اعلان

انتشار ظاهر انتحار المسنين تهز بلد المليون شهيد.. والنساء ينتفضن ضد جرائم القتل والاغتصاب في الجزائر

الجزائر
الجزائر
كتب : آية رؤوف

ما بين الانتحار والعنف تشهد الجزائر العديد من الظروف التي تؤثر على توازن المجتمع، تعددت حالات انتحار وكان ضحاياها شيوخ وكهول على غير المألوف، ففي المعتاد كانت حالات الانتحار مرتفعة عند فئة الشباب والمراهقين وهم من كانوا يقدمون على الانتحار ووضع حد لحياتهم سواء شنقا أم حرقا أم من خلال تناول أدوية سامة، أم عن طريق الإلقاء بأنفسهم من أماكن عالية، لكن في هذه المرة اختلف الأمر.

كثيرة هي حوادث الانتحار التي نسمع عنها يوميا ونقرأ عنها في مختلف وسائل الإعلام وحتى على مواقع التواصل الاجتماعي، لكن الغريب فيها هو ظهور حالات انتحار متعددة لدى فئة معينة من المجتمع تتعلق بالمسنين، الذين صنعوا الحدث مؤخرا، في الطرق التي اختاروها ووضعوا عن طريقها حدا لحياتهم.

آخرها كانت حالة الانتحار التي شهدتها مدينة قسنطينة نهاية الشهر الماضي، حيث أقدم شيخ في السبعينيات من عمره على الإلقاء بنفسه من أعلى جسر سيدي مسيد بقسنطينة لأسباب مازالت مجهولة، وقبل ذلك قام كهل في الخمسينيات من عمره بتناول كمية كبيرة من الأدوية ودخل بعدها إلى العناية المركزة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة هناك.

دون الحديث عن حوادث الانتحار الأخرى التي وقعت في كل من ولاية سكيكدة، حين قام خلال شهر رمضان المنصرم شخص في الستينيات من عمره بشنق نفسه في غرفة منزله العائلي الواقع في منطقة رمضان جمال، أين عثر عليه أبناءه جثة هامدة معلقة في السماء، لتتعالى أصواتهم حينها بالبكاء ملقين اللوم على والدتهم حيث كانوا يقولون حينها 'أنت السبب في انتحاره كرهتيله حياته'.

وبعدها بأيام عرفت ولاية وهران حادثة مماثلة، حيث تم العثور على رب عائلة في السبعين من عمره مشنوق داخل حمام المنزل، وبعد فتح تحقيقات في القضية، بعدما اعتقدت المصالح الأمنية أنه تعرض للقتل، عثرت زوجته على رسالة في أغراضه أخبرهم فيها أنه سيقدم على الانتحار وحدد لهم التاريخ الذي سيقدم على فعلته، كما ذكر أنه صار غير قادر على إعالة عائلته باعتباره كان يعمل إسكافي وبعدما توقف عن العمل بسبب جائحة كورنا وتعليق جميع النشاطات التجارية، لم يتحمل الأمر واختار أن يضع حدا لحياته بهذه الطريقة المؤلمة.

ومن الانتحار إلى العنف، لنجد أن الفنانة الجزائرية بهية راشدي، أوضحت، أن حملة 'ضد قتل النساء في الجزائر' جاءت لمواجهة العنف الذي تتعرض له المرأة الجزائرية.

وقالت راشدي، وهي من أبرز الوجوه السينمائية في الجزائر، إن 'ما تحتاجه النساء هو تنظيم الصفوف لكي لا يتوقف اضطهادهن'.

فيما قالت الفنانة آمال منغاد، إن المبادرة التي أطلقتها ممثلات جزائريات على مواقع التواصل الاجتماعي تنديدا بالعنف ضد النساء جاءت بمبادرة من فنانة من وهران هي عديلة ديمراد، ولقيت استجابة واستحسان عدد كبير من الممثلات والفنانات اللواتي ارتأين انطلاقا من مكانتهن ودورهن في المجتمع، إطلاق مبادرة للتحذير من خطورة ارتفاع معدلات الجرائم والعنف المسجل في الشارع الجزائري ضد النساء وصل إلى القتل والتنكيل بالجثث.

وأخذت المبادرة شكلا افتراضيا بعدما تعذر اللقاء بسبب إجراءات الغلق التي فرضتها كورونا وحالت دون تنقل الفنانات من الولايات الأخرى.

وكشفت الممثلة أن المبادرة توسعت وتبنتها فنانات أخريات ومختلف ولايات الوطن، وينتظر أن يصدرن في الأيام القليلة المقبلة فيديوهات للمساهمة في الحد من جرائم القتل التي تطال النساء، وكذا ملصقات إشهارية للحملة.

وتدعو ناشطات جزائريات إلى ضرورة مساهمة كافة شرائح المجتمع وانخراطه في هذه الحملة الرامية إلى توعية المحيط بخطورة ما نعيشه اليوم في ازدياد معدلات الجرائم ضد النساء، وما يمكن أن يترتب عن هذه الجرائم من اختلال توازن المجتمع.

وحملت المبادرة توقيع وأصوات عدد من الفنانات والممثلات على غرار بهية راشدي، عايدة كشود، فتيحة نسرين، نجية لعراف، بهلول حورية، فتيحة ورد، نرجس عسلي، مينة لشطر، ماسيليا آيت علي، سليمة عبادة، سهيلة معلم، إيمان نوال، ليلى توشي، عديلة بن ديمراد، وغيرهن.

وكانت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة غنية الدالية أكدت سابقا أن مناهضة العنف الممارس ضد المرأة تعد من بين 'الأولويات الاستراتيجية للجزائر'، وأحد محاور مخطط عمل الحكومة 'كشرط لضمان مشاركتها في المسار التنموي للوطن'.

وكشف تقرير أعدته هيئة أمنية جزائرية أن أكثر من 7 آلاف امرأة تعرضت للعنف الجسدي في الجزائر في الفترة بين يناير وسبتمبر الماضي في 2018، في حين أعلنت الحكومة عن خطوات إضافية تستهدف الحد من ظاهرة العنف ضد المرأة في البلاد.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً