تراث في مهب الريح.. أقدم العاملين بـ"صناعة جريد النخيل": المهنة تندثر.. ونُطالب بحياة أفضل (فيديو وصور)

أقدم صانعي الجريد بالبحيرة مع محررة "أهل مصر"
أقدم صانعي الجريد بالبحيرة مع محررة "أهل مصر"

'تغني عن الحاجة والفقر'، كلمات بدأ بها 'إبراهيم محمد محمود'، حديثه لـ'أهل مصر'، عن مهنة الصناعة من الجريد التي توارثها عبر الأجيال، واشتهر بصناعتها بمنطقة نديبة في محافظة البحيرة، حيث تُزين أعماله الطريق أمام المارة الأمر الذي يدفعهم إلى الالتفاف حوله لمعرفة أسرار تلك المهنة العريقة.

وقال أقدم صانعي الجريد بالبحيرة، إنه ورث مهنة صناعة الجريد عن آبائه وأجداده حيث يعمل بها منذ ما يقرب من 50 عاما، مضيفا أنه كان قديمًا يصنع من سعف جريد النخيل الأثاث كالأسرة والمقاعد، كما يصنع منه أدوات للمطبخ، و بعض الهدايا التذكارية وكذلك الانتيكات التي تستخدم في زينة المنزل، ولكن مع مرور الوقت تبدل الحال وساد استخدام المواد المصنوعة من البلاستيك، بالإضافة إلى الأسرة المصنوعة من الأخشاب.

أقدم صانعي الجريد بالبحيرة أقدم صانعي الجريد بالبحيرة

وأشار محمود، إلى أن هناك عزوف من قِبل المواطنين عن شراء المواد المصنوعة من سعف النخيل، ما أدى إلى اندثار تلك المهنة، حيث يقبل الأجانب على شراء مصنوعات سعف النخيل أكثر من المصريين، ما يعد عاملاً مهمًا في نقل التراث المصري إلى الخارج، مشيرًا إلى أنه لابد من إعادة إحياء تلك الحرف التراثية مرة أخرى.

وأضاف أن الجريد يستخدم في صناعة الأقفاص التي يتم من خلالها نقل وتخزين  الخضر والفاكهة، والتي مازلت عاملا أساسيا التي مازالت تستخدم حتى الآن، كما يتم صناعة المقاعد من الجريد، لافتًا إلى أن الحصول على سعف النخيل تعد أصعب خطوة حيث يتطلب الأمر تسلق النخيل الأمر الذي يهابه الجميع؛ نظرًا لعلوها كما أنه مع تقدم العمر يزداد الأمر صعوبة.

أقدم صانعي الجريد بالبحيرة أقدم صانعي الجريد بالبحيرة

وتابع أنه بعد الحصول على السعف يترك لمدة 5 أيام كي يجف، وهناك من يستخدم بعضه في صورته الخضراء، منوهًا بأن فكرة صناعة الجريد تعتمد على القياس والدقة مثل 'الهندسة'، كما أنها تعتمد على الإبداع والابتكار.

أقدم صانعي الجريد بالبحيرة أقدم صانعي الجريد بالبحيرة

وعن أسعار المشغولات التي تصنع من الجريد، أوضح أن الكرسي سعره يتراوح مابين 80 إلى 90 جنيهًا، والقفص 90 جنيهً، مشيرًا إلى أن هذه الأسعار لا تواكب متطلبات الحياة، لكنه يسعى لتوازن معيشته بين ما ينتجه في يومه من أعمال وما ينفقه على منزله.

وألمح إلى أن أحد أبنائه عمل معه في تلك في المهنة لكنه اضطر إلى تركها؛ لأنها لا تساعده في تلبية متطلبات حياته، لافتًا إلى ضرورة إعادة النظر إلى تلك الحرف والعمل على تطويرها حفاظا على الهوية وضمان حياة أفضل للعاملين بها.

أقدم صانعي الجريد بالبحيرة أقدم صانعي الجريد بالبحيرة

أقدم صانعي الجريد بالبحيرة أقدم صانعي الجريد بالبحيرة

أقدم صانعي الجريد بالبحيرة أقدم صانعي الجريد بالبحيرة

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً