وتثمر من جديد زهوراً متجددة ، فجمع الياسمين خير يعم على جميع أهالى القرية.
فيما قال 'أحمد حسن' جامع ياسمين: تعتمد العديد من الأسر على جمع زهرة الياسمين، باعتباره رزق الأسرة اليومى ومصدر دخلهم الوحيد، وينتظرون جمع المحصول كل عام، رغم الشكاوى العديدة للمزارعين هناك من انخفاض يومياتهم فى جمع الياسمين، الأمر الذى يدفع بعض الفلاحين إلى الغش وخلط الزهر بالماء لزيادة وزنه، وهو ما يؤثر على جودة العجينة النهائية.
زراعة الياسمين بشبرابلولة
وأضاف 'حسن': نبدأ جمع أزهار الياسمين من الساعة الثالثة فجرا، لمدة 4 ساعات كاملة، ونجمعها داخل جرادل بلاستيكية أو أقفاص خشبية، ثم نقوم بوزنها عند وسيط صاحب مصانع العطور، والعام الماضى كنا نتقاضى 20 جنيها فقط عن كيلو الياسمين الواحد، ومن كل ثلاثة قراريط نجمع كيلو ياسمين واحد، لذلك فنحن نعانى من المقابل المادى للجمع، بالرغم من أن المزارع هو العامل الأساسى فى جمع المحصول وبدونه لن يكون هناك أي إنتاج لزهرة الياسمين، الأهالي يطالبون بالاهتمام بشكل أكبر بمزارعي الياسمين وتوفير الدعم لهم من أجل استمرار زراعة شجر الياسمين.
زراعة الياسمين بشبرابلولة
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
