هي اللي هتمشيه.. هل ستحكم كاملا هاريس البيت الأبيض بدلاً من بايدن؟

كاملا هاريس
كاملا هاريس
كتب : سها صلاح

بعد فوز جو بايدن المرشح الديمقراطي برئاسة امريكا رسميا اليوم عقب تخطيه حاجز الـ 270 صوت في المجمع الانتخابي ، وعند لحظة تحول حرجة فى النظام العالمى تكتسب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أهمية استثنائية فى تاريخ الإمبراطورية، التى أخذت مداها بعد الحرب العالمية الثانية، حتى بدأت ضربات جائحة 'كورونا' تعرى ما هو كامن من أوجه ضعف وخلل فى بنيتها الداخلية، وتبرز ما هو محتمل من تراجع فى أوزانها الدولية.

بقدر الأسئلة الوجودية، التى تطرح نفسها بإلحاح على المستقبل المنظور، فإن السباق الحالى إلى البيت الأبيض يتجاوز أية تصورات عن الانتخابات التي سبقت تلك الانتخابات في امريكا من حيث المتنافسين والظروف المحيطة بها هذا العام من أزمة اقتصادية وفيروس كورونا وغيرها، ولكن السؤال الذي يلح بشكل كبير في أذهان العديد من المتابعين للانتخابات الأمريكية، ماذا لو ربح جو بايدن كرسي الرئاسة الأمريكية كيف سيحكم لأربعة سنوات في ظل تقدمه الكبير بالعمر حيث يبلغ 77 عاما ويمكن لظروف صحية تطرئ عليه ألا يستطيع القيام بواجباته على أكمل وجه؟ والسؤال الآخر رغم معرفة الناخبين تلك الملابسات لماذا يتقدم جو بايدن في النتائج على دونالد ترامب حيث حصل على 264 مقابل 124 لمنافسه الجمهوري؟ السؤال الأخير والأهم هو هل انتخب الأمريكيون كاملا هاريس وهم على علم أنها ستدير البيت الأبيض أم ماذا؟

ماهي صلاحيات نائب الرئيس؟

هناك مزحة يجري تداولها في الولايات المتحدة مفادها أن امرأة كان لديها ولدان أحدهما أصبح بحارا والثاني نائبا للرئيس الأمريكي، فانقطعت أخبار الأول والثاني.

كانت هذه المزحة تلخص نظرة الشعب الأمريكي إلى هذا المنصب. ولكن خلال العقود الماضية تغيرت هذه النظرة، واكتسب المنصب أهمية في البيت الأبيض،وفي الأيام الماضية أعلن المرشح الديمقراطي جو بايدن اسم نائبته 'كاملا هاريس'، وإذا فاز في انتخابات الأمريكية أمام خصمه دونالد ترامب ستصبح أول امرأة تتولى منصب نائب الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة.

وفيما يلي الأدوار والمهام التي يقوم بها نائب الرئيس في الولايات المتحدة:

دور دستوري

يمنح الدستور نائب الرئيس دورا محدودا، فهو ينص على توليه رئاسة مجلس الشيوخ لكنه ليس من صلاحياته التصويت إلا إذا عجز أعضاء المجلس 100 عن اتخاذ قرار،كما ينص على أن يحل مكان الرئيس إذا توفي أو استقال، ولكن دور نائب الرئيس منذ عهد جيمي كارتر تغير لحد كبير حيث

كان نائب الرئيس لمدة طويلة بعيدا عن السلطة التنفيذية لأن مكتبه كان في مجلس الشيوخ، والتغيير في الجوهر وفي الشكل بدأ في عهد الرئيس جيمي كارتر (1977-1981) الذي خصص لنائبه موقعا حقيقيا دائما في الجناح الغربي في البيت الأبيض، ومنذ ذلك الوقت لم يغير أحد هذا الموقع وأصبح مكتب نائب الرئيس بين الأمين العام ومستشار الأمن القومي. إضافة إلى ذلك يمكنه الوصول مباشرة إلى مكتب الرئيس، ورمزية هذا الأمر كبيرة.

مستشار في المجالات كافة

تقول البي بي سي بنسختها الأنجليزية إن نائب الرئيس مستشار أول في كافة المواضيع التي يتخذها الرئيس الأمريكي، حيث يمكن أن يخوض معارك سياسية خارجية أيضاً ولا يتقلص دوره فقط في الداخل، وتلك هي مربط الفرس فالدول العربية بشكل خاص لن تتعامل فقط مع سياسة 'بايدن' بل مع سياسة 'كاملا هاريس' أيضاً والتي تتحكم في بعض سياسات مجلس النواب الأمريكي الذي في الاصل يضع سياسات أمريكا أولا ً وأخيراً.

كيف يرى جو بايدن دور نائب الرئيس؟

خلال القرن الـ19 والنصف الأول من القرن الـ20، لم يكن المرشح للانتخابات الرئاسية يختار نائبه، بل يتولى حزبه ذلك، وبالتالي لا تدخل في المعادلة مسألة التقارب الفكري أو توارد الأفكار،وتطورت هذه العلاقة بعد الحرب العالمية الثانية لتصبح أكثر تماسكا.

وتجاوز باراك أوباما وجو بايدن حاجزا جديدا بعد أن أظهرا انسجاما حقيقيا خلال تعاونهما الذي دام ثماني سنوات،وأعلن بايدن في 2012 'إني آخر شخص يبقى مع الرئيس في القاعة، هذه طريقة عملنا'، وكان بايدن قد اوضح سابقاً أنه يبحث عن تطوير مثل هذه العلاقة مع المرأة التي ستتولى منصب نائب الرئيس.

وبعد أن تلاشت المساعي الرئاسية العام الماضي لكاملا هاريس، اعتبر العديد من الديمقراطيين أن هاريس ستحاول بالتأكيد خوض جولة أخرى من أجل البيت الأبيض في المستقبل، ومن خلال اختيارها كشريك سياسي له الآن، ضمن بايدن لها في حال فوزه، تزعم الحزب الديمقراطي لأربع أو ثماني سنوات'.

وقد أمضت هاريس معظم حياتها المهنية كمدعية عامة في ولاية كاليفورنيا،وكانت تعتبر طوال عملية البحث عن نائب للرئيس، من بين الخيارات الأكثر أمانا المتاحة، فقد كانت حليفًا موثوقًا للمؤسسة الديمقراطية مع أولويات سياسية مرنة تعكس إلى حد كبير أولويات بايدن.

زوج كاملا هاريس يهودي.. هل هذا وراء فوز بايدن الأولى؟

لعل تلك النقطة هي إجابة على تساؤل الكثيرين فمن المعروف بالداخل الأمريكي أن اليمين اليهودي في أمريكا يدعمون دائماً الحزب الجمهوري ولكن هذه المرة قُلبت الطاولة ودعم الكثير من اليهود وفقاً لنتائج الانتخبات الأولية في الكثير من الولايات التي اعلنت نتائجها 'جو بايدن' الديمقراطي، ولكن هل كان ذلك من أجل 'بايدن'، وفقاً لمجلة 'فوروارد' اليهودية فإن اختيار 'كاملا هاريس' كان من أهم اسبابه العلاقة القوية بين نائبة الرئيس والجبهة اليهودية في أمريكا حيث كتبت هيلين تشيرنيكوف تقريراً رأت فيه أن اختيار السناتور كامالا هاريس كمرشحة ديمقراطية لمنصب الرئيس من قبل المرشح الديمقراطي للرئاسة السناتور جو بايدن هو الأول من نوعه من نواحٍ كثيرة،لكن الأمر الاهم هو أن لديها أصهار يهود، أولهم جو ليبرمان، الذي ترشح لمنصب نائب آل غور في عام 2000.

وهاريس أيضاً متزوجة من رجل يهودي، دوغ إمهوف، الذي يعشقها بوضوح. يعتبر إمهوف ووالداه من اليهود 'الرائعين' بحسب الكاتبة.

وأضافت الكاتبة أن موقف 'هاريس' من 'إسرائيل' فهي أقرب إلى لجنة الشؤون العامة الأميركية – الإسرائيلية (إيباك)AIPAC من منظمة 'جي ستريت' JStreet اليهودية لكن 'جي ستريت' أيدتها مباشرة بعد إعلان اختيارها للترشح لمنصب نائب الرئيس.

'هاريس' تؤمن بحل الدولتين وتعارض حركة المقاطعة لإسرائيل BDS، وقد شاركت في رعاية قرار لمجلس الشيوخ في أوائل عام 2017، وبالتالي وفقاً للكاتبة فإن بايدن لم يختار كاملا هاريس عشوائياً بل كانت دراسة بعناية ولعل هي التي ستحكم في الخفاء لإرضاء اللوبي اليهودي.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً