مستقبل مفاوضات سد النهضة.. صحوة مصرية سودانية تشهدها المنطقة.. خبراء يعلقون

اجتياز المياه لسد النهضة (الحساب الشخصي لوزير الري الإثيوبي)
اجتياز المياه لسد النهضة (الحساب الشخصي لوزير الري الإثيوبي)

'هل مستقبل مفاوضات سد النهضة يتغير بعد زيارة مدبولي للسودان؟'.. سؤال مُثار في أذهان الكثيرين من المهتمين بمتابعة قضية سد النهضة وآخر المستجدات في المفاوضات، لا سيما أن زيارة رئيس الوزراء المصري للخرطوم تعتبر الأولى من نوعها، وتم الاتفاق فيها على مجموعة من الأطر قبل العودة للمفاوضات مجددًا.

في هذا السياق، توضح 'أهل مصر' وجهات النظر السياسية والدولية والشئون الإفريقية، والمائية حول مفاوضات سد النهضة في الفترة المقبلة.

"شراقي": صحوة مصرية سودانية تشهدها المنطقة

قال الدكتور عباس شراقي، خبير الموارد المائية في جامعة القاهرة، إن الفترة المقبلة تشهد صحوة مصرية سودانية، لاسيما منطقة حوض النيل الشرقى والقرن الإفريقيى لما يجري من تحركات دبلوماسية مصرية على أعلى مستوى آخرها زيارة رئيس المخابرات المصرية الوزير عباس كامل، إلى السودان نهاية يوليو الماضي، ثم جنوب السودان ومعه وزيرة الصحة، بالإضافة إلى زيادة رئيس الوزراء ووفدا وزاريا كبيرًا من وزراء الري والكهرباء والتجارة والصناعة والصحة إلى الخرطوم.

وأكد 'شراقي' في تصريحاته لـ 'أهل مصر'، أن أهم نتائج مايحدث هي وحدة الموقف المصري السوداني وتفعيل دور اللجنة الفنية الدائمة لنهر النيل ولقائها قبل عودة اجتماعات اللجان الفنية لسد النهضة، وتفعيل بروتوكولات واتفاقيات عديدة خاصة بالاستثمار والنقل البرى والنهرى والبحرى والصحة والربط الكهربائى والتعليم.

وأضاف: 'تعيش مصر والسودان أزهى فترة توافقية منذ ١٠ سنوات ساعد على ذلك موقف إثيوبيا الإنفرادي في تخزين ٥ مليار م٣، والمخاطر التى شهدها السودان من السيول والفيضانات الآخيرة التى أعطت إنذارًا قويا لخطورة سد النهضة خاصة فى حالة الملء والتشغيل الأحادى، ومخاطر السدود على مستوى العالم مثل سد الصين.

وتابع: 'أثمرت تلك اللقاءات لعقد اجتماع سداسي لوزراء الخارجية والري لمصر والسودان وإثيوبيا، الأحد ١٦ أغسطس، هو الأول من نوعه منذ لقاءات واشنطن في منتصف فبراير الماضى، كانت أهم نقاط الضعف في مفاواضات الاتحاد الإفريقى الحالية هي عدم وجود وزراء الخارجية لما لهم من ثقل سياسي كبير في المفاوضات، وعدم تفعيل دور الاتحاد الإفريقى والمراقبين الأحدى عشر.

وأشار أن الاجتماع السداسي يهدف إلى دفع المفاوضات إلى الطريق الرئيسى التي حاولت أثيوبيا منذ أسبوعين انحرافه فى اتجاه دول المنابع وتقاسم مياه النيل وعدم عقد اتفاق ملزم بل قواعد وإرشادات قابلة للتغيير.

وأفاد أن هذا الاجتماع مواصلة لقاءات اللجان الفنية لتنفيذ توصيات الاجتماع السداسى والقمتين المصغرتين السابقتين فى يونيو ويوليو الماضيين، متوقعًا: 'الوصول إلى اتفاق خاص بالملء ٥ مليار م٣ هذا العام، ثم ١٣ العام القادم، ثم ١٠ مليار م٣ في السنوات التالية، والتشغيل الذى يعتمد على الظروف الهيدرولوجية وحالة السدود السودانية والسد العالى دون الخوض فى النقاط الشائكة فى تطبيق الاستخدام المنصف والعادل وما يتبعه من حصص مائية'.

خبير شئون أفريقية: لغة الخطاب السياسي المصري السوداني أصبحت واحدة وقوة في مواجهة أثيوبيا

في هذا الصدد، قال رمضان قرني، خبير الشؤون الأفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات ومدير تحرير دورية آفاق أفريقية، إن علاقة زيارة رئيس الوزراء إلى الخرطوم لاتتعلق بملف سد النهضة فقط، بل الشراكة الثنائية بين مصر والسودان، متوقعًا مكسبًا مهمًا وهى لغة الخطاب السياسي المصري السوداني آزاء سد النهضة أصبحت تقريبًا واحد، مقارنة بالسنوات الماضية للمفاوضات منذ 2011، واللغة الجديدة في صالح الطرفان المصري والسوداني، فضلاً عن البنود المتفق عليها في الخطاب الختامي للدولتين، والتى تهدف إلى احترام قواعد القانون الدولي، والعملية التفاوضية بين الدول الثلاث، اتفاق الدول على عدم إحداث أي ضرر زي شأن المنشأت المائية في مصر والسودان وهو مايطلب الحفاظ على السد العالي في مصر وسد الروصيرص في السودان، وعدم اتخاذ قراء أحادي، والحصول على اتفاق ملزم حول ملء السد وألية تنسيقية لحل النزاعات.

وأضاف 'قرني' في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر'، أنه في حالة النظر إلى البنود السابق ذكرها نجدها في غاية الأهمية في ظل الطرح الأثيوبى عن اتفاق استراشادي، متوقعًا أن هذه الأمور تجعل من المفاوض المصري والسودانى خلال مفاوضات سد النهضة المقبلة قوة واحدة في مواجهة أثيوبيا.

وأشار أنه على الرغم أن الزيارة لم تطرح جديد بشأن بنود مفاوضات سد النهضة، إلا أنها أكدت على مدى تمسك الجانب المصري بحقوقه، وكشفت على انسجام الطرفان.

أستاذ علوم سياسية: مفاوضات سد النهضة لاتتوقف على أطر جديدة بل حل خلافات مستمرة

من جانبه أوضح الدكتور طارق فهمي، الخبير السياسي، أن بعد زيارة رئيس الوزراء المصري مدبولي للخرطوم سوف تتغير الكثير من الأمور لاعتبارات تربط الطرف المصري والسواني في مواجهة الجانب الأثيوبي المتعنت في عملية المفاوضات، بالإضافة إلى أن زيارة رئيس المخابرات المصرية الوزير عباس كامل إلى السودان نهاية يوليو الماضى ومعه وزيرة الصحة لجنوب السودان، تؤكد أن مصر حاضرة من الشمال والجنوب.

وأضاف 'فهمي' في تصريحات خاصة لـ 'أهل مصر' أن القضية لاتتوقف على أطر جديدة، بل أن جزء من الزيارة ثنائى يتربط بتنمية العلاقات والشراكة الثنائية المصرية بما ينعكس على كافة القضايا وعلى رأسها ملف سد النهضة.

وتابع: 'من المتوقع أن يعيد الموقف الأثيوبي حساباته وترتيب أولوياته في الفترة المقبلة، بسبب تحسن العلاقات المصرية السودانية ودعمهما لبعض، وتوقيع السودان على إعلان واشنطن يقوي موقفها أمام أثيوبيا، اتخاذ السودان موقف إيجابي ورفض لمراوغة أثيوبيا'.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً