مصرع جندي تركي يكشف نشر تركيا لبطاريات دفاع جوي في طرابلس.. وخبراء: جزء من سيناريو أردوغان للتوسع الاستعماري

كتب : سها صلاح

منذ يومين خرجت تركيا معلنة عن مقتل أحد جنودها في في العاصمة الليبية طرابلس، وهذه ليست المرة الأولى التي تقر فيها أنقرة بمقتل جنود لها في ليبيا، حيث كانت أثقل حصيلة بشرية في صفوف الجيش التركي في شهر يوليو الماضي، عندما تعرضت قاعدة الوطية الجوية إلى قصف جوي ما أدى إلى مقتل 6 ضباط أتراك كانوا بداخلها وإصابة آخرين،ودمرت منظومة دفاع جوي تركية.

وقال الصحف حينها، إنه تم تنفيذ 9 ضربات جوية دقيقة على منظومات الدفاع الجوي التركية التي تم تركيبها مؤخراً في قاعدة الوطية، مؤكداً نجاح الغارات في تحييد منظومة دفاع جوي تركية من طراز هوك، كما أشار إلى تدمير 3 رادارات بالكامل.

قصف قاعدة الوطية في ليبيا

واليوم علق خلوصي آكار وزير الدفاع التركي رداً على تأسيس بلده قاعده في ليبيا، بأنه يجب عدم تضخيم الأمر، حيث أن فعاليات تركيا في ليبيا تسير وفقا للقوانين الدولية والقيم الإنسانية، مؤكدا العزم على مواصلتها، وأن جيشه يشرف على تأهيل القوات الليبية التابعة لحكومة الوفاق الوطني في مراكز التدريب التي أنشأوها.

هل مقتل الضابط كشف عن منظومة دفاع جوي تركية في ليبيا؟

بعد أن أعلنت وسائل إعلام ليبية عن تدمير قوات أنظمة دفاعات جوية 'نصبتها تركيا بقاعدة الوطية' (عقبة بن نافع) غرب ليبيا.

كشف الخبير البارز في شبكة الخبراء التحليلية 'أنقرة- موسكو'، إنجين أوزير، تفاصيل حول استخدام أنقرة صواريخ 'إس-400' في صراعاتها الخارجية.

موقع روسيا اليوم

وقال أوزير، في تقرير بعنوان 'أمريكا ستستمر في فرض العقوبات لإضعاف الاقتصاد التركي'، نشرته 'أوراسيا إكسبرت' 'لقد اكتمل عقد توريد الفوج الثاني من أنظمة الدفاع الجوي الروسية (إس-400) إلى تركيا، والطرفان، يتفقان الآن، على التفاصيل النهائية، بتقويم أفق استخدام تركيا لـ(إس-400) الجديدة، ورد الولايات المتحدة المنتظر على اقتنائها'.

وأضاف أوزير، من المرجح أن تنشر المجمعات الجديدة في ليبيا، ربما مؤقتاً، ولاحقاً، في قبرص، إذا ظهرت صواريخ (إس-400) في ليبيا، فستتضمن تركيا التفوق الجوي'.

هل نقلت تركيا مواد حربية جديدة إلى ليبيا؟

كشف تقرير لمجلة 'ستيرن' الألمانية أن الجيش التركي نقل 'شحنة مهمة حربيا' على متن طائرات من طراز إيرباص إلى ليبيا، وانتهك بذلك الحظر الأممي المفروض على توريد أسلحة لليبيا، وللإطلاع على التقرير الألماني من مصدره في الصحيفة يمكنك الإطلاع من هذا اللينك:

التقرير الألماني في صحيفة "ستيرن "

مجلة ستيرن الألمانية

وقالت الصحيفة الألمانية أن تركيا قامت بـ11 طلعة جوية على الأقل إلى ليبيا بطائرات عسكرية من طراز 'إيه 400 إم'، ويبدو أن وزيرالخارجية الألماني محقًا في تحذيره في مزيد من التسلح التركي، حيث أرسلت تركيا طائرتين عسكريتين حديثتين للغاية من نوع Airbus A400M إلى ليبيا، ومن الواضح أن لديهم شيئًا يخفونه وفقاً لحديث الوزير الالماني، حيث قاموا بإغلاق أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بهم مؤقتًا، وهم فوق المجال الجوي لليبيا ومن ثم هبطت إحدى الطائرات في مدينة مصراتة الليبية شرقي طرابلس.

ونقلت الصحيفة الألمانية عن خبير شؤون الدفاع في الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، هارل-هاينتس برونر، قوله: 'من المهم أن نكيف قوانين التجارة الخارجية ذات الصلة وفقا لذلك، من أجل تجنب شيء كهذا في المستقبل'.

تقرير مجلة سيترن الألمانية

وطلب خبير شؤون التسليح في حزب الخضر، توبايس ليندنبر، كشف ملابسات ما تحدثت عنه التقارير، وقال: 'لا يمكن أن تساعد شركة أوروبية تركيا في كسر حظر الأسلحة المفروض على ليبيا'،وطالبت النائبة البرلمانية عن حزب 'اليسار'، سيفيم دادلين، بأن تنهي ألمانيا التعاون الأوروبي في مشاريع التسلح في برنامج 'أوكار'.

ماهو رأي الخبراء في التسليح التركي داخل ليبيا؟

قال شريف سمير، الباحث السياسي، في تصريحات خاصة لـ'اهل مصر' أن نقل صورايخ دفاع جوي إلى ليبيا من قبل أنقرة هو جزء من سيناريو أردوغان للتوسع الاستعماري وتهديد الحدود لابتزاز دول الجوار ومد النفوذ الإقليمي ، وما كان للرئيس التركي أن يجرؤ علي تلك التحرشات العسكرية إلا في ظل ضوء أخضر أمريكي ودعم سياسي ولوجيستي من حكومة الوفاق الليبية غير الشرعية بقيادة فايز السراج فضلا عن المساندة القطرية المعروفة لأي مخطط تركي.

وفي السياق ذاته، قال الدكتور أحمد حسن مكاوي رئيس العلاقات الخارجية بجامعة الدول العربية السابق والخبير العسكري أن تركيا بعد أن فشلت في دفع تدخلها العسكري في ليبيا، أيدتوقف إطلاق النار في النزاع ، لكنها مازالت تلعب خلف الستار لتسليح مرتزقتها في طرابلس.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر' أن دعوة السراج بوقف إطلاق النار نالت موافقة تركية، مما يدل على أن أنقرة توصلت إلى الاعتراف بأنها لم تعد قادرة على تحقيق أهدافها في ليبيا من خلال الوسائل العسكرية.

وأكد أن تركيا كانت تأمل في قلب التوازن الاستراتيجي بالكامل في ليبيا من خلال مساعدة حلفائها على الوصول إلى الهلال النفطي وإبعاد حفتر عن اللعبة، ولكن في حالة عدم القيام بذلك، كان عليها الموافقة على اقتراح نزع السلاح من سرت والجفرة الذي وضعته ألمانيا والولايات المتحدة، فهي طريقة أنقرة للتخلص بشرف من حصنها العالي، ولكن مع المظاهرات التي تتكاتل في ليبيا لإقالة السراج وطرد تركيا من طرابلس يمكن ذلك أن يغير الخطة في التي رسمتها أنقرة للمرحلة المقبلة، وحتى وإن صدق وجود صواريح لها في داخل طرابلس لن تستطيع فعل شئ بها لأن الكلمة ستكون للشعب وجيشه.