أطلق عدد من الأطباء، حملة للمطالبة بأهمية وجود معاش كريم خاصة لـ شهداء الأطباء المتوفين بفيروس كورونا المستجد كوفيد 19 لضمان وجود حياة كريمة لأسرهم وابنائهم بسبب أن حياتهم راحت ضحية التصدي لهذا الوباء القاتل.
منى مينا: ممكن أن يكون هناك قرار بإنشاء صندوق جديد لشهداء كورونا من الأطباء والفريق الطبي
قالت الدكتورة منى مينا، عضو مجلس نقابة الأطباء السابقة، وعضو لجنة الشكاوى، أن هناك قضية مهمة جدا ولم تأخذ الاهتمام الكافي رغم أهميتها الشديدة، وتتمثل في ضمان معاش محترم يضمن حياة كريمة لأسر شهداء كورونا من الأطباء وأعضاء المهن الطبية، حيث أن هؤلاء الأبطال يتصدون للوباء القاتل، فعالجوا المئات والآلاف، ولكن هناك من أصيب ومن دفع حياته ثمنا لحماية أهله من هذا الوباء اللعين.
وأضافت مينا، أن أسر هؤلاء الشهداء كانوا يفقدون الأب أحيانا، أو الأم أحيانا، أو الأبن أو الأخ أحيانا، وهذا الفقد الأليم الذي لا يقدر بكنوز الدنيا جميعا، لذا كان تكريم زملائنا كشهداء واجب هو أول حقوقهم، ولكن الكارثة أن أسر الشهداء تفقد أيضا 'العائل' بمعنى أنها تفقد مصدر الرزق الذي كان قادرا بدورانه اليومي في ساقية العمل 12 أو 14 أو حتى 24 ساعة، أن يوفر الحياة الكريمة لأسرته والتعليم لأبنائه لتجد هذه الأسر نفسها تواجه الحياة بجنيهات معدودة، فالأسر التي فقدت طبيبا شابا تجد نفسها تواجه الحياة بمعاش 900 جنيه.
وتسائلت عضو مجلس نقابة الأطباء السابقة، فهل يعقل هذا؟؟؟ فالحقيقة أن أبسط حقوق زملائنا علينا بالإضافة للتقدير المعنوي، هو إقرار معاش استثنائي محترم لهم، معاش استثنائي يضمن حياة كريمة للأسر، طالما هناك إبن مازال في مراحل التعليم، أو زوجة ترملت بعد وفاة زوجها وهناك بالفعل صندوق لدعم شهداء وضحايا الإرهاب من العسكريين والمدنيين، أنشئ هذا الصندوق بناءا على القانون 16 لسنة 2018، والقانون يبيح أن يضم للمنتفعين بالصندوق فئات أخرى بناءً على قرار من رئيس مجلس الوزراء، لافتة إلى أن الموضوع إذن له طريق قانوني ممهد وبسيط ولا يحتاج أكثر من قرار من رئيس مجلس الوزراء وأيضا من الممكن أن يكون هناك قرار بإنشاء صندوق جديد لشهداء كورونا من الأطباء وأعضاء الفريق الطبي، إذا فضل السادة المسئولين فصل شهداء كورونا عن شهداء الإرهاب.
وقالت، 'ولأن أي خطوة حكومية تحتاج لإرادة تحركها، لذلك نحن نحتاج من جميع المرشحين تبني هذه القضية العادلة والدفاع عن حق أسر شهداء كورونا في معاش عادل بكل السبل ونحتاج أن نسمع ويسمع المجتمع كله صوتكم عاليا لنصرة هذا الحق الواضح أما زملائنا من الأطباء والصيادلة المرشحين للإنتخابات، فأعتقد أنكم تلمسون بأنفسكم يوميا فداحة الثمن الذي تدفعه الأطقم الطبية، للتصدي لهذا الوباء اللعين يوما بعد يوم بل وساعة بعد ساعة لذلك فلستم في حاجة لشرح أو توضيح، ولكن نحن من نحتاج أن نسمع ونرى منكم كيف ستجعلون هذه القضية على رأس أولوياتكم في دعاياتكم ومطبوعاتكم ولقاءاتكم، نحن ننتظر أن نرى كيف ستدافعون منذ اليوم عن حق أسر زملائكم الشهداء بكل الطرق الممكنة'.
إيهاب الطاهر: معاش الأطباء يدعم أسر الشهداء في الوقوف بجوارهم لتحمل تكاليف المعيشة الباهظة
أكد الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة الأطباء السابق، أن حق شهداء الفريق الطبي، هو معاش كريم حيث يواجه جميع أعضاء الفريق الطبي منذ انتشار وباء فيروس كورونا الغامض بكل شجاعة على الرغم من زيادة نسبة تعرضهم لمخاطر العدوى، حتى أصيب الآلاف منهم بالمرض ونقلوا العدوى اللعينة للعديد من أفراد أسرهم، بل واستشهد المئات منهم مقدمين أرواحهم فداء لأهلهم ووطنهم، قائلا، 'لن أتحدث هنا عن معاناة الفرق الطبية أثناء العمل أو عن أجورهم الزهيدة فهذا له مجال آخر، ولكنني أذكر الجميع بواجبنا جميعا وواجب الدولة نحو أسر الشهداء منهم، فجميعنا يعلم التدني الشديد بقيمة المعاش الحكومي خاصة لمن يستشهد في سن الشباب، فعندما يكون معاش هذه الأسرة بضع مئات من الجنيهات فهو بالطبع لن يكفي الحد الأدنى من الحياة الكريمة، وبالتالي فمن حقهم على وطنهم إقرار معاش استثنائي يضمن مجرد حياتهم بصورة كريمة'.
وأضاف الطاهر، إذا تحدث البعض عن عقبات قانونية، فالجميع يعلم وجود القانون رقم 16 لسنة 2018 الذي يتيح صرف تعويضات ومعاشات لأسر الشهداء ومن السهل إضافتهم لهذا القانون بمجرد قرار يصدر من مجلس الوزراء، كما يوجد أيضا القانون رقم 71 لسنة 1964 والذي يتيح منح معاشات استثنائية من التأمينات الإجتماعية للعديد من الفئات ومنها من أدوا خدمات جليلة للوطن وإذا كان هذا القانون صدر منذ سنوات طويلة والقيمة التى يمنحها قليلة فيمكن تعديل قيمة استحقاقهم عن هذا القانون، وفى الحقيقة أنه لا يوجد أى مانع قانوني لأنه حتى إذا افترضنا عدم وجود هذه القوانين، فالطبع يمكن إصدار قانون خاص بذلك إذا توفرت النية الحقيقية.
ولفت أمين عام نقابة الأطباء، إلى أننا نعلم أنه تم إضافة بند بتعديل قانون 14 لإنشاء صندوق مخاطر يمنح تعويضات مرة واحدة لأسر هؤلاء الشهداء وهذا شىء جيد، ولكن المشكلة أنه لا يمنح أي معاش شهري استثنائي، كما تكمن مشكلة أخرى في أن موارد هذا الصندوق محدودة حيث أن جميعها من أعضاء المهن الطبية فقط دون أي إلتزامات على جهات العمل أو موازنة الدولة، وبالتالي فمن المنتظر أن تكون هذه التعويضات 'التي ستصرف مرة واحدة فقط' هي أيضا محدودة، أما إذا تحدث البعض عن قلة موارد الدولة المتاحة، فنحن إذا نظرنا للتكاليف المالية المترتبة على إقرار معاش شهري استثنائي فسنجد أنها زهيدة بالفعل ومن السهل جدا على الحكومة تدبيرها، فإذا كان من المتوقع أن يصل عدد شهداء الفريق الطبي إلى ألف شهيد، فاذا تم صرف متوسط مبلغ ثلاثة آلاف جنيه كمعاش استثنائي إضافي للمستحقين من أسر الشهداء فسيكون المبلغ الكلي حوالي ثلاثة ملايين جنيه شهريا أي حوالي ستة وثلاثين مليون جنيه سنويا فقط، وهو بالطبع مبلغ زهيد قياسا على التضحية التي قاموا بها.
وتابع، لكن سيكون له بالغ الأثر في دعم أسر الشهداء والوقوف بجوارهم في تحمل تكاليف المعيشة الباهظة، فيكفيهم فقد عائلهم أثناء دفاعه عن سلامتنا، وبالطبع كلنا يريد تكريم أسر الشهداء والتخفيف عنهم في مصابهم الأليم، وأعتقد أن أقل تكريم لأسرة وأبناء الشهيد هو ضمان الحد الأدنى من الحياة الكريمة لهم حتى لا تتحول مصيبتهم إلى 'موت وخراب ديار'، وننتظر فعلا قيام الجهات المختصة بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو إقرار معاش شهري استثنائي لأسر الشهداء تحت أي مظلة قانونية يرونها، فهذا حق لهم وواجب علينا.
كما تقدم أمين عام نقابة الأطباء سابقا، بطلب رسمي لمجلس نقابة الأطباء المنعقد في 16 أكتوبر 2020 وذلك لإعادة مخاطبة مجلس الوزراء لسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو إقرار معاش شهري استثنائي كريم لأسر الشهداء تحت أي مظلة قانونية وكذلك لتفعيل الحملة الإعلامية النقابية من أجل حقوق أسر الشهداء.